تجددت التظاهرات والاحتجاجات فى محافظات العراق بالتزامن مع إعلان نشطاء عراقيين عن إضراب عام فى البلاد اليوم الاثنين، وذلك للضغط على الحكومة العراقية برئاسة عادل عبد المهدى للرضوخ لمطالب المحتجين الذين رفعوا عدد من المطالب أبرزها استقالة الحكومة بسبب تردى الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية.
وقالت وسائل إعلام عراقية، إن عدد من المتظاهرين يتمركزون عند الخط الأول فى جسر الجمهورية بالعاصمة بغداد، وقطعوا عدد من الشوارع الرئيسية فى بغداد وعدد من المحافظات الأخرى.
وكشف موقع السومرية نيوز عن قطع متظاهرين عراقيين غالبيتهم من الشباب قطعوا، صباح اليوم، الشوارع الرئيسية لمناطق الشعب والبنوك والزعفرانية والأمين والعبيدى وساحتى مظفر والحمزة وجزء من طريق شرق القناة، فضلا عن مناطق حى العامل والشعلة.
ونقل التليفزيون الرسمى العراقى تحذير صادر عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية عادل عبد المهدى من انهيار جسر الجمهورية وسط بغداد، عازيا سبب ذلك الى حرق وتدمير الوسادات المطاطية للجسر.
وقال اللواء ركن عبد الكريم خلف، إن إهمال وحرق وتدمير الوسادات المطاطية لجسر الجمهورية أدى إلى حصول خلل فى جسم الجسر قد يؤدى غلى انهياره، مشيرا إلى الحرق الممنهج والموثق منذ انطلاق التظاهرات لدعامات جسر الجمهورية.
تظاهرات العراق
من جانبها، أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان فى العراق عن مقتل 3 متظاهرين بالرصاص وإصابة 12 من المتظاهرين والقوات الأمنية فى محافظة كربلاء أمس الأحد.
كانت قوات الأمن العراقية قد أطلقت الرصاص باتجاه متظاهرين حاولوا إحراق مبنى قنصلية إيران التى يتهمها المحتجون بأنها خلف النظام السياسى العراقى "الفاسد" الذى يطالبون بإسقاطه.
وحاصر مئات المحتجين العراقيين مساء الأحد مقر القنصلية الإيرانية فى مدينة كربلاء جنوب العاصمة العراقية بغداد، وأضرموا النيران فى جزء من جدارها ورشقوها بالحجارة، وذلك قبل سماع أصوات طلقات نارية.
احتجاجات العراق
وبحسب وسائل إعلام عراقية، رفع متظاهرون العلم العراقى على سور القنصلية الإيرانية فى كربلاء، وهتفوا ضد إيران وطالبوهم بمغادرة موظفى القنصلية العراق، حيث رددوا هتاف "إيران بره بره، وكربلاء تبقى حرة".
بدورها أدانت وزارة الخارجية العراقية قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية العامة لإيران فى كربلاء ، مؤكدة التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسيّة التى كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر، وان أمن البعثات والقنصليات خطاً احمر لا يُسمح بتجاوزه، وأنَّ السلطات الأمنيَّة قد اتخذت جميع الإجراءات لمنع أى إخلال بأمن البعثات.
كان رئيس الوزراء العراقى عادل عبدالمهدي طالب، ف بيان له، المتظاهرين بعودة الحياة إلى طبيعتها فى البلاد، بعد مُضى أكثر من شهر على التظاهرات الاحتجاجية التى قال إنها دفعت السلطات الثلاث إلى مراجعة مواقفها.
الاحتجاجات فى شوارع العراق
كما نفى عبدالمهدي مهاجمة القوات الأمنية العراقية للمحتجين، بل أشار إلى أنها كانت ترد على هجمات الخارجين عن القانون، وأن هناك تحقيقات تجرى لمعرفة نوع السلاح الذى استخدم من قبل القوات الأمنية العراقية فى الاحتجاجات، محذرا من تهديد المصالح النفطية فى التسبب بخسائر كبيرة تتجاوز المليارات.
وتحولت الاحتجاجات المناهضة للحكومة العراقية فى كربلاء وبغداد وعدد من المدن العراقية الأخرى إلى أعمال عنف، حيث فتحت قوات الأمن العراقية النار، وقام المحتجون بإحراق مبان حكومية ومقر الميليشيات التى تدعمها إيران.
وفى النجف، جنوبى البلاد، أغلق المتظاهرون العراقيون مقر شركة "آسيا سل" لخدمة الهاتف والإنترنت، واقتربوا من مقرى شركتى "زين" و"كورك" اللتين أغلقتا بشكل سريع قبل وصول المتظاهرين.
الاحتجاجات والتظاهرات فى العراق
وتشهد العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الجنوبية احتجاجات منذ الأول من أكتوبر الماضى ضد النخبة الحاكمة وتنديدا بتدهور الأوضاع المعيشية فى البلاد وقتل فيها أكثر من 250 شخصا وأصيب ما يقرب من 10 آلاف آخرين.