تقضى مدينة الضباب أسبوعا استثنائيا فى رحاب الحضارة الفرعونية والتاريخ المصرى المتنوع، حيث تشهد بانوراما شاملة لما تمتلكه مصر مهد الحضارات، من تنوع ثقافى وحضارى وكنوز طبيعية، ففى الوقت الذى تستضيف فيه لندن المعرض المؤقت للملك توت عنخ آمون، تتألق كنوز مصر السياحية فى بورصة لندن من خلال جناح مميز يُبرز أنماط السياحة المختلفة والتى تحظى بشهرة عالمية.
وتفتتح غدا الاثنين الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة، بمشاركة وفد من قطاع السياحة الحكومى والخاص، الجناح المصرى المشارك فى بورصة لندن الدولية للسياحة التى تنعقد خلال الفتـرة من 4 إلى 6 نوفمبر الجارى، حيث أكدت الدكتورة رانيا المشاط على حرص الوزارة على المشاركة فى فعاليات هذه البورصة لكونها من أهم المعارض السياحية الدولية، بالإضافة إلى أنها أحد أهم التجمعات المهنية لصناع القرار السياحى على مستوى العالم.
وأشارت الوزيرة إلى أهمية المشاركة هذا العام لاسيما بعد قرار الحكومة البريطانية برفع قيود الرحلات الجوية إلى مطار شرم الشيخ مما سيكون له مردود إيجابي كبير على زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق البريطاني ليس إلى مدينة شرم الشيخ فحسب ولكن إلى المقاصد السياحية المصرية بوجه عام.
وأضافت أن القرار البريطاني باستئناف الطيران الى شرم الشيخ يؤكد قناعة السلطات البريطانية بالأمن والأمان الذي تتمتع به مصر خاصة بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لتعزيز منظومة الأمن على كافة المستويات سواء في المطارات أو المناطق السياحية.
وأكدت الوزيرة على أهمية المشاركة في المعارض السياحية الخارجية باعتبارها أحد الأدوات الهامة للتسويق والترويج، مشيرة إلى اهتمام الوزارة بالكيف وليس الكم حتى تكون كافة مشاركات الوزارة فى المحافل الدولية فعالة وتليق بمكانة مصر، إلى جانب حرصها علي استخدام التكنولوجيا التفاعلية الحديثة والوسائط الرقمية والتي أصبحت السمة في تصميم الأجنحة المصرية بما يتماشى والاتجاهات التسويقية العالمية، موضحة أن بورصة لندن الدولية للسياحة العام الماضي كانت قد شهدت بداية الاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في المعارض الخارجية لوزارة السياحة.
وقالت أن الوزارة تحرص خلال مشاركتها فى هذه المعارض السياحية الدولية على إلقاء الضوء على الركائز الأساسية للحملة الترويجية لمصر وهم الترويج لكل مقصد سياحي على حدة Branding By Destination، والترويج لافتتاح المتحف المصري الكبير GEM2020، وحملة People 2 People .
ويمتد الجناح المصري هذا العام لطابقين دور أرضي مساحته 630 م2 ودور علوي تبلغ مساحته ما يزيد عن 100م2، فى حين يبلغ عدد العارضين المشاركين بالجناح المصرى نحو 56 منشأة سياحية منها 28 فندق و27 شركة من بينهم شركة مصر للطيران، بالإضافة إلى الاتحاد المصرى للغرف السياحية، ويخصص الجناح لكل شركة شاشة منفصلة يتيح لها عرض المادة الخاصة بها.
وتشهد بورصة لندن الدولية للسياحةWTM2019 (World Travel Market) سنويًا مشاركة ما يقرب من نحو 5000 شركة عارضة، من كبـرى منظمى الرحلات ووكلاء السياحة والسفر من مختلف دول العالم، وتحظى بحضور أكثـر من 30000 زائر من المهتمين والمتخصصين فى مجال السياحة والسفر، وذلك إلى جانب المشاركة الجماهيرية والإعلامية الكبيـرة خلال فترة انعقاد المعرض.
وخلال المشاركة المصرية ستعقد وزيرة السياحة عدة لقاءات سياسية ومهنية، بالإضافة الى اللقاءات الإعلامية لاستعراض التطور الذى تشهده صناعة السياحة في مصر، والتعرف على مطالب منظمى الرحلات التسويقية والترويجية ومقترحاتهم لدعم التعاون معهم خلال الفتـرة القادمة لزيادة السياحة الوافدة إلى مصر من هذا السوق السياحى الهام.
كما ستقوم الدكتورة رانيا المشاط خلال مشاركتها فى البورصة، بزيارة المعرض المؤقت للملك توت عنخ آمون الذي افتتحه الدكتور خالد العنانى وزير الآثار يوم الجمعة الماضية بقاعة ساتشي بلندن.
وأكد أحمد الوصيف رئيس اتحاد الغرف السياحية، لليوم السابع أن القرار بعودة السياحة الإنجليزية إلى جانب الأرقام التى صدرت مؤخرا من البنك المركزى بعودة السياحة يمنحنا دفعة قوية، لافتا إلى أنه سيكون هناك تحدى كبير أمام القطاع خلال مشاركته فى بورصة لندن التى ستنطلق غدا فى الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر.
وأوضح الوصيف أن القطاع كان مستعدا للمشاركة بقوة فى معرض لندن بخطة مشاركة قوية، وأضاف قائلا: "اليوم الوضع مختلف لأن بريطانيا أصبحت سوق شغال بكل قوته هذا شيء جيد، كذلك سوق متعطش منذ سنوات لشرم الشيخ، الميزة هذا العام أننا نشارك فى بورصة لندن ونحن فى مركز قوة، وأرقام السياحة إيجابية وجميع الأسواق شغالة، ويوجد تحول فى أسواق لم تكن موجودة فى السابق، وبالتالى التفاوض سيكون من موقع قوة عند الحديث مع سوق مهم مثل هذا".
وعن جاهزية الفنادق أكد الوصيف أن جميع الفنادق جاهزة هذا، فضلا عن العودة لن تكون بين يوم وليلة، بل سيكون هناك فترة للعمل على ما ينقص القطاع، لافتا إلى أن برنامج غرفة الفنادق وإعادة تقييمها كانت تأخذ فى الحسبان هذا الأمر، ورتبت لقرار مثل هذا قبل عودة السوق الإنجليزي، مشددا على أنه مازال هناك فرصة أمام كل القطاع أن يسرع من خططة التى كانت موضوعه لاستقبال سوق كهذا، قائلا: "وبالتالي أتوقع أن السوق هيتحرك بسرعة".
وشدد رئيس الاتحاد أن مصر بعودة شرم لخريطة السياحة الإنجليزية ستكون أقوى، ويضاف إلى هذا النجاح أن مصر عوضت أسواقا توقفت مثل روسيا وإنجلترا، بأسواق أخرى والأرقام توكد ذلك، إلى جانب جلب أنماط سياحة جديدة، والسياحة الثقافية عادت من جديد، للأقصر والقاهرة، وبالتالى فإن عودة السياحة الشاطئية لشرم الشيخ ستكون إضافة لما تم من إنجازات.
وأوضح تامر مكرم رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر لليوم السابع أن هناك أهمية لتوقيت القرار البريطانى حيث جاء بالتزامن مع بورصة لندن السياحية والتى ستشهد مشاركة مصرية مميزة، لافتا إلى أن التوقيت سيمنح الفنادق والشركات فرصة للتسويق الجيد وعقد لقاءات مع العاملين فى السوق البريطانى لبدء عودة السياحة مجددا.
وقال مكرم إن الفنادق ستبذل قصارى جهدها للاستعداد لعودة السياحة، مشيرا إلى أن هذا القرار مشجعا للجانب الروسى لإصدار قرار مماثل، معربا عن أمله فى أن يكون فى القريب العاجل.
فى حين أكد أحمد يوسف رئيس هيئة تنشيط السياحة على ان رفع الحظر البريطانى عن شرم الشيخ قبل بورصة لندن السياحية مثل فرصة كبيرة جدا لاستعادة السياحة الانجليزية، ونحن مشيرا إلى أن الهيئة كانت قد اعدت بالفعل خطة لقاءات مكثفة مع شركات سياحة وطيران ومشغلى رحلات فى بريطانيا، ولكن كان أغلبها يتحدث عن المقاصد السياحية الآخرى فى مصر ولم يكن هناك تركيز على شرم الشيخ، إلا أن القرار دفعنا إلى وضع شرم الشيخ فى مقدمة أولوياتنا، ليتم تكثيف محاور النقاش خلال اللقاءات حول مسألة الترويج أكثر لشرم الشيخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة