رغم جمال الطبيعة وسحر المناظر الذى يتمتع به الجالس على كورنيش النيل بمدينة أسوان، إلا أن هذه الطبيعة مهددة بالاختفاء وضياع معالمها بعد أن أكد محافظ أسوان نيته فى إنشاء "كارافانات" على الكورنيش لبيع المأكولات والمشروبات، وهو الأمر الذى لاقى هجوماً شديداً من قبل العاملين فى السياحة والمواطنين بمحافظة أسوان.
كورنيش النيل
أكد عبد الناصر صابر، الخبير السياحى، لـ"اليوم السابع"، أن رفض قرار إنشاء كارفانات على طريق كورنيش النيل السياحى هو ليس رأيه الشخصى فقط، ولكن هو إجماع من الشارع الأسوانى على هذا القرار الذى سيؤدى إلى خلق عشوائية وإشغالات على أهم متنفس سياحى بمدينة أسوان، لأن كورنيش النيل بمثابة روح المدينة السياحية لأنه مطل على أهم وأجمل المناظر الطبيعية الخلابة التى وهب الله أسوان بها، مشيراً إلى أن وجود هذه الكارفانات يؤدى إلى تشويه كورنيش النيل وهذه الأكشاك – مهما كان شكلها- ستدمر المتنفس والمتنزه الرائع لأهل أسوان والسائحين.
محافظ أسوان
وأضاف "صابر"، أن الأهالى لا يعلمون سبب إصرار المحافظ على هذا القرار الذى سيضر بسمعة السياحة فى أسوان، مؤكداً أن أهالى أسوان سيشكلون لجنة للقاء المسئولين بالجهات الأمنية والرقابية وإبلاغهم هذه الرسالة الرافضة، مع المطالبة بإيجاد حلول للمشاكل المزمنة من قمامة وفوضى وعشوائية، وعلق قائلاً: "خطأ كبير أن يتصرف المسئول مع الممتلكات العامة على أنها ملكه الخاص يتصرف فيها كيفما شاء ويهدى أصدقائه والمعارف منها ما يشاء ، ولكن الهدية هذه المرة كبيرة لأنها كورنيش نيل أسوان".
وتابع هانى ماهر، مرشد سياحى، الحديث عن قرار إنشاء منافذ بيع المأكولات بكورنيش النيل، بأن هذا القرار لم يصدر من متخصص فى شئون السياحة أو حتى لم يتم مناقشة مسئولى السياحة عن مدى صدى هذا المشروع المزمع تنفيذه من محافظة أسوان، لأنه بكل المقاييس لا يمكن خلق عشوائيات وإشغالات على كورنيش النيل السياحى، فعلى سبيل المثال كيف لنا أن نتخيل وجود منافذ لبيع الكبدة والسجق والعصائر على مكان حيوى ككورنيش النيل، وإلقاء بالمخلفات على الأرض وانتشار الباعة الجائلين حول هذه الكارفانات وبجوارها، ثم يبدأ الزحام على الكورنيش ومضايقة السائحين الزائرين لهذه المدينة الجميلة التى أصبحت مهددة بالعشوائية "على حد وصفه"، مشيراً إلى أنه عبر عن رأيه من خلال رسم كاريكاتير لهذا المشروع الفوضوى "على حد قوله".
كاريكاتير ساخر من المواطنين (1)
وعلق أيضاً سيد أبو الوفا، مزارع، على قرار المحافظ، قائلاً: أسوان بها العديد من المناطق التى تحتاج إلى تطوير والاهتمام بها ورفع القمامة عنها، متسائلاً: كيف لمحافظ أسوان اختيار أهم مقصد سياحى لتشويهه بدلاً من تنمية مناطق أخرى تحتاج إلى تطوير؟.
فى المقابل، قال اللواء أحمد إبراهيم، محافظ أسوان، إنه استمع لأراء ومقترحات بعض المواطنين حول هذا المشروع والذين أعربوا عن مخاوفهم من تسبب مشروع الكارفانات المقترح على الكورنيش فى خلق العشوائية وانتشار الإشغالات وخاصة أن طريق الكورنيش يمثل أيقونة المحافظة ويعتبر واجهة حضارية وتتفرد به بين مختلف محافظات الجمهورية.
وأكد محافظ أسوان، أن مشروع الكارفانات تحت الدراسة وسيتم تركيبها فى المواقع التى لا تسبب أى تشوية بصرى بكورنيش النيل، كما أنه تم وضع مخطط عام لتطوير كورنيش النيل وغيره من الميادين والسوق السياحى بالتعاون مع الأكاديمية العربية يشمل وضع برجولات طبقاً للتصميم الفرعونى تضم مقاعد خشبية جديدة بشكل جمالى لا يتسبب فى وجود أى عوائق تحول دون رؤية البانوراما الطبيعية لنهر النيل الخالد.
وأشار المحافظ، إلى أن هناك حرص من المحافظة للتعاون والتنسيق المستمر مع الأكاديمية العربية وجامعة أسوان كمؤسسات علمية استشارية من أجل تحقيق هذه المشروعات للأهداف المرجوة منها وخاصة العمل على تحسين مستوى معيشة المواطن الأسوانى ورفع جودة الخدمات الجماهيرية المقدمة له.
وطالب "إبراهيم"، بضرورة التفاعل الإيجابى مع الظواهر السلبية بالتعاون مع مجلس المدينة والمحافظة للحد منها وخاصة تحديات النظافة العامة والحنطور والتوك توك والإشغالات من أجل الحفاظ على المظهر الجمالى والحضارى لعاصمة الشباب الإفريقى.
السياحة
الكورنيش
كاريكاتير ساخر من المواطنين (2)
مقاعد محطمة
مناظر الطبيعة بكورنيش أسوان