يبدوا أن أزمة سد النهضة الإثيوبي وما يثار من مخاوف حول تأثيراته على حصة كلاً من مصر والسودان من المياه فى طريقها إلى الحل، بعد دخول الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بقوة على خط رعاية المفاوضات بين كلاً من مصر وإثيوبيا والسودان.
واستقبل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وفود الدول الثلاثة، وفى مقدمتهم وزير الخارجية سامح شكرى.
وأجرى الوزير سامح شكرى عدة لقاءات منذ وصوله الولايات المتحدة الأمريكية من بينهم لقاء مع السيناتور الامريكى ليندسى جراهام قبل الإجتماع الثلاثى، وتناولا مجمل جوانب العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين، والتي تتطلب مواصلة الدعم الأمريكي لمصر لتمكينها من مجابهة التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلديّن في إطار تحقيق الأمن والاستقرار.
وقال بيان لوزارة الخارجية إن السيناتور جراهام استمع لشرح الوزير شكرى حول التطورات الإقليمية والرؤية المصرية لمعالجة الأزمات المختلفة التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
وذكر البيان أن ملف سد النهضة حظى باهتمام خاص خلال المباحثات، حيث استعرض الوزير شكرى الجهود المصرية للوصول إلى اتفاق يحافظ على مصالح كافة الدول المعنية، وهو الأمر الذى لم يتسن تحقيقه حتى الآن نظراً لعدم تجاوب الجانب الإثيوبى.
ومساء اليوم ، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد حافظ فى تدوينة له عبر تويتر إن وزير الخارجية سامح شكري في الاجتماع الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية كلاً من مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة، بحضور البنك الدولي.
من جانبه، أعرب الرئيس الأمريكى عن رضاه بشأن سير المفاوضات بين الدول الثلاثة، مشيراً فى تغريده على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى تويتر إلى أن مباحثات سد النهضة تسير بشكل جيد مع مسئولى مصر وإثيوبيا والسودان.
وأكد ترامب أن الاجتماع بشأن الخلاف المتعلق بالسد مضى بشكل جيد والمباحثات ستستمر.
وحظيت الوساطة الأمريكية باهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية، ففي تقرير لها، قالت إذاعة ار اف اى الفرنسية مساء اليوم، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أصبح حاضرا على ضفاف نهر النيل، بناءً على طلب مصر وساطة الولايات المتحدة فى أزمة سد النهضة، مشيرة إلى أن ترامب يمكن أن يساعد فى التوصل إلى تسوية.
ووفقاً للإذاعة الفرنسية، فإن مصر ترفض أى إجراءات من شأنها أن تحجب مياه النيل وتحرمها من حصتها فى تلك المياه، فيما ترى إثيوبيا أن سد النهضة معجزة من أجل التنمية.
ويبلغ ارتفاع سد النهضة خمسة عشر ضعفًا من نظيره فى الكونغو على سبيل المثال. ولهذا السبب تخشى مصر اليوم من حرمانها من جزء من حصة المياه، وتم تصميم السد لإنتاج 6000 ميجاوات من الكهرباء، أى ثلاثة أضعاف الطاقة الحالية للبلاد. وتريد إثيوبيا أن تختتم عملية البناء خلال ثلاث سنوات، بينما تريد مصر أن تستمر لمدة سبع سنوات.
وتخشى مصر من أن تتفاقم أزمة المياه مع بدء إثيوبيا في ملء الخزان خلف السد العملاق، وكذلك تستخدم السودان مياه نهر النيل وتسعى لضمان عدم المساس بحصتها التاريخية منه.