تمر اليوم ذكرى رحيل الإمام محمد الجواد فى 27 من شهر نوفمبر عام 835 ميلادية، وهو ابن الإمام على الرضا بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام على السجاد بن الإمام الحسين سبط رسول الله، عليه الصلاة والسلام.
ولد محمد الجواد فى المدينة المنورة، عام 195ﻫ الموافق لعام 811 م، ولم يعش فى حياته سوى 25 عاما، ويقال بأنه مات مسموما على يد زوجته (أم الفضل) بتحريض من الخليفة العباسى (المعتصم)، وهو مدفون فى مقابر قريش (حالياً مدينة الكاظمية) بجوار جده موسى الكاظم بمدينة بغداد.
كان محمد الجواد يكنى بـ أبو جعفر، وهى كنية جده الباقروللتمييز بينهما يكنّى بأبى جعفر الثاني، وأضاف فى دلائل الإمامة كنية ثانية له هي: أبو على الخاص، وفسّر المتأخرون هذه العبارة بأنّ له كنية خاصة هى (أبو علي)، وليست كنيته هى (أبو على الخاص) كما يبدو للناظر فى عبارة دلائل الإمامة.
ومحمد الجواد هو التاسع من أئمة أهل البيت، وتقلّد الإمامة العامة وهو فى السابعة من عمره، وبالرغم من قصر المدة التى عاشها الإمام محمد الجواد وهى خمسة وعشرون سنة منذ ولادته وحتى استشهاده، وهو أقصر عمر نراه فى أعمار الأئمة الإثنى عشر.
ويقول كتاب تاريخ الإسلام الشيعى للكاتب فرهاد دفترى والذى ترجمه سيف الدين القصير وصدر عن دار الساقى، إنه بوفاة الإمام الرضا، انقسم أتباعه متفرقين إلى عدد من الفرق. لكن إحدى المجموعات اعترفت بولده الوحيد محمد بن علي، المشهور بلقب الجواد أو التقي، الذى كان فى السابعة من عمره إماما لها، ولكن تولية قاصر للإمامة أثار جدلا ونقاشا مهمين بين أتباع الرضا، خاصة فى ما يخص مسألة العلم التى يجب أن يتصف بها الإمام. وبعد المأمون جاء أخوه المعتصم فاستدعی الإمام الجواد من المدينة المنورة التى كان يعيش فيها إلی بغداد، ليکون علی مقربة منه ولم يبق فى بغداد إلا مدة قصيرة حتی اقترف المعتصم جناية قتل الإمام عن طريق دس السم إليه فى أواخر شهر ذى القعدة عام (220 هـ). والغريب فى الأمر أن زوجة الإمام محمد الجواد المتهمة بدس السم إليه هى (أم الفضل) ابنة (المأمون) الخليفة العباسى التى كان قد تزوجها فى بغداد عام 830 ميلادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة