ذكر تقرير إعلامي صادر اليوم الأحد، أن نتائج المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سترسم تحركات البورصات العالمية خلال نهاية هذا العام الحافل بأحداث اقتصادية مفصلية متعاقبة؛ بدءا من التوترات التجارية بين الاقتصادين الأكبر على مستوى العالم، مرورا بأزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيما يعرف بـ"بريكست" حتى قرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية لأول مرة منذ 10 سنوات.
وأضاف التقرير -الذي بثته شبكة "سي إن بي سي" نيوز الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- أن المستثمرين في بورصة "وول ستريت" باتوا على يقين أن معركة الرئيس دونالد ترامب التجارية مع الصين ستلعب الدور الأكبر في تحديد شكل أداء الأسواق العالمية خلال ما تبقى من العام الجاري لاسيما وأن البنك المركزي الأمريكي حسم الأسبوع الماضي قراره بشأن خفض ثالث لسعر الفائدة، مرجحًا أن يكون ذلك الخفض نهاية سلسلة الإجراءات التحفيز النقدي المتبعة هذا العام بغية دعم الاقتصاد الأمريكي أمام التحديات العالمية.
ولفت التقرير إلى أن البورصات العالمية ظلت رهينة تقلبات الصراع التجاري منذ بداية العام؛ بين التصعيد تارة والتهدئة تارة أخرة دون إنجاز اتفاق حقيقي، مشيرًا إلى أن أخر الضربات التي تلقتها أسواق الأسهم العالمية جاء الخميس الماضي عقب ورود تقارير بشأن تشكيك مسئولين صينيين في إمكانية إتمام اتفاق تجاري طويل الأمد مع الرئيس ترامب بسبب مخاوف من طبيعة الرئيس الأمريكي "المتقلبة" وقراراته غير المتوقعة، وذلك قبل أن تعاود الأسهم تعافيها خلال نهاية تعاملات الجمعة الماضي.
ورأى التقرير الأمريكي أن الشركات الأمريكية الرائدة في مجال التكنولوجيا ستكون الأكثر عرضة لمتغيرات اللعبة التجارية بين القطبين العالمين، حيث يشكل متوسط إيرادات تلك الشركات من مبيعاتها إلى الصين 10%، في حين تشكل إيرادات الشركات العاملة في مجال الرعاية الصحية وخدمات الاتصالات والموارد من مبيعاتها إلى الصين 6% كمعدل متوسط، وتبقى شركات الطاقة والمتخصصة في مجال العقارات الأقل تأثرًا للتطورات الحرب التجارية نظرًا إلى عدم اعتماد إيراداتها على السوق الصينية إلى حد كبير.
وأضاف تقرير "سي إن بي سي " نيوز أن أداء أسهم الشركات المصنعة للرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات على وجه الخصوص، سيتشكل وفق تقلبات النزاع التجاري سواء بالسلب أو الإيجاب؛ من بينها شركات "كوالكوم" و"ميكرون" وبرود كوم " ونفيديا"، التي تضرر نشاطها من جراء تداعيات قرار إدارة الرئيس ترامب إدراج شركة "هواوي" الصينية على القائمة السوداء لوزارة التجارة الأمريكية بفعل مخاوف أمنية تتعلق بنشاط عملاق التكنولوجيا الصيني، مقوضة قدرته على شراء المنتجات الأمريكية.
كما توقع التقرير أن تكون شركة "آبل "من بين الشركات الأمريكية الأكثر تأثرًا بنتائج المفاوضات التجارية، حيث تشكل مبيعاتها للصين 19.6% من إجمالي مبيعاتها العالمية، وأوضح التقرير أن عملاق التكنولوجيا الأمريكي تلقى ضربة موجعة هذا العام بسبب حرب العملات الطاحنة بين الجانبين، حيث إن الرسوم الجمركية المرتفعة ستزيد من تكاليف الإنتاج لشركة آبل وتعوق مبيعات أجهزة الأيفون أبرز إنتاج الشركة في الأسواق الناشئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة