اعتقلت الشرطة البرازيلية 4 من علماء البيئة، من بينهم أعضاء من منظمات غير حكومية مختلفة، بتهمة التسبب فى حرائق الأمازون عمدا، لتلقى تبرعات، وهكذا يتحول اتهامات الرئيس البرازيلى اليمينى المتطرف جايير بولسونارو إلى واقع ، خاصة أنه اتهم مرارا المنظمات الغير حكومية بالوقوف وراء هذه الحرائق، فى حين تتهمه تلك المنظمات باللامسئولية.
وكان المعتقلون الأربعة جزءا من مجموعة إطفاء الحرائق فى مقاطعة مدينة سانتاريم، فى الأمازون، وتم اعتقالهم للاشتباه فى أنهم تسببوا فى حرائق فى تلك المنطقة لتلقى تبرعات، وفقا لصحيفة "ليبريداد ديجيتال" الإسبانية.
ومن ناحية أخرى، نفى كايتانو سكانافينو، رئيس المنظمة غير الحكومية Projeto Saúde e Alegria ، وهى واحدة من أكثر المنظمات شهرة فى المنطقة أى نوع من المخالفات فى مؤتمر صحفى فى برازيليا: "لا نعرف حتى الآن ما التهم الموجهة إلينا، فنحن تم القبض علينا دون قرار قضائى".
أوضح مفوض الشرطة المدنية ، خوسيه هومبرتو دى ميلو ، لصحيفة "أو إستادو دى ساو باولو" البرازيلية أن ثلاث منظمات غير حكومية على الأقل - بريجادا ألتر دو تشاو ، وأكوسيروس ألتر دو تشاو ، وبروجيتو سايد إى أليجريا (PSA) - قد تسببت فى اندلاع الحرائق بموارد المنظمات المختلفة.
وأضاف دى ميلو أن المنظمة قامت بتوقيع عقد مع منظمة آخرى للمساعدة فى شراء معدات مكافحة الحرائق، بقيمة 70.654 ريال، أى حوالى 17.663 دولار.
ويلقى المحافظون باللوم على الرئيس بولسونارو، فى حرائق الامازون وذلك بسبب تشجيعه للحطابين والمزارعين على إزالة الشجر والنباتات من الأرض،كما أنه منذ أن أصبح رئيسا عارض حماية الغابات المطيرة، قائلاً إنه يجب استخدام الأرض للزراعة والتعدين.
وكان تم تسجيل أكثر من 72 ألف حريق هذا العام، وفقاً للمعهد الوطنى البرازيلى لأبحاث الفضاء، مشيرا إلى أن معدل الحرائق ارتفع بنسبة 83 % مقارنة بنفس الفترة من عام 2018 وهو الأعلى منذ عام 2013.
وقال ريكاردو ميللو، رئيس برنامج الأمازون العالمى للصندوق العالمى للطبيعة، إن الحرائق كانت "تيجة لزيادة إزالة الغابات التى نشهدها مؤخرا"، حيث أن الكثير من المزارعين بإشعالها عمداً لإزالة الغابات من أجل تربية الماشية".
وبالمثل قال، توماس لوفجوى، عالم البيئة "هذا بلا شك واحد من مرتين فقط التى وقعت فيها حرائق كهذه، ليس هناك شك فى أن هذه الحرائق هى نتيجة للارتفاع الأخير في إزالة الغابات".
وقال الباحث ألبرتو سيتزر "لا يوجد شىء غير طبيعي يتعلق بالمناخ هذا العام أو بنسبة هطول الأمطار فى منطقة الأمازون، والتى هى أقل بقليل من المتوسط فقط"، مشيرا إلى أن موسم الجفاف يخلق الظروف المواتية لانتشار الحريق، ولكن بدء الحريق هو عمل قام به البشر، إما عن قصد أو عن طريق الصدفة".
وفى السياق نفسه، أظهرت بيانات حكومية فى بداية الشهر الجارى، أن التصحر فى غابات الأمازون المطيرة فى البرازيل اتسع هذا العام لأقصى حد منذ ما يقرب من عقد فيما يؤكد حدوث زيادة حادة فى ظل قيادة الرئيس بولسونارو.
وقال المعهد الوطنى لأبحاث الفضاء، إن التصحر أتى على مساحة 9.762 كيلومتر مربع بزيادة نسبتها 29.5 %، على مدار 12 شهرا حتى يوليو 2019، وهو ما يعتبر أسوأ معدل للتصحر منذ عام 2008 فيما يزيد الضغوط على السياسة البيئية لبولسونارو الذى يفضل الاستغلال الاقتصادى لمنطقة الأمازون.
والأمازون هى أكبر غابة استوائية مطيرة فى العالم، ولها أهمية بالغة فى مكافحة تغير المناخ بسبب الكميات الهائلة من ثانى أكسيد الكربون التى تمتصها، وأثارت المخاطر التى تهدد الغابة قلقا عالميا فى أغسطس عندما اندلعت الحرائق فى تلك الغابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة