خطوة واسعة على طريق تحديث مرفق مترو الأنفاق، ومواجهة حالات التكدس وإهدار الموارد الناتجة عن تهالك ماكينات التذاكر القديمة، أطلقتها شركة المترو عبر تركيب مئات البوابات الإلكترونية الجديدة فى محطات الخطين الأول والثانى.
ورصدت «اليوم السابع» تراجع معدلات التسرب والتهرب من تذاكر المترو خلال الفترة الأخيرة، بفضل مشروع تركيب بوابات دخول إلكترونية بدلًا من البوابات القديمة العاملة بالخطين الأول والثانى منذ سنوات طويلة، وهو ما يقضى على تكرار الأعطال وتعثر الإصلاح وإهدار الموارد.
وقال عدد من الركاب الذين استطلعنا آراؤهم، إنه بات من الصعب حاليًا استقلال مترو الأنفاق بدون تذكرة، بعدما ساهمت الماكينات الإلكترونية الجديدة فى السيطرة على الأمر وحصار محاولات التهرب، إذ لا تسمح بالعبور بدون تذكرة أو اشتراك صالح، على عكس الحال فى البوابات القديمة التى كانت معطلة منذ العام 2016، ما كان يضطر الشركة إلى وضع حواجز والاستعانة بموظفين على الماكينات.
وتعليقًا على حالة التطور فى آلية عبور ماكينات التذاكر، قال المهندس أحمد حسن، مساعد رئيس شركة المترو للهندسة الكهربائية والميكانيكية، إن ظاهرة التهرب من التذاكر انتهت تمامًا ولم يعد لها أى وجود، وذلك بفضل منظومة البوابات الجديدة، لافتًا إلى أنها تغطى كل محطات الخطين الأول والثانى، وترتبط جميعها بشبكة تكنولوجية واحدة مع بوابات الخط الثالث، متابعًا: «قبل 2016 كانت البوابات متهالكة، بالنظر إلى عُمر بعضها الذى يعود إلى العام 1987 مع بداية تشغيل مترو القاهرة الكبرى، لذلك كانت نسبة التهرب كبيرة، واستمر ذلك حتى نسقت الهيئة القومية للأنفاق مع المترو للتعاقد مع شركة تاليس الفرنسية على شراء 850 بوابة إلكترونية جديدة، ثم ازداد العدد خلال العام الجارى حتى وصل إلى 1275 تغطى كل محطات الخطين بتكلفة إجمالية 200 مليون جنيه».
وأوضح أنه جرى تركيب تلك البوابات بدءًا من العام 2017، وانتهت الشركة الموردة مؤخرًا من تركيب كل الكمية، لتشمل التغطية كل محطات الخطين الأول والثانى بالكامل، لافتة إلى أن الماكينات الجديدة ثنائية التكنولوجيا، تستخدم التذاكر الورقية العادية والكروت الذكية معًا، ولا تشهد أية أعطال بعكس ما كان يحدث قبل 2016، لذا لم يعد هناك تكدس أو تهرب من التذاكر».
وأشار مساعد رئيس شركة المترو، إلى أن البوابات الجديدة أنهت الاحتكاك بين الركاب وعمال المحطات بسبب أعطال البوابات القديمة، ومحاولات البعض القفز من أعلى البوابات أو العبور بدون تذاكر، متابعًا: «هذا الوضع تغير تمامًا، ويمكن القول إن التسرب من التذاكر انتهى بالكامل»، لافتًا إلى أن منظومة البوابات الجديدة سهلت على الركاب الدخول والخروج من المحطات أيضًا.
فى سياق متصل، أكد عوض الله فتحى، ناظر محطة الشهداء بوسط القاهرة، أن البوابات الجديدة ساهمت فى زيادة إيرادات المحطات بنسبة 50%، بعدما قضت على الـتهرب من التذاكر نهائيًا، إذ لم يعد بإمكان أى راكب استقلال المترو من أية محطة بدون شراء تذكرة.
يُذكر أن الهيئة القومية للأنفاق كانت قد تعاقدت مع شركة «تاليس» الفرنسية خلال العام 2016 على تصنيع وتوريد 850 بوابة كارت ذكى للخطين الأول والثانى بتكلفة 160 مليون جنيه، على أن تعمل بنظام ثنائى التكنولوجيا «مغناطيسى ولا تلامسى»، بما يتيح استخدام التذاكر المغناطيسية العادية إلى جانب الكارت الذكى، ثم وقعت ملحقًا إضافيًا للعقد وصل بالعدد إلى أكثر من 1200 ماكينة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة