ليست
الخلافات الأسرية
هى السبب، وليس حالة الجنان التى يدعيها هى السبب، فبعد أن نزغ الشيطان بينهما وتمكن من تفريقهما وهدم أسرتهما، عاد مرة أخرى ووسوس فى نفس الزوج الضعيفة، ودفعه إلى السقوط فى بئر الدماء، بعد أن هيأ له قتل طليقته وأم أبنائه وشقيقها، ما لشىء إلا لأجل رغبتها فى حضور فرح ابنها الأكبر، والاستعداد وتحضير متطلبات عرس فلذة كبدها هى وشقيقها الأصغر الذى فى عمر ابنها العريس، فما كان من طليقها أبو ابنها العريس إلا أن رفض حضورها بسبب تزوجها من شخص آخر، ومع إصرارها على الحضور قبل أيام من عرس نجلها ومرافقته طيلة هذه الأيام، قرر الأب الانتقام من طليقته وشقيقها، فأعد العدة وأحضر السلاح وعقد العزم وبيت النية على التخلص من طليقته أم أبنه وشقيقها صديق نجله.الدماء تلطخ درج سلم العقار
"إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان".. هكذا أخبرنا القرآن الكريم فيما يخص التعايش الأسرى بحسب الشرع وليس بحسب أهواء البشر، إذا رأيته حسبته إنسانًا رحيمًا نقيًا، وتقرأ السطور المقبلة فستعلم أنه شيطان آدمى، لم تأخذه شفقة ولا رحمة بالسيدة التى أنجبت له أبناءه، هكذا هو حال المتهم بقتل زوجته وشقيقها بـ36 طعنة نافذة فى المرج، ولكنه الكره والشر والقسوة بعينها كانتا السبب فى ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء التى راحت ضحيتها ربة منزل وشقيقها على يد زوجها المجرم.
العقار الذى شهد الواقعة
"اليوم السابع" انتقل إلى مسرح الجريمة، والتقى عددًا من شهود العيان الذين رووا تفاصيل القضية، وقالوا إن المتهم والمجنى عليها انفصلا عن بعضيهما منذ عدة سنوات، بسبب عصبيته واندفاعه واعتدائه الدائم والمستمر عليها هى وأبناؤها الثلاثة، حتى قررت الانفصال عنه والعودة إلى الإسكندرية لتعيش فى منزل عائلتها لتقضى ما تبقى لها من عمرها بعيدًا عن المشاكل، إلا أن أبناءها الثلاثة "ولد وبنتان" استمروا فى العيش مع والدهما فى نفس الشقة متحملين قسوته وجبروته وإيذائه لهم حتى يكملوا تعليمهم ثم يلحقوا بأمهم فى الإسكندرية بعيدًا عنه أيضًا، القدر لم يهملهم كل مساحة هذا الوقت لكى ينهوا تعليمهم ويبتعدوا عن أبيهم.
وأوضح شهود العيان أن أيامًا قليلة كانت تفصل "شادى" 23 سنة السنة النهائية بكلية الشريعة والقانون، نجل المتهم والمجنى عليها فى نفس الوقت، عن حفل زفافه الذى حضرت والدته القتيلة وشقيقها الأصغر من الإسكندرية إلى القاهرة لحضور العرس ومشاركته استعداد وتحضير الفرح، لكن الأب القاتل رفض حضور طليقته وشقيقها الفرح وهددهما، وكشف عن أن مطلقته تركته وتزوجت من غيره ولازم تنسى ابنها، إلا أن عاطفة الأمومة دفعت المجنى عليها بالرغم من المخاطر التى ستوجهها للمجيء بجوار فلذة كبدها وعدم تركه وحده فى ليلة عمره.
أحد الجيران استضاف الأم القتيلة عنده فى إحدى الشقق بنفس العقار الذى يقطن فيه الأب القاتل والذى شهد الواقعة ذاتها، ورافقت ابنها لمدة 3 أيام للتحضير لعرسه، كل هذا ولم يعلم المتهم بوجود الأم فى العقار إلا عندما فوجئ بشقيقها يطرق باب شقته ويطلب منه الدخول لملازمة "شادى" ابن القتيلة خلال هذه الفترة، فما كان منه إلا أن رفض تواجده ونهره، لكن ابنه أصر على وجود شقيق أمه معه لأن العلاقة بينهما صداقة أكثر منها قرابة، وهنا اختمرت فى ذهن الأب القاتل فكرة الانتقام من طليقته وشقيقها فوافق على وجوده مع ابنه، وخطط لجريمته بكل شر وقسوة.
ليلة الواقعة شاهدتها ابنته الصغيرة فى "الصف الثالث الإعدادى" وهو يحضر أسلحة بيضاء "سكين كبير" ويخفيه بجوار السرير، وفى الصباح سألته عن عدم ذهابه للعمل، أخبرها أنه إجازة عن العمل، ليخرج بعدها نجله الأكبر وشقيقته لإحضار الفطور والاطمئنان على والدتهما، وبعد تأكد المتهم من عدم وجود ابنه ووجود شقيق طليقته وصديق ابنه فى المنزل بمفرده نائم، هنا دفعه الشيطان وأحضر السكين الكبير، وتسلل إلى داخل الغرفة التى بها المجنى عليه الأول، وعلى الفور عاجله بعدة طعنات نافذة ومتفرقة فى الجسد، كل هذه الطعنات لكن الضحية استطاع الإفلات منه والخروج إلى شرفة الشقة "البلكونة" وحاول الاستغاثة بالأهالى والجيران، إلا أن المتهم لاحقه وأكمل طعنه حتى سقط على الأرض غارقًا فى دمائه.
شهود العيان أكدوا أن الأهالى وأصدقاء القتيل صعدوا على الفور إلى شقة المتهم وحاولوا كسر الباب والدخول لإنقاذ الضحية منه، فى هذه الأثناء تنامى إلى سمع طليقة المتهم وشقيقة القتيل صوت استغاثة شقيقها فهرعت إلى درج السلم صاعدة إلى شقة طليقها، وفور تمكن الأهالي من فتح الباب رأوا صديقهم "حسام" ملقى على الأرض فى بركة من الدماء، من هول الموقف لم تتماسك شقيقته وطليقة المتهم وهرولت لإنقاذ وإسعاف أخيها، لكن الجاني كان مختبئا وراء باب الشقة، وفور دخولها هجم عليها وفعل بها كما فعل بشقيقها، انهال عليها طعنا أمام مرأى ومسمع الجيران الذين أصيبوا بحالة من الهلع والذعر.
منزل الجريمة
وأضاف جيران المتهم والمجنى عليهما: "الله يرحمها كانت ساكتة وصابرة، علاقتنا بيهم كانت فى الحدود، متخيلناش فى يوم أن صلاح يعمل كدة، دمر نفسه وجنى على عياله وأزهق روحين بدون ذنب"، هكذا تحدثت "أم محمد" زوجة صاحب المنزل، والتى بدأت حديثها بوصف ما حدث بالجريمة البشعة، مضيفة أنها يوم الخميس الماضى فى تمام التاسعة صباحًا استيقظت على عويل وصراخ، فخرجت لتتبين الأم فعلمت أن جارهم "عم صلاح" 52 سنة قام بالاعتداء على طليقته وشقيقها بسلاح أبيض "سكين كبير"، موضحة أن زوجها وباقي الأهالي صعدوا إلى شقة المتهم وتمكنوا من السيطرة عليه، لافتة إلى أن "شادى" نجلهما وشقيقاته الاثنين عند علمهم بالواقعة عقب عودتهم بالواقعة، كان أول كلام لهم هو "أبونا لازم يتعدم مش هنسيب حق أمنا".
منزل المتهم
وأوضح محمد هانى 13 سنة الصف الثالث الإعدادي نجل صاحب العقار، أن يوم الواقعة فوجئ بجارهم "عم صلاح" ممسكًا فى يده سلاح أبيض، مضيفًا أن والده صعد مع الأهالي وأمسكوا بالمتهم وقاموا بتسليمه إلى رجال الشرطة الذين حضروا على الفور، موضحًا أن الدماء كانت متناثرة على سلم العقار بأكمله وفى الشارع أثناء نقل جثامين المجنى عليهما إلى سيارات الإسعاف، ما أصاب الجيران بحالة من الهلع والذعر.
البداية كانت بتلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة إخطارًا مفاده ورود بلاغ لقسم شرطة المرج بتلقى إشارة من مستشفى (السلام، اليوم الواحد) تفيد باستقبالها كلًا من سحر.أ، 48 سنة، ربة منزل (متوفاة أثر إصابتها بـ11 طعنة متفرقة بالجسم، وتم نقلها إلى مستشفى السلام، وشقيقها حسام.أ، 25 سنة، عاطل، توفى أثر إصابته بـ25 طعنة متفرقة بالجسم وجرح قطعى بالرقبةـ تم نقله لمستشفى اليوم الواحد).
العقار الذى شهد الواقعة
وبالانتقال والفحص تبين أنه حال زيارة المجنى عليهما لنجل الأولى شادى.ص، والمقيم طرف والده وطليق المجنى عليها ويدعى ص.ح، 53 سنة، موظف بشركة للمقاولات حدثت بينهما وبين الأخير مشادة كلامية بسبب علمه بزواج المجنى عليها بشخص آخر تطورت إلى مشاجرة قام على أثرها بالتعدى عليهما بالضرب باستخدام سلاح أبيض "سكين" محدثًا إصابتهما المشار إليها والتى أودت بحياتهما ولاذ بالفرار.
وبإعداد الأكمنة اللازمة بأماكن تردد المتهم تمكن ضباط مباحث القسم من ضبطه حال تواجده طرف أحد أقاربه بمنطقة عزبة الهجانة ـ دائرة قسم شرطة مدينة نصر أول وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، تم بإرشاده ضبط السلاح الأبيض المستخدم فى ارتكاب الواقعة بمكان إخفائه، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.