الشيطان المظلوم.. فى الأديان قدرته "محدودة".. وفرويد: ينكره.. وأدباء يمجدونه

الثلاثاء، 05 نوفمبر 2019 08:00 م
الشيطان المظلوم.. فى الأديان قدرته "محدودة".. وفرويد: ينكره.. وأدباء يمجدونه الشيطان فى حضرة القديس
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينطلق جميع المؤمنين بالأديان من كون الشيطان هو عدوهم الأول والخطر، وذلك أنه جزء أساسى من قصة الخلق، لقد رفض السجود لآدم عليه السلام، واستكبر وخرج عن طاعة الله، وابتعد عن مغفرته، وقطع على نفسه عهدا أن يضل الخلق أجمعين إلا المتمسكين بدينهم وانصياعهم لتعاليم الله، لكن الملاحظ مع الزمن أن الناس بالغت فى دور الشيطان، حتى صار مصدر كل شر.. فما حقيقة الشيطان وسط كل ذلك؟
 

الشيطان فى الأديان

لا تكاد أى عقيدة دينية من مفهوم خاص عن الشر الذى يمكن أن يصيب الإنسان سواء أثناء حياته وحتى بعد مماته، ولا تكاد أى عقيدة أن يخلو تفسيرها للخلق والتكوين من وجود هذا المفهوم الذى برز عبر التأريخ الطويل لمسيرة الإنسان الاعتقادية بكل أشكالها.
 
 
ظهر اسم الشيطان لأول مرة فى التوراة فى سفر الأيام الأول – الإصحاح 21: (وتآمر الشيطان ضد إسرائيل)، وقد ظهرت العديد من التفاسير والشروحات لتوضح وتعرف شخصية الشيطان الشهيرة هذه، ولكن على العموم تحددت التفاسير بإثنين فقط لا ثالث لهما الأول يقول بأنه ليس هناك من شخصية معينة ومحددة تدعى بالشيطان إنما الشيطان هو كل تلك الغرائز والعقد النفسية والرغبات المكبوتة فينا.
 
 أما التفسير الثانى فلا يرفض وجود الشيطان ككائن معين وذى صفات تتفق عليها أغلب الديانات على اعتبار أن العقل والعلم لا يرفضان وجود الشيطان أو الأرواح الطيبة منها أو الخبيثة" .
 
وتعاملت معه الأديان بصفته ملاك، أو كبير الملائكة تم إسقاطه و إبعاده عن الحضرة الإلهية الربانية (إن افتخار الشيطان بجماله وحكمته التى أعطاها الله له هما السبب فى سقوطه) (36) وكذلك القرآن الكريم (وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين). 
 
وتذهب الأديان إلى أنه رغم قدرة الشيطان على فعل الشر وإغواء البشر و دفعهم إلى عصيان الله ثم التهلكة، فإن هذه القدرة الخارقة فى الحقيقة ما هى إلا مظهر يختبئ تحته شىء آخر تماماً و مخالف للواقع الذى يقول إن الشيطان لا يمتلك أى إرادة خاصة به على فعل الشر.

فرويد.. والغرائز 

يقول عالم النفس سيجموند فرويد فى كتابه (إبليس فى التحليل النفسى) إن الأبالسة فى نظرنا نحن، رغبات شريرة، مستهجنة تنبع من دوافع مكبوحة مكبوتة.
 
ويقول أيضا، "القصة ليست قصة أرواح شريرة خارجية اقتحمت الحياة النفسية، فلا شىء غريب قد يدلف إليك، وإنما هو جانب من حياتك النفسية الخاصة أفلت من معرفتك ومن سلطان إرادتك، ولهذا السبب أصلا تجد نفسك فى منتهى الضعف فى دفاعك".


الأدباء .. المجد لـ الشيطان 

يحفظ الكثيرون المقولة الشعرية الشهيرة لـ أمل دنقل، فى قصيدته "كلمات سبارتكوس الأخيرة" والتي يبدأها بالقول "المجد للشيطان معبود الرياح/ من قال لا فى وجه من قالوا نعم"، لكن كيف كانت صورته  فى الأدب العربي بوجه خاص؟ 
أشار الشاعر العربي الكبير أبو العلا المعرى فى "رسالة الغفران" إلى إغواء الشيطان للشعراء وحملهم على الكفر والتجديف، فيستشيط الشيطان غضبا، ويصرخ بزبانية الجحيم قائلا: "ألا تسمعون هذا المتكلم بما لا يعنيه؟ قد شغلكم وشغل غيركم عما هو فيه.. فلو أن فيكم صاحب نحيزة قوية، لوثب وثبة حتى يلحق به فيجذبه إلى سقر". فيقولون : ".. ليس لنا على أهل الجنة من سبيل".
 
ويؤكد المعرى فى هذه الرسالة الفكرة العربية القديمة القائلة بأن الشعر مصدره الجن والشياطين إذ يقول: "ومن تلك الجهة أتيتنى بالقريض، لأن إبليس اللعين نفثه فى إقليم العرب فتعلمه نساء ورجال".
 
فقد أفرد المنظر الأول من الفصل الرابع من رواية مجنون ليلى لوصف قرية من قرى الجن فى وادى عبقر. وشوقى على عادته يسحرك بحلاوة ألفاظه وموسيقى شعره فتنسى ما جئت تبحث عنه من شخصيات شيطانية على غرار ما ألفته فى المسرحيات العالمية.
 
وعباس محمود العقاد قدم كتاب "إبليس" تحدث عن تاريخ إبليس وذكر فيه أنواع الشيطنة وأسماء الشيطان الأكبر وفكرة الشيطان فى الحضارات المصرية والهندية واليونانية وحضارة وادى الرافدين والشيطان فى الأديان الكتابية وعباد الشيطان إلخ.
 
كذلك نجيب محفوظ كتب عن الشيطان فى أنيس الجليس فى روايته (ليالى ألف ليلة) وقدمه أيضا فى (أولاد حارتنا) وفى (الشيطان يعظ).
 
أما أقصوصة "عهد الشيطان" توفيق الحكيم وفيها عكس مطلب الدكتور فاوست، فقد وهب فاوست روحه وعلمه للشيطان لقاء ملاذ الشباب لربع قرن أو نحو ذلك، أما الحكيم فيهب ملاذ الشباب للشيطان لقاء الحصول على المعرفة لمدة ثلاثة عشر عاما، وقدم أيضا رواية (عهد الشيطان)، وقدمه يوسف إدريس من خلال قصته (أكان لابد لى لى أن تضئ النور)، كذلك قدمه يوسف زيدان فى روايته التى حصل بها على البوكر "عزازيل.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة