قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن التطرف والإرهاب، والتشكيك الكاذب، والافتراء على الحق، وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التى نواجهها، لن تثنى هذا الشعب ذى الإرادة الحديدية عن المضى فى طريقه نحو المستقبل الأفضل، مضيفاً:"سنواجه الشر بالخير، والهدم بالبناء، واليأس بالعمل، والفتن بالوحدة والتماسك".
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاحتفال بـالمولد النبوي الشريف، الذى عقد اليوم فى مركز المنارة شرق القاهرة.
وإلى نص الكلمة..
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف،
السادة العلماء والأئمة الإجلاء،
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمحوا لي في البداية.. أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر العظيم.. ولكافة الشعوب العربية والإسلامية.. بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم.. وأدعو الله سبحانه وتعالى.. أن يعيد هذه الذكرى العطرة.. بالخير على الشعب المصري.. وعلى جميع المسلمين في كافة أنحاء الأرض.
الحضور الكريم،
إنّ احتفالَنا اليوم بذكري مولد نبيّ الرحمةِ والهدي.. يمثل مناسبة طيبة، للتأمل في جوهر ومقاصد الرسالة التي تلقاها النبي الكريم.. والتي بلغها لنا متحملاً في سبيل ذلك الكثير من الأذى.. الذي لم يحول بينه، صلى الله عليه وسلم، وبين أداء الأمانة، التي كلفه بها الله عز وجل.
إن في المشاق الجسيمة، التي تحملها الرسول الكريم.. ما يعطي لنا الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها.. وفي مقدمتها، تحمل الأذى بثبات.. والصبر على المكاره بأمل في نصر الله.. ومواجهة الصعاب بعمل دؤوب لا ينقطع.
إن المنهج الذي يجمع بين الإيمان واليقين في الله سبحانه وتعالى.. والعمل المنظم والجهد المتواصل، المبني على أسباب الدنيا وقوانينها وتطورها.. لهو المنهج الذي ينتصر في النهاية.. إذ أن الله عز وجل يكافئ المجتهدين.. الذين يسعون للخير والسلام وتعمير الحياة.. ويعملون على تخفيف آلام الناس.. وتحسين الواقع الذي يعيشون فيه.
وأقول لكم بكل الصدق.. إننا إذ نقتدي بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. فإننا نبذل أقصى الجهد.. لتحقيق نقلة نوعية في أداء دولتنا.. وتوفير أسباب القوة والتقدم لها.. على جميع المستويات.
فالأمانة التي يتحملها كل منا في نطاق مسئوليته.. تحتم عليه ألا يدخر جهداً في الإحاطة بأسباب التقدم والعلّو.. وتجنب أسباب الفشل والانهيار.
وبينما لا يشغلنا شيء عن تحقيق تطلعات شعب مصر العظيم.. في الأمان والسلام والتنمية والازدهار.. لا نلتفت إلى محاولات التعطيل والإعاقة.. التي يقوم بها أعداؤنا.. ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل.. والكثير من الجهد.. والنظر إلى الأمام بأمل وثقة.. موقنين بوعد الله سبحانه وتعالى.. بأن ما ينفع الناس يمكث في الأرض.
والحق أقول لكم.. إنني أثق تمام الثقة، في نصر الله القريب لمصر وشعبها.. وفي تحقيق آمالنا جميعاً.. في بناء وطن حديث متقدم، ينعم فيه شعبنا العظيم بحياة كريمة آمنة.
إن التطرف والإرهاب، والتشكيك الكاذب، والافتراء على الحق.. وجميع محاولات التدمير والتخريب المادية والمعنوية التي نواجهها.. لن تثني هذا الشعب ذي الإرادة الحديدية.. عن المضي في طريقه نحو المستقبل الأفضل.
سنواجه الشر بالخير.. والهدم بالبناء.. واليأس بالعمل.. والفتن بالوحدة والتماسك.
السيدات والسادة،
الحضور الكريم،
لعل سيرة النبي الكريم، صلى الله عليه وسلم.. تكون لنا جميعاً قدوة حسنة.. تلهمنا القوة والإرادة.. والصبر والتحمل.. والجرأة والشجاعة.. وسلامة المقصد.. والغاية.
أشكركم،
وكل عام وأنتم بخير، ومصر الغالية في تقدم ورفعة،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.