منذ أن أعترف تنظيم داعش الإهاربى، عبر تسجيل صوتى، بمقتل زعيمه أبو بكر البغدادى، وأعلن عن زعيم الجديد الذى يدعى أبى إبراهيم الهاشمي القرشي، ولا يوجد أى معلومة تتوفر عن قائد التنظيم الجديد، وتعد هذه المرة الأولى الذى يضع فيها تنظيم إرهابى بحجم داعش على رأسه شخصا غير معروف، أو بالأحرى لا يذكرون البيانات الصحيحة عليه، أو حتى لا ينشرون صوته أو صورته، فمن أعراف هذه التنظيمات عبر تعين قائد جديد يذيعون خطبة "صوت وصورة" له، يحرض فيها ويعلن استراتيجيتهم الجديدة.
نبيل نعيم، أمير تنظيم الجهاد في التسعينيات والذراع اليمنى لأيمن الظواهر، رصد 3 أسباب دفعت التنظيم الداعشى أن لا يذكر أى بيانات عن زعميه الجديد، قائلا: "من أولا الأسباب التى جعلت داعش يخفى أى بيانات ومعلومات زعيمه، أن هذا مطلب الدول والشخصيات التى تمول التنظيم، بينما السبب الثانى محاولة من التنظيم إخفاء زعيمه عن الأجهزة الأمنية، أما السبب الثالث، ابتكار طريقة جديدة فى التعامل مع زعيم التنظيم".
وعن قوة التنظيم فى الوقت الحالى، قال "نعيم": "تنظيم داعش حاليا فى حالة انهيار تام، لكن يبقى التساؤل هل سيستطيع أن يعيد هيكلة نفسه؟ وهذا يتوقف على الجهات التى صنعت داعش" مشيرا إلى أن أغلب هذه التنظيمات خرجت من رحم جماعة الإخوان الإرهابية.
فيما كشف الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الأسباب التى دفعت تنظيم داعش الإرهابى لإخفاء أى معلومات عن زعيم التنظيم الجديد، أبو إبراهيم الهاشمى القرشى، مشيرا إلى أنه حتى الآن لا تزال الصورة غير واضحة داخل التنظيم الإرهابى بعد إعلانه عن زعيم جديد له بعد مقتل ابو بكر البغدادى.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، فى تصريح لـ"اليوم السابع" إن تنظيم داعش الإرهابى سيمر بمرحلة انتقالية سيتولي فيها مجموعة قيادات من 2 إلى 4 قيادات، التنظيم إلي أن يحسم زعيم التنظيم الإرهابى الجديد الأمر خاصة أنه كان يتولى مهام التنظيم في وجود أبو بكر البغدادى.
وتابع الدكتور طارق فهمى: "المصادر العلنية للتنظيم فرضت السرية على الزعيم الجديد لتنظيم داعش لعدة أسباب أولها الحصول على مبايعات الأقاليم أولا ولم يحصل إلا على مبايعتين حتى الآن، والسبب الثانى هو التخوف من حدوث انشقاقات حقيقية داخل التنظيم ، والسبب الثالث هو احتمال دخول التنظيم مرحلة جديدة تفرض السرية وعدم الإعلان.
وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن السبب الرابع يتمثل فى إتباع نهج التكتم وعدم الإعلان عن النشاط الاعلامى والسياسى لمنع الملاحقات الاستخباراتية الغربية وتخوفا من اختراقات دولية جديدة، موضحا أن المرحلة الجديدة لداعش عدم اتباع النهج الإعلامي المكرر والمعتاد خاصة فى ظل وجود تربص بالتنظيم وهو ما سيطلب عدم الإعلان عن مهام وأولويات التنظيم في الوقت الراهن مع الإبقاء علي سياسة الانتقال لمقتل ابو بكر البغدادي.
واستطرد طارق فهمى: "التنظيم يعيد ترتيب حساباته ومن الممكن أن يغير اسمه وسماته فى المرحلة المقبلة وقد يأخذ ذلك بعض الوقت وهناك توقع بأن التنظيم سيعمل علي تفتيت المركزية لصالح اللامركزية فى الأقاليم .
بدوره أكد طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن هناك انشقاقات واسعة ضربت تنظيم داعش الإرهابى بعد الإعلان عن اسم زعيم التنظيم الإرهابى الجديد أبو إبراهيم الهاشمى القرشى، لأنه اسم غير معروف.
وقال القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن داعش يخفى معلومات زعيمه الجديد لأن هناك خلافات ضخمة ضربت التنظيم حول منصب الزعيم الجديد للتنظيم عقب مقتل ابو بكر البغدادى.
ولفت طارق أبو السعد، إلى أن هذا الخلاف تسبب فى انشقاقات واسعة وخروج عدد كبير من عناصره عن التنظيم اعتراضا على شخص قائد التنظيم الجديد، متابعا :" الغموض والتشتت والتشرذم للتنظيم هو سيد الموقف، وإخفاء البيانات الخاصة بالزعيم الجديد لداعش يؤكد أنهم لم يحسموا أمرهم بعد".
تجدر الإشارة إلى أن الزعيم الجديد المدعو أبو إبراهيم الهاشمى اسم غير معروف حتى الآن للمختصين فى الجماعات الإرهابية، ولا يوجد الكثير من المعلومات عنه.
وفي تسجيل صوتى أذاعته وسائل الإعلام التابعة لداعش، دعا التنظيم إلي اتباع نهج البغدادى الذى هدد الدول الغربية، قائلا: "إن امريكا لا تدرك أن داعش أقوى من أوروبا وغرب افريقيا مشيرا إلى أنها تمتد من الشرق إلى الغرب".