سفير قبرص لدى الأمم المتحدة لـ«اليوم السابع»: ادعاءات تركيا بأحقيتها فى غاز المتوسط بلا سند قانونى.. أندرياس مافرويانيس: هناك وسائل أوروبية لردع أنقرة.. والنظام التركى لا يريد «قبرص موحدة»

الخميس، 07 نوفمبر 2019 01:00 م
سفير قبرص لدى الأمم المتحدة لـ«اليوم السابع»: ادعاءات تركيا بأحقيتها فى غاز المتوسط بلا سند قانونى.. أندرياس مافرويانيس: هناك وسائل أوروبية لردع أنقرة.. والنظام التركى لا يريد «قبرص موحدة» سفير قبرص لدى الأمم المتحدة
أجرى الحوار فى نيويورك - إنجى مجدى 

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انجى-مجدى

- الموقف فى بحر إيجه خطير.. وعلاقتنا مع مصر أقوى من أى وقت
- الانسحاب الأمريكى من المنطقة سمح لنظام استبدادى باستغلال الفراغ ويجب التحقيق فى انتهاكات تركيا بشمال سوريا

ارتبطت مصر وقبرص بعلاقات تاريخية طويلة تعود إلى عام 1960 منذ إعلان استقلال قبرص، غير أن السنوات الأخيرة الماضية شهدت تقاربا غير مسبوق فى العلاقات بين البلدين فى ظل اكتشافات الغاز الهائلة، حيث أسست الدولتان، فى يناير من العام الجارى، بالتعاون مع إيطاليا واليونان والأردن وفلسطين وإسرائيل، منتدى غاز شرق المتوسط، وفى 2017 وقعتا اتفاقية بالشراكة مع اليونان لتعزيز التعاون العسكرى وأسست الدول الثلاث القمة الثلاثية منذ نوفمبر 2014، كما يشمل التعاون المتنامى مجالات التجارة والاستثمار ومكافحة الإرهاب.
 
قبرص على الرغم من صغر مساحتها، غير أنها الجزيرة التى تقع الركن الشمالى الشرقى للبحر المتوسط، تمثل أهمية استراتيجية سواء لأوروبا أو غيرها من جيرانها فى المنطقة، إذ إن موقعها يجعلها جزءا أساسيا من أى ديناميكية أمنية فى المنطقة.
 
قبرص وهى عضو فى الاتحاد الأوروبى، لكنها ليست عضوا فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) ومع ذلك فإنها تشكل عنصرا حاسما فى عمليات الناتو فى منطقة المتوسط ومن ثم فإنها تشكل أهمية خاصة لفرنسا التى تربطها علاقات قوية بسوريا ولبنان، كما تستضيف الجزيرة فى الجزء الجنوبى قاعدتين جويتين للمملكة المتحدة وتعتبرها الولايات المتحدة مهمة للحفاظ على السيطرة على مياه البحر المتوسط وتأمين وجود الأسطول السادس للبحرية الأمريكية.
 
غير أن قبرص تواجه مشكلات كثيرة وعلاقات متوترة للغاية مع جارتها الشمالية تركيا التى تحتل بالفعل الجزء الشمالى من الجزيرة الذى  تقطنها أغلبية من القبارصة الأتراك، هذا التوتر يشمل مزاعم تركية زائفة بحقها فى التنقيب عن الغاز فى المياه الخاصة بقبرص الجنوبية، وكذلك استمرار الحصار التركى لمدينة فاروشا التى تعد جزءا من منطقة فاماجوستا فى الشرق والتى هجرها سكانها بعد الاحتلال التركى عام 1974.
 
الممثل الدائم لجمهورية قبرص لدى الأمم المتحدة أندرياس مافرويانيس تحدث لـ«اليوم السابع» بشأن العلاقات المصرية القبرصية والتنسيق بين البلدين على صعيد قضايا المنطقة وكيفية التعامل الدولى مع تجاوزات أنقرة ضد جيرانها فى المنطقة. 
 
.. وإلى نص الحوار:

فى السنوات الماضية تنامى التعاون بشكل لافت بين مصر وقبرص على صعيد العديد من المجالات.. فكيف تتعاون البلدين داخل الأمم المتحدة على صعيد قضايا المنطقة؟

نحن قريبون للغاية وتجمعنا صداقة قوية وهذا أمر طبيعى، فعلاقتنا مع مصر تعود إلى استقلالنا ومستمرة منذ عهد الرئيسين جمال عبدالناصر ومكاريوس الثالث، ونعمل معا بنشاط ضمن حركة عدم الانحياز فضلا عن التعاون فى العديد من القضايا.

نحن دولة صغيرة ومصر كبيرة للغاية، ولكن نعمل معا فى تعاون وثيق للغاية واليوم أصبح أقرب وأوثق، فخلال السنوات القليلة الماضية أصبح التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص قويا للغاية، وباعتبار قبرص واليونان أعضاء فى الاتحاد الأوروبى فإن هذا يوفر لمصر قناة وصل للاتحاد الأوروبى وفى الوقت نفسه تتيح لنا مصر وصولا إلى المنطقة.

ونحن نعمل سويا أيضا فى برامج اتحاد البحر الأبيض المتوسط، لكن أعتقد أن لدينا المزيد بالإضافة إلى التبادل الخاص بقطاع السياحة وهناك عدد كبير من الاستثمارات المصرية فى قبرص.

b8db3a56-a3b3-4acb-a4b9-8f51e8489145

هناك تجاوزات تركية متكررة ضد قبرص تعيقها عن الاستفادة من مصادرها الطبيعية.. كيف يؤثر ذلك على أنشطتكم؟ وكيف تتعاملون مع هذه القضية داخل الأمم المتحدة؟

نحاول حماية حقوقنا الخاصة، نحن لسنا خطرين على أى شخص، كل ما نريده هو خلق مجال للتعاون بين جميع البلدان ولكن التعاون الذى يقوم على الاحترام المتبادل واحترام القانون الدولى.

ولا نقوم بأى شىء يؤثر على تركيا، وفى المقابل لن نقبل أفعالا تنتهك بوضوح حقوقنا الخاصة، ونحتاج إلى إيجاد طرق لترسيم المناطق البحرية وفقًا للقانون الدولى، وهو ما فعلناه مع مصر وإسرائيل، فالأمر لا يتعلق بأطماع لكن نصيبنا العادل يدور حول التقيد بالحدود وأى شىء يتعلق بالمناطق البحرية وفقًا للقانون الدولى، هذا ما نريده وهذا ما فعلناه بالتعاون مع مصر وغيرها.
 
إنها علاقة بسيطة ونحن نعمل بشكل وثيق فى جميع هذه القضايا التى ستؤثر على الموارد الطبيعية التى تحترم حقوق بعضنا البعض، وبالطبع هذا هو أساس العمل عن كثب معا على استغلال مواردنا الطبيعية.

ونعلم جميعا احتياجات الاتحاد الأوروبى الكبيرة للغاز، لذا إذا توحدنا فى العمل معا من خلال إنشاء قناة لنقل الغاز لأوروبا فسوف نخلق منفعة متبادلة ونساهم فى تعزيز تأمين الطاقة لدول الاتحاد الأوروبى وهو ما نعمل معه حاليا مع مصر ودول المنطقة، لذا فإن الأمر يتعلق بتهيئة الظروف المناسبة للتعاون.

قبرص لم تقم حتى الآن باكتشافات هائلة مثل مصر وإسرائيل، لكن يبقى أن موقع قبرص مهم وهناك احتمالات عالية ونحن جزء من أى نوع من التعاون فى شرق البحر الأبيض المتوسط بسبب هذا ولدينا أيضًا إسهامات كبيرة.

لكن تركيا ترفض الاعتراف باتفاقات ترسيم الحدود البحرية.. فكيف تتعاملون؟

بالطبع تركيا هى حالة معقدة لم تبدأ حديثا ونحن نعلم أن لديهم مشاكل فى المنطقة البحرية مع اليونان منذ أكثر من 45 عامًا وكذلك معنا، فلديهم تعريف خاص يختلف كليا عن القانون الدولى، إذ إنها الدولة الوحيدة التى لا تعترف بأن الجزر يمكنها الحصول على منطقة اقتصادية خالصة كاملة، ومن ثم فلديها مزاعم فيما يتعلق بمنطقة بحرية تنتمى بوضوح إلى قبرص ومزاعمهم لا تستند إلى القانون الدولى، ولهذا السبب استغلوا الجزء المحتل من قبرص من أجل الطعن فى الحقوق السيادية لقبرص ومواردها الطبيعية، لكن عموما كل هذه الادعاءات لا تستند إلى أى قانون وطنى أو دولى.

قال الأمين العام أنطونيو جوتيريس، إن الأمم المتحدة ملتزمة بالمساعدة فى الصراع القبرصى، وفى الوقت نفسه تواجه المفاوضات طريقا مسدودا.. ما هى العقبات التى تعيق المفاوضات؟ وما هى شروطكم لمواصلة المفاوضات؟

العوائق تكمن فى غياب الإرادة السياسية من جانب تركيا والقبارصة الأتراك، فهم يطلبون الحصول على كل شىء قبل أن نبدأ التفاوض، لكننا بقدر ما نشعر بالقلق فإننا نعمل مع المبعوث الأممى الخاص منذ العام ونصف العام الماضى.

بالنسبة للشروط، فعندما يتعلق الأمر بالعملية ليس لدينا شروط، ولكن من أجل البدء فى إجراء مفاوضات جادة من المهم إيقاف أعمال التنقيب غير القانونية وانتهاكات السياج، مع تسوية قضية فاروشا. لذا لمناقشة العملية ليست لدينا شروط فيها ومن المهم تهيئة مناخ يسمح بالتفاوض بشكل جيد.

لماذا لا تطرحون أيضا قضية الغاز خاصة فى ظل الانتهاكات التركية المتكررة بالسعى للتنقيب فى المنطقة الخاصة بكم؟

هى بالفعل أمام الأمم المتحدة، فإننا نكتب دائما رسائل ونتحدث عن ذلك فى مجلس الأمن. مطلع أكتوبر الماضى ركزنا بشكل محدد على قضية فاروشا- فاماغوستا، حيث لدينا قرارات صريحة من مجلس الأمن أردنا التأكيد عليها مجددا لتدين تلك التحركات التى تسعى تركيا لاتخاذها فى المدينة.

(وبحسب قرارى الأمم المتحدة 550 و789 اللذين تم تبنيهما فى 1984 و1992 على التوالى فإن فاروشا توضع تحت إدارة الأمم المتحدة.

وأكد مجلس الأمن فى القرار رقم 550 لعام 2019 أن محاولات توطين أى أشخاص غير سكان فاروشا فى هذا القطاع غير مقبولة حيث كانت أنقرة أعلنت عن إعادة فتح المنتجع).

لم نأخذ قضية الغاز فى ذلك الوقت لأننا أردنا التركيز على رد فعل ضد تركيا فيما يتعلق بفاروشا، أردنا رد فعل واضحا للغاية وهو ما حصلنا عليه، وهذا لا يعنى أن المشكلة الأخرى غير مطروحة لكنها جزء صغير من المشكلة الأكبر التى نواجهها مع تركيا.

bad7d55c-ce89-478f-b295-f6c6b4194e30

اتخذ الاتحاد الأوروبى بعض الإجراءات ضد تركيا، لكنها لم تكن كافية لمنعها من مواصلة تجاوزتها فى البحر المتوسط، كيف ترون الرد الدولى على سلوك النظام التركى فى المنطقة؟

هذه هى المشكلة دائمًا ولكن لا يمكن الصمت، فكون الإجراءات غير كافية لإيقاف الانتهاكات التركية فهذه مشكلة أخرى، فالأمر قد يستغرق وقتًا لكن عليك أن تضع الأساس لإثبات أن ما يحدث غير مقبول تمامًا. فمن المهم أن يمارس الجميع نفوذه على تركيا لتفهم جيدا أنها ليس بإمكانها ممارسة هذا النوع من التعديات على المنطقة البحرية لقبرص والذى يخالف بوضوح القانون الدولى. وعلى سبيل المثال تقف الولايات المتحدة  بصفنا فى هذا الأمر.

هل تعتقد أن قبرص يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة لاتخاذ موقف حاسم ضد تركيا بالنظر إلى تخليها عن الأكراد الذين كانوا حليف قوى لواشنطن؟

لكى نكون صادقين، ما حدث من انسحاب أمريكى من شمال شرق سوريا هو انعكاس لسياسة أوسع نطاقا تنتهجها الولايات فى العامين الأخيرين بناءً على نهج الانعزالية الجديدة.

فالأمريكان ينسحبون من جميع أنحاء العالم بما فى ذلك من أكثر المناطق أهمية فى الشرق الأوسط، وهى عزلة أشبه بما حدث بعد الحرب العالمية الأولى.

حاليا الأمريكان مهتمون أكثر بالأعمال داخليا ولا يبدون قيادة فى جميع أنحاء العالم. هذه ظاهرة نواجهها، ومن وجهة النظر هذه يمكنك تفسير ما يحدث فى سوريا اليوم ولكن بالطبع هناك الكثير من خيبات الأمل فى المنطقة والكثير من خيبات الأمل من الوعود التى وجد الناس أنها لم يتم الوفاء بها... إلخ.
 
إنه وضع خاص للغاية ولكن فى النهاية لن نكون سعداء أبدًا عندما يبدو أن الولايات المتحدة تسمح لنظام مثل النظام التركى فى القيام بهذا النوع من السياسات.
 
وفى بعض الأحيان عندما يكون هناك فراغ، وفى هذه الحالة الانسحاب الأمريكى، فإن بعض القوة الإقليمية وغالبا ذات الأنظمة الاستبدادية تذهب لاستغلاله وهذا ما حدث بالفعل من قبل النظام التركى. إنه وضع خطير للغاية ولا نعرف ما الذى سيأتى بعد ذلك.

منتصف أكتوبر الماضى أرسلت فرنسا فرقاطة لحماية قبرص من استفزازات تركيا.. فهل تتوقع تطور الأمر إلى صدام عسكرى؟

لا أرى نوايا الانخراط فى اشتباكات عسكرية، فى نهاية المطاف نذهب إلى شركائنا الأوروبيين والعديد من الدول التى تؤكد رغبتها فى إرسال رسالة قوية لتركيا ولكن لا أحد يرغب فى الاشتباكات.

قبرص نفسها لا تريد خيارًا عسكريًا، ولكن من المهم أن نتلقى رسالة قوية بطريقة أو بأخرى كرادع، لذلك كل شيء يساعد فى ذلك.

لكن هناك نوع من الصدام يحدث كل حين وآخر بين تركيا واليونان؟

الوضع بالنسبة لليونان خطير جدا لأن الموقف فى بحر إيجة سيئ جدا من سنوات عديدة ونعلم أنه قد يسفر عن حوادث أو مشاكل ما. لكن لأكون واضحا جدا فليس هناك جهة آخر، باستثناء تركيا، تريد الدخول فى اشتباكات عسكرية. المشكلة أنهم بحاجة ليفهموا أن ما يفعلونه غير مقبول تماما.

هل يمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسى لعب دور ما؟

لسنا أعضاء فى الناتو والمنظمة تعمل بناء على توافق الآراء عندما يتعلق الأمر بدولة عضو مثل تركيا. لكن لا أتوقع للناتو أن يقوم بدور ملموس حتى لو كان يخضع للكثير من النفوذ الأمريكى.

ما الذى تريده قبرص من المجتمع الدولى فى قضاياها مع تركيا؟

بالنسبة لنا أولاً وقبل كل شىء، من المهم التأكيد بقوة على أن الممارسات التركية تتعارض مع القانون الدولى وغير مقبولة، ومن المهم أيضًا أن تدفع أنقرة كلفة تصرفاتها، مما يعنى أن تطال التدابير المتخذة ضدها علاقتها مع الاتحاد الأوروبى، فالأتراك بحاجة أن يفهموا أن الأمر لا يسير دون رادع وهذا ما نحاول تحقيقه.

 هل طالبت قبرص الولايات المتحدة برفع الحظر المفروض على بيع الأسلحة منذ 30 عاما؟

هذا الحظر يهدف إلى تجنب جلب تركيا للأسلحة الأمريكية إلى قبرص، وفى نهاية المطاف هناك نوع من رفع الحظر عن جمهورية قبرص. نعم نريد إنهاءه تماما لكن من الناحية العملية الأمر ليس مهما بشكل كبير بالنسبة لنا. المهم بالنسبة لنا هو الاعتماد على الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة التى لها أبعاد عديدة بما فى ذلك إمكانية شراء بعض المواد العسكرية.

هناك انتقادات للموقف الأممى من الجرائم التى ترتكبها تركيا فى شمال شرق سوريا.. كيف ترى ذلك؟

أولا: لابد من وقف هذه الانتهاكات والتحقيق فيها.. دائماً ما تكون هناك مشكلة فى رد فعل الأمم المتحدة لأنه يستند إلى إطار عمل مجلس الأمن لأنه الهيئة المخولة بالرد ولكن أيضًا من أجل الرد لابد من موافقة الأعضاء الدائمين لذلك عندما بدأت المناقشات كانت هناك الكثير من الجدل. أفهم أن أولوية مجلس الأمن هى وقف القتال، لكن هذا لا يعنى أن كل شىء على ما يرام، فنعم فى بعض الأحيان توجد مصلحة سياسية واعتبارات سياسية تقف فى الطريق.

p.6

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة