فى خطوة تندرج فى إطار جهود إيران، للحصول على فوائد ملموسة من الاتفاق النووى، الذى انسحبت منه الولايات المتحدة مايو 2018، مع فرض الرئيس دونالد ترامب أيضا عقوبات جديدة على طهران تهدف إلى تقليص دورها الإقليمى، أعلنت إيران اليوم الأربعاء، أنها بدأت ضخ غاز اليورانيوم فى أجهزة الطرد المركزى بمنشأة فردو النووية المقامة تحت الأرض، وذلك فى إطار رابع خطوة تتخذها طهران لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووى الموقع مع القوى العالمية فى عام 2015. ولاقيت هذه الخطوة تنديد دولى، ووصفت أمريكا ذلك بالابتزاز النووى.
وفى س و ج نستعرض إعلان إيران وردود الفعل الدولية..
متى تعود منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم ؟
وبعد ساعات من الإعلان.. قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى على تويتر إن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الواقعة تحت الأرض "ستعود إلى كامل نشاطها قريبا".
وأضاف روحانى: "خطوة إيران الرابعة فى تقليص التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووى المبرم فى 2015) بضخ الغاز إلى 1044 جهاز طرد مركزى تبدأ اليوم.. بفضل سياسة الولايات المتحدة وحلفائها، ستعود فوردو إلى كامل نشاطها قريبا".
من جانبه قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى، للتلفزيون الرسمى: "نشهد اليوم تدشين مجموعة تضم 30 جهازًا للطرد المركزى (آى آر - 9)". مضيفًا أن إيران باتت تنتج 5 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصب يوميًا، أى أكثر بعشر مرات مما كانت تنتجه قبل شهرين عندما أعلنت الخطوة الثالثة من خفض التزاماتها الواردة فى الاتفاق النووي.
وأوضح صالحى أن الخطوة كان من المفترض أن تقوم بها إيران بعد 3 أو 4 أعوام، لكن الوكالة الإيرانية أقدمت عليها "بعد أوامر من كبار المسؤولين الإيرانية"، كما أعلن أن بلاده صممت نموذجين جديدين لأجهزة الطرد المركزى المتطورة بدأ اختبار أحدهما.
محطة فوردو النووية
كيف أكدت طهران بدء تشغيل أجهزة الطرد المركزى بمحطة فوردو النووية
نشرت وسائل إعلام إيرانية صورا تظهر عملية نقل مخزن غاز (UF6) الذى تم نقله من محطة نطنز إلى فوردو، حيث بدأت طهران ضخ غاز (UF6) فى أجهزة الطرد المركزى فى مفاعل فوردو النووى، بحسب وكالة "إيسنا" الإيرانية.
مخزن-الغاز
ما هو رد فعل مفتشو وكالة الطاقة الذرية؟
قال متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الأربعاء، إن مفتشى الوكالة التابعة للأمم المتحدة موجودون على الأرض فى إيران وسيرفعون تقريرا بعد أن قالت إيران إنها بدأت في ضخ غاز اليورانيوم فى أجهزة الطرد المركزى بمنشأة فوردو.
وأضاف المتحدث فى بيان: "نحن على دراية بالتقارير الإعلامية المتعلقة بفوردو. مفتشو الوكالة موجودون على الأرض فى إيران وسيرفعون تقريرا عن أى أنشطة ذات صلة لمقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى فيينا".
كيف ردت أمريكا على استناف أنشطة تخصيب اليورانيوم؟
اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية إيران، بممارسة "الابتزاز النووى"، وتعهدت بتشديد الضغوط عليها، وذلك بعد إعلان استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم التى كانت مجمدة سابقًا .
من جانبه قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه ليس لدى إيران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم فى منشأة فردو أو أى مكان آخر، عدا عن كونها محاولة واضحة للابتزاز النووى لن تؤدى سوى إلى تعميق عزلتها السياسية والاقتصادية، مضيفا "سنستمر فى فرض أقصى الضغوط على النظام حتى يتخلى عن سلوكه المزعزع للاستقرار، بما فى ذلك الأعمال الحساسة المتعلقة بالحد من انتشار الأسلحة النووية"، وفقًا لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
حلفاء إيران وروحانى وترامب
ما هو موقف أوروبا؟
أكدت المفوضية الأوروبية، أن قرار إيران باتخاذ خطوة جديدة لتقليص التزاماتها بالاتفاق النووى، يمثل مصدر قلق بالغ ويضع الاتفاق في خطر.
قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية نشعر بالقلق إزاء إعلان الرئيس الإيرانى حسن روحانى تخفيض التزام إيران بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضاف: "نحث إيران على إيقاف كافة أشكال الأنشطة التى لا تتفق مع التزاماتها النووية بموجب خطة العمل المشتركة والشاملة للاتفاق.. فى هذه الحالة، من الصعب للغاية الحفاظ على خطة".
كيف رد الرئيس الفرنسى على إعلان إعلان؟
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن إيران أشارت بوضوح للمرة الأولى إلى نيتها الانسحاب من الاتفاق النووى بإعلانها أنها ستبدأ ضخ غاز اليورانيوم في منشأة للتخصيب.
ووصف ماكرون فى مؤتمر صحفى فى ختام زيارة للصين أحدث خطوة إيرانية بأنها "خطيرة".
وتابع قائلا "أعتقد أنه للمرة الأولى، تقرر إيران بشكل واضح وفج الخروج من اتفاق خطة العمل الشاملة المشتركة (النووي)، فيما يمثل تحولا جذريا".
وكان ماكرون فى صدارة الجهود الاوروبية الرامية لإنقاذ الاتفاق النووى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.
من جانبهم دعت بريطانيا وألمانيا، إيران، إلى إلغاء قرارها استئناف أنشطة مجمدة لتخصيب اليورانيوم، وطالبتها بالعودة فورًا إلى الامتثال لالتزامات الاتفاق النووى، فيما أعربت روسيا عن قلقها.
ماهو موقف إسرائيل من إعلان إيران؟
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلى المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح لإيران أبداً بتطوير أسلحة نووية.
وقال نتنياهو: "فى ضوء الجهود الإيرانية الرامية لتوسيع برنامجها لتطوير الأسلحة النووية ولتوسيع تخصيب اليورانيوم الذي يهدف إلى تصنيع القنابل النووية، أقول وأكرر مرة أخرى: لن نسمح أبداً لإيران بتطوير الأسلحة النووية".
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلى: «هذا ليس من أجل ضمان أمننا ومستقبلنا فحسب، ولكن أيضاً من أجل ضمان مستقبل الشرق الأوسط والعالم كله."
مفاعل نووى
يذكر أن إيران وافقت فى عام 2015 على تحويل فودرو إلى "مركز للطاقة النووية والفيزياء والتكنولوجيا"، حيث يتم استخدام 1044 جهاز للطرد المركزى لأغراض أخرى غير التخصيب، مثل إنتاج نظائر مستقرة، لها مجموعة متنوعة من الاستخدامات المدنية.
وفى العام الماضى، غادر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الصفقة وقال إنها كانت معيبة لصالح إيران، قامت واشنطن منذ ذلك الحين بتجديد وتكثيف عقوباتها، مما قلل مبيعات إيران من النفط الخام الحيوية اقتصاديًا بأكثر من 80٪.
وردًا على سياسة "الضغط الأقصى" التى تتبعها واشنطن، تجاوزت إيران القيود المفروضة على الصفقة خطوة بخطوة - بما فى ذلك عن طريق كسر حد أقصى لليورانيوم المخصب المخزن وعلى مستوى التخصيب.
وأضاف التلفزيون الحكومى "اتخذت إيران خطوتها الرابعة لتخفيض التزاماتها النووية تجاه الصفقة كرد فعل على الضغط الأمريكى المتزايد وعدم نشاط الأطراف الأوروبية فى الصفقة لإنقاذها".