أنهى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بعد سنوات على إثارة القضية أمام المحاكم المصرية، الجدل فى مسلسل قضية احتكار شركة لاجاردير الفرنسية لحقوق البث التليفزيونى لبطولات الاتحاد الإفريقى "كاف"، لينهى بذلك احتكار الشركة الفرنسية لحقوق البث الممتد منذ 2008 وحتى 2016 الذى تم تجديده حتى 2028.
فسخ التعاقد بين الاتحاد الإفريقى لكرة القدم برئاسة أحمد أحمد وشركة لاجاردير الفرنسية، يعد صفعة قوية للشركة الفرنسية التى تحتكر حقوق البث وفقا للعقود لمدة 20 عاما، وعلامة ثقة فى الإجراءات القانونية التى اتخذها القرار المصرى، والتى لعب فيها جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية دورا كبيرا، عن طريق التحقيقات التى أجراها الجهاز وأظهر من خلالها العلاقة بين بين شركة لاجاردير الفرنسية، وشبكة بى أن سبورتس القطرية، حيث تبين للجهاز حينها قيام مؤسسة "بى إن" بطرح باقاتها المتعلقة بكأس الأمم الأفريقية فى السوق المصرية، وهو ما يؤكد أن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم قد باع فعليًا حقوق البث الخاصة بالسوق المصرى لمؤسسة بى أن الاعلامية، وهو ما أضاف تدعيم وتقوية الوضع المسيطر لمؤسسة بى أن الإعلامية فى السوق المصرية دون وجه حق لعدم لجوء الاتحاد الافريقى لنظام المزايدة عند طرح حقوقه.
100 مليون دولار تجبر مجلس أحمد أحمد على الفسخ
مجلس أحمد أحمد اتخذ قرار الفسخ بعد دراسة الفريق القانون التابع للاتحاد، فى ظل التصرحات التى أطلقها جورج ليبى ميلى، مدير مفوضية حماية المنافسة بالكوميسا، عن عقوبات تحت مظلة لوائح مفوضية المنافسة بمنطقة الكوميسا ستقع على "الكاف" وشركة لاجاردير الفرنسية حال وجود أى ممارسات احتكارية فى الاتفاقية المبرمة بينهما بشأن بث المباريات الأفريقية حتى عام 2027، موضحًا أنها تصل إلى تغريمهم بـ10% من إجمالى مردودهم السنوى سواء للكاف أو لاجاردير أو وقف الاتفاقية تمامًا أى ما يقرب من 100 مليون دولار .
مصر صاحبة الشرارة الأولى فى كشف الحقائق
وأصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية فى نوفمبر الماضى، حكما بتغريم كلًا من عيسى حياتو، الرئيس السابق للاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف) وهشام العمرانى، سكرتير عام الاتحاد السابق، مبلغ 500 مليون جنيه لكلا منهما بإجمالى مليار جنيه، وإلزامهما بدفع المصاريف الجنائية، وإحالة الدعاوى المدنية إلى المحكمة المختصة، وذلك بسبب المخالفات التى أرتكبها الاثنين، لقانون حماية المنافسة، ووقائع الفساد التى تورطوا فيها ببيع الحقوق البث الخاصة بالاتحاد لشركة لاجاردير الفرنسية، التى منحتها لشبكة بى أن القطرية، والإضرار بالمشاهد المصرى.
وأظهرت حيثيات حكم المحكمة عن امتناع المتهمان عن التعاقد مع شركة بريزنتيشن على حق الاستغلال التجارى للحقوق المتعلقة بالبث المباشر بكافة الوسائل الإعلامية للبطولات دون مبرر مشروع على الرغم من تقدمها بعرض جدى وتزيد عن القيمة المالية المتعاقد عليها مع شركة لاجاردير، فضلًا على إصرارهما على إبرام التعاقد على بيع حق الاستغلال التجارى للحقوق المتعلقة بالبث المباشر للبطولات وتعليقها على شرط شرائها مجمعة وعلى كافة الوسائل الإعلامية وبجميع المناطق الجغرافية بأنحاء العالم على الرغم من عدم توافر التماثل بين البطولات أو المناطق الجغرافية أو الوسائل الإعلامية المختلفة.
ضربة قاسمة لـ تميم
كشفت أوراق تحقيقات نيابة الشئون المالية والتجارية، والتقارير المقدمة من جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، عن حقيقة العلاقة بين عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابقاً، والذى تلاحقه العديد من قضايا الفساد والرشوة في مصر ودول أفريقيا، وتبعيته لناصر الخليفي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد، وتكشف كذلك سيطرة الديوان القطرى ومجموعة "بي.إن" على شركة لاجاردير والتى يحاكم "حياتو" بسببها وتطارده اتهامات بالفساد والرشوة لإسناده حقوق بث المباريات لها بالأمر المباشر حتى عام 2028.
في مارس الماضي، أحال النائب العام المصرى، كلا من عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابقا، وهشام العمراني، السكرتير العام للاتحاد، حيث باعا حق الاستغلال التجاري للحقوق المتعلقة بالبث المباشر بكافة الوسائل الإعلامية للبطولات إلى شركة لاجاردير سبورتس بطريق الإسناد المباشر ودون طرح هذه الحقوق في مزايدة علنية وذلك حتى 2028، بما أدى إلى منع الشركات المنافسة للشركة المتعاقد معها ومن بينها الشركة المصرية لخدمات إعلانات الأقاليم "برزنتيشن" ومنع حرية المنافسة، وامتنعا عن التعاقد مع الشركة المصرية لخدمات إعلانات الأقاليم "برزنتيشن" دون مبرر مشروع، على الرغم من تقدمها بعرض جدى وتزيد عن القيمة المالية المتعاقد عليها مع شركة لاجاردير بمبلغ 200 مليون دولار.
تميم وحياتو
قيام الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بالبيع بصفة حصرية لمجموعة "بي إن - لاجاردير" كان له ضرراً بالغاً على السوق المصرى، وذلك لتمتع مؤسسة بي إن الإعلامية بوضع مسيطر أصلاً في السوق المصرى كنتيجة طبيعية لتمتعها بالعديد من الحقوق الحصرية لفعاليات كرة القدم الدولية، الأمر الذى ساهم بشكل مباشر فى تسهيل إساءة مؤسسة بي إن الإعلامية لوضعها المسيطرة في السوق المصري، وإضرارها بالمنافسة في قطاعات حيوية، مثل سوق البث عبر الأقمار الصناعية والذى قامت فيه بالإضرار بوضع القمر الصناعي نايل سات التنافسى، والتهديد بإخراجه من السوق، بالإضافة على قيامها بفرض شروط تعسفية مع مشتركيها حرمتهم من حرية اختيار المحتوى الرياضي الذى يرغبون فى مشاهدته.
وجهت له النيابة سؤالها، وما دليلك على أن كون شركة لاجاردير وشركة بي إن أطراف مرتبطة؟، أوضح أن جهاز قطر للاستثمار يمتلك حصة تصويت تبلغ 10% من أسهم مجموعة لاجاردير القابضة التي تملك بالكامل شركات "لاجاردير سبورتس أند انترتيمنت" وشركة لاجاردير سبورتس، وأن تلك النسبة هى ثاني أعلى نسبة تصويت داخل الجمعية العمومية لمجموعة لاجاردير القابضة، حيث تبلغ أعلى نسبة حوالى 12% من حقوق التصويت داخل الجمعية العمومية لمجموعة لاجاردير وأحد أعضاء مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار هو ناصر بن غانم الخليفى، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بي إن الإعلامية، وأن الخليفي هو العضو الوحيد بالجهاز المرتبط باستثمارات دولة قطر فى قطاع الرياضة، وهو ما يعنى أنه من يدير حصة جهاز قطر التصويتية داخل مجموعة "لاجاردير".
أكد أن مجموعة بي إن الإعلامية تتبع مباشرة أمير دولة قطر، وهو ما مكن حكومة دولة قطر من ممارسة تأثير فعال في القرارات الاستراتيجية لمجموعة لاجاردير، وأيضا مكن الديوان القطري الأمير من تعيين أحد أعضائه عضو مجلس إدارة شركة لاجاردير سبورتس أند انترتيمنت، بالإضافة إلى كل ذلك، أن العلاقات التعاقدية طويلة الأجل بين كلا الكيانين ساهمت في وجود توافق اقتصادي فيما بينهما وهو ما يعنى ارتباط المصلحة الاقتصادية لمجموعة بى إن ومجموعة لاجاردير وظهورهما بمظهر الكيان الاقتصادي الواحد داخل السوق المصرى وبناءا عليه يعد كلاهما من قبيل الأطراف المرتبطة فى حكم المادة 2 من قانون حماية المنافسة والمادة 5 من لائحته التنفيذية.