قال طارق عيد، اختصاصى المسئولية المجتمعية فى إدارة التثقيف الاجتماعى، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية فى الشارقة، إنه على الأهل مراقبة التغيرات التى قد تطرأ على جسد الأطفال دون إشعارهم بذلك، نظراً لتعرض العديد من الصغار للتنمر والاعتداء البدني، من قبل أقرانهم فى المدارس.
وشهد معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته الـ38، وضمن فعاليات يومه السادس، تنظيم ندوة بعنوان "علم طفلك كيف يقول لا"، وتطرقت الندوة التى استهدفت أولياء الأمور إلى عدد من المحاور المهمة، التى يجب عليهم اتباعها لغرس الوعى لدى أبنائهم، تضمنت الفرق بين حماية الطفل، وبين تعليمه حماية نفسه، بالإضافة إلى استراتيجيات قول كلمة لا، ومعنى كلمة لا، ومتى يقولها، وماذا يفعل أولياء الأمور لو كان طفلهم معتدى عليه.
وشدد "عيد" على الدور المحورى لأولياء الأمور، فى تعليم أطفالهم أسس وأساليب التعامل فى الحياة المجتمعية، سواء فى المدرسة، أو ضمن النطاق البيئى الذى يعيش فيه، من خلال تبادل الثقة وتعزيزها بين الأهل والأبناء.
كما أوضح أن تعليم الطفل كيف يقول لا، هو جزء من حمايته، كتعليمه رفض قبول الهدايا من الغرباء، أو البقاء فى أماكن خالية مع الأقرباء، أو الأصدقاء، منوهاً بأن الكثير من الاعتداءات التى تحدث، يكون الأقرباء طرفاً فيها.
وفى إجابته على سؤال متى يقول الطفل لا؟ أكد عيد أهمية تعليم الأهل لأبنائهم بطرق تمثيلية، ضرورة الحفاظ على خصوصية الجسد، حتى لو كان ذلك على سبيل المزاح، بالإضافة إلى تعليمهم أساليب ترتكز على، الامتناع، والتهرب، والهروب، فالتبليغ.
وحول أنواع الإيذاء التى تستوجب قول كلمة لا، بيّن عيد أنها تندرج فى سياق الإيذاء الجسدى، والاعتداء الجنسى، والإهمال العاطفي، والإهمال بشكل عام، والاستغلال التجاري، موضحاً أن الإيذاء الجسدى يتضمن كل أشكال العنف، سواء بالضرب باستخدام العصا، أو آلة حادة، أو بالحرق، أو غيرها.
ولفت "عيد" إلى أن مؤشرات الاعتداء الجسدى التى يجب على الأهل مراقبتها، تتركز فى آثار الكدمات، والكسور، والجروح، والحرق، والملابس التى تغطى الرقبة والأيدى، والانطواء، والخجل والتأتأة، وابتعاد الطفل عند ملامسة الكبار، والود المفرط، والصبر غير المعتاد فى التحمل.
ودعا اختصاصى المسئولية المجتمعية أولياء الأمور إلى مراعاة نفسية أبنائهم، وتعويدهم على سرد أحداثهم اليومية دون مقاطعة، مع اجتناب الشدة، وكثرة المحاسبة، وتوفير جو أسرى مستقر، يقوم على الصراحة والحوار فى إطار من الثقة، التى تتيح للأطفال دوماً مشاركة أسرهم لما يحدث معهم.
واختتم عيد الندوة بدعوة مختلف أفراد المجتمع إلى المساهمة فى حماية الطفل، حتى من الأهل فى الحالات التى تستوجب ذلك، عبر ملاحظة الأطفال الذين يتعرضون للإساءة من قبل الأهل، والمبادرة بالاتصال بخط النجدة، الذى يأخذ الشكوى ولا يطلب من المتصل الحضور، فضلاً عن أنه لا يستدعيه إلى أى إجراء قانوني، حفاظاً على سلامته وخصوصيته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة