استقبلت ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، اليوم في قصر بكنجهام بالاس بلندن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للمصادقة على حل مجلس العموم تمهيداً لإجراء الانتخابات المبكرة المحدد لها يوم 12 ديسمبر المقبل، .
وبدأ جونسون الحملة الانتخابية لحزب المحافظين الحاكم، وعليه يستمر مجلس الوزراء في تسيير أعمال الحكومة حتى الإعلان عن نتائج الانتخابات القادمة، وقال من أمام مقر إقامته الرسمي في داوننج ستريت "دعونا ننجز البريكست"، وأضاف أن زعيم حزب العمال جيريمي كوربين سيسبب المزيد من الاضطرابات بتنظيم استفتاءين جديدين على عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي واستقلال اسكتلندا.
ويركز جونسون حملته على "اعتبار أنه الوحيد القادر على تنفيذ عملية خروج المملكة من الاتحاد في الموعد المحدد في 31 يناير 2020، وأضاف قائلا "انضموا إلينا لإنجاز البريكست والمضي قدما بهذا البلد ، وإلا فإن الخيار البديل في العام المقبل هو أن نمضي عام 2020 بأكمله في مزيد من التردد والتأجيل".
ثلاث مواقف تهدد ضربة البداية
ولكن يبدو أن حظ جونسون متعثر كثيرا، وكلما تقدم خطوة تعثر آخرى، ففى ثلاث مواقف متتالية ظهر جونسون اليوم وكأنه عدو للجميع، مما يبشر بصعوبات كثيرة في المعركة المقبلة.
فبعد ساعة واحدة من لقاءه الملكة إليزابيث، أعلن ألين كيرنز وزير شؤون ويلز استقالته بعد اتهامه بالكذب، لعلمه أن أحد مساعديه قام بدور في إفساد محاكمة تتعلق بقضية اغتصاب.
ولم يبتعد جونسون كثيرا عن قصر بكنجهام بالاس ، حتى بدأ فى توجيه هجوم لاذع ضد زعيم المعارضة العمالية جيريمي كوربن، مشبها إياه بـ"الديكتاتور السوفيتي"، جوزف ستالين.
مواجهة جونسون وكوربن
وكتب جونسون، في مقال منشور بصحيفة "التلجراف" البريطانية، أن زعيم حزب المحافظين كوربن "يكره الربح إلى درجة أنه سيقوض أسس ازدهار بلدنا".
وأورد جونسون أن العماليين "يدعون أن كراهيتهم ليست موجهة سوى لبعض أصحاب المليارات الذين يشيرون إليهم بأصابع الاتهام بمتعة انتقامية لم نر مثيلا لها منذ أن اضطهد ستالين مالكي المزارع"، في إشارة إلى المزارعين الميسورين الذين تم القضاء عليهم في عهد ستالين.
بوريس جونسون وجيرمي كوربن
قارن جونسون في مقاله بين رغبته في "تشجيع عشرات الآلاف من الشركات البريطانية الكبيرة والصغيرة على حد سواء" وسعي حزب العمال إلى " إخضاع الجميع للضرائب".
وقدم كوربن واحدا من أكثر البرامج يسارية في بريطانيا في السنوات ألأخيرة، يقضي بإعادة تأميم العديد من الشركات وزيادة في الحد الأدنى للأجور وخفض متوسط ساعات العمل إلى 32 ساعة، في إجراءات يفترض أن يتم تمويلها بزيادة للضرائب على الأكثر ثراء.
وقال جونسون إن العماليين "سيكبحون الأعمال وسيكبحون الاستثمارات والأسوأ من كل ذلك، سيكبحون بريكست".
ورد كوربن في تغريدة على حسابه على تويتر مدينا "السخافات التي يمكن أن تصدر عن فاحشي الثراء لتجنب دفع ضرائب أكبر بقليل".
أمل الفوز بأغلبية البرلمان
ودعا جونسون إلى انتخابات مبكرة ، في محاولة لحل أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، والتي يقول إنها أصابت البلاد بالشلل لأكثر من ثلاث سنوات، وبدأت تقوض الثقة في خامس أكبر اقتصاد في العالم.
ويأمل جونسون في الفوز بأغلبية في البرلمان تكون كبيرة بما يكفي لإقرار اتفاق بريكست الذي توصل إليه مع بروكسل الشهر الماضي ، وقيادة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في نهاية ديسمبر أو في يناير.
ويتقدم حزب المحافظين الذي ينتمي إليه جونسون في بداية الحملة على حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي بفارق يتراوح بين 7 و17 نقطة مئوية.
دور رئيس البرلمان
وفي السنوات الثلاث الماضية منذ تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) ، كان رئيس البرلمان يلعب دورا مؤثرا بصورة متزايدة في المناقشات البرلمانية حول ما ينبغي فعله، وما لا ينبغي في عملية الخروج وتمرير القوانين اللازمة لتنفيذه.
ورئيس البرلمان هو الذي يفصل في الخلافات الإجرائية في مجلس العموم، وله سلطة تقرير أي من التحديات التي تواجه خطط حكومة المحافظين هي التي يمكن المضي فيها.
واتهم البعض رئيس البرلمان السابق جون بيركو، الذي ترك المجلس بعد أن أمضى فيه عشر سنوات، اتهامات بكسر العرف السائدن ومحاباة من يرغبون في وقف خطط البريكست، لكن آخرين أشادوا به ورأوا أنه أتاح لهم تحدي السلطة التنفيذية ومراقبة عملها.
انتخابات برلمان 2016
وأمضى رئيس حزب المحافظين جيمس كليفرلي طوال اليوم، وهو يدافع عن نشر مقطع فيديو محرف يظهر فيه سياسي من حزب العمال المنافس، بدلا من الترويج لانطلاقة حملة جونسون الانتخابية.
واعتذر عضو بارز آخر في حزب المحافظين هو جيكوب ريس- موج عن تلميحه إلى أنه كان على ضحايا حريق برج جرينفيل في لندن التحلي بالمنطق السليم وتجاهل تعليمات رجال الإطفاء بالبقاء في المبنى المشتعل.
لينزي هويل رئيسا للبرلمان
وكان أعضاء البرلمان البريطاني انتخبوا الاثنين الماضي، لينزي هويل الذي ينتمي لحزب العمال رئيسا جديدا له ليضطلع بدور قيادة البرلمان في المرحلة التالية من جهود البلاد الحثيثة للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال هويل ، بعدما جره زملاؤه إلى مقعد رئيس المجلس متبعين عرفا برلمانيا "سأتحلى بالحيادية.. سأتحلى بالشفافية"، وأضاف : على البرلمان أن يتأكد من "إزالة الشوائب"، مضيفا "هذا المجلس سيتغير، لكنه سيتغير للأفضل".
لينزي هويل رئيس البرلمان البريطانى الجديد
وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد انتخاب هويل "أعتقد أنك ستطبع أيضا بصمة الترفق والعقلانية التي تتحلى بها على إجراءاتنا ومن ثم ستسهم في التأليف بيننا كبرلمان وديمقراطية".
كان هويل، نائبا لرئيس البرلمان، منذ عام 2010، وقد انتخبه الأعضاء بعد أربع جولات من الاقتراع السري في عملية استغرت ساعات، وقد تغلب في الجولة الأخيرة على منافسه كريس برايانت بتأييد 325 صوتا مقابل 213 صوتا.
ومنذ عام 2017 لم يحظ حزب المحافظين الحاكم بأغلبية برلمانية، مما أفسح مجالا أكبر أمام منافسيه لتحدي الحكومة وأعطى رئيس البرلمان صوتا قويا في العملية.
لكن مع اقتراب موعد الانتخابات العامة المقررة يوم 12 ديسمبر، ستتوقف مهمة رئيس البرلمان الجديد الأولى على شكل الحكومة التي سينتخبها الشعب.
وقالت أليس للي ، الباحثة بمعهد الحكومة، وهو مؤسسة بحثية، "بعض القرارات التي اتخذها جون بيركو أثناء رئاسته البرلمان كانت غير مسبوقة على الإطلاق، كانت غير متوقعة بدرجة كبيرة. بعض أعضاء البرلمان أحبوها وبعض الأعضاء نفروا منها".
وأضافت "سيتعين علينا أن ننتظر لنرى ما إذا كان رئيس البرلمان الجديد سيواجه ظروفا مشابهة مع البريكست وفي وجود حكومة أقلية. إذا تشكلت حكومة أغلبية فربما لا تكون إجراءات مجلس العموم مصيرية بنفس القدر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة