تجددت الاحتجاجات فى العراق، وأدت الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن الخميس، إلى مقتل 22 وجرح العشرات وسط بغداد مع دخول الاحتجاجات التى اندلعت أكتوبر الماضى شهرها الثانى، ويطالب المحتجون، وأغلبهم شبان شيعة عاطلون عن العمل، برحيل النخبة السياسية برمتها.
وفى محافظة الناصرية جنوب البلاد قتلت قوات الأمن العراقية بالرصاص ما لا يقل عن 22 محتجا الخميس، وشكلت السلطات "خلايا أزمة" بقيادة عسكرية مدنية مشتركة لكبح الاضطرابات بعد ليلة دامية أحرق فيها المحتجون قنصلية إيرانية بمحافظة النجف وفرضت شرطة المدينة حظرا للتجول وأدان العراق الهجوم.
وقالت مصادر طبية، إن قوات الأمن فتحت النار على المحتجين الذين تجمعوا عند جسر فى الناصرية قبل فجر الخميس، وأضافت المصادر أن محتجين قتلوا وأصيب عشرات.
وفرض حظر تجول في مدينة النجف بجنوب العراق حيث اقتحم محتجون القنصلية الإيرانية وأضرموا فيها النيران، وذكرت وسائل إعلام محلية عراقية أن المصالح الحكومية والأعمال التجارية كانت مغلقة اليوم في المدينة.
وأجج إضرام النار في القنصلية العنف في العراق بعد أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة التي تهدف لإسقاط حكومة يعتبرها المحتجون غارقة في الفساد ومدعومة من طهران، واعتبر أشد تعبير حتى الآن عن المشاعر المناهضة لإيران في أوساط المتظاهرين العراقيين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ أسابيع في بغداد وجنوب البلاد ذي الأغلبية الشيعية وقتلت قوات الأمن المئات منهم بالرصاص.
بدوره أعلن بيان للجيش العراقي الخميس عن تشكيل "خلايا أزمة" يشارك في قيادتها محافظون وقادة عسكريون لوقف الاضطرابات الشعبية المتصاعدة.
وجاء في البيان "تم تشكيل خلايا أزمة برئاسة السادة المحافظين و تقرر تكليف بعض القيادات العسكرية ليكونوا أعضاء في خلايا الأزمة لتتولى القيادة والسيطرة على كافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في المحافظات ولمساعدة السادة المحافظين في أداء مهامهم"
وتمثل الاحتجاجات التي بدأت في الأول من أكتوبر في بغداد قبل أن تمتد إلى مدن الجنوب، أكثر التحديات تعقيدا للطبقة الحاكمة التي يهيمن عليها الشيعة وتدير مؤسسات الدولة وشبكات من المحسوبية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وأطاح بصدام حسين.
وفرضت السلطات ليلة الخميس حظر للتجوال بمحافظة ذي قار بحسب قناة "السومرية نيوز" التى قالت إن "القوات الامنية فرضت حظرا شاملا على التجوال في ذي قار حتى اشعار اخر، مشيرا الى ان ذلك جاء على خلفية المصادمات التي وقعت بين المتظاهرين والقوات الامنية والتي ادت الى وقوع اصابات بين الجانبين".
وأفاد مصدر محلي في ذي قار، الخميس، بان هناك عمليات كر وفر بين المتظاهرين والقوات الأمنية في مدينة الناصرية، فيما أشار إلى أن هذه القوات أعادت بالقوة فتح جسري الزيتون والنصر بعد إبعاد المتظاهرين.
وردا على إحراق القنصلية الإيرانية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن الحكومة العراقية مسئولة عن حماية قنصلية إيران بمدينة النجف، ونقل التلفزيون الرسمي عن موسوي قوله "الحكومة العراقية مسؤولة عن حماية المراكز والبعثات الدبلوماسية لديها... طهران تستنكر بقوة هذا الاعتداء وتطالب باتخاذ إجراءات مسؤولة وحازمة ومؤثرة من قبل الحكومة العراقية في مواجهة العناصر المخربة والمعتدية".
وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء إن موظفي القنصلية، والذين تم إجلاؤهم من المبنى قبل قليل من اقتحامه، "سالمون وبخير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة