بيطريون: مضادات الحساسية والالتهابات وخوافض الحرارة البشرية تُستخدم بيطريا
دواء بيطرى واحد فقط تم منع تداوله بعد فترة من استخدامه للإنسان
تصل أعداد الأمراض المُشتركة بين الإنسان والحيوان، إلى 300 مرض، مثل "السل.. الايبولا.. السمونيليا" ولكل منها دواء مختلف، ذلك رغم أن أولى خطوات صناعة كل الأدوية البشرية، تجربة فعاليتها على الحيوانات أو "فئران التجارب"، ذلك الأمر الذى يثير عدة أسئلة، من بينها: هل يُمكن أن يتم استخدام الدواء نفسه لعلاج المرض عند الحيوان والإنسان؟ هل هناك أدوية بيطرية تم استخدامها لعلاج مرض بشرى؟ وما تأثير ذلك على الإنسان؟ تلك الأسئلة طرحها "اليوم السابع"، على مجموعة من الصيادلة والأطباء البيطريين، والذين أكدوا أن الأدوية المُشتركة مُتعددة.
وأكد الدكتور جورج عطالله، عضو مجلس النقابة العامة للصيادلة السابق، إن أغلب المضادات الحيوية يتم استخداماتها مشتركة بين الإنسان والحيوان لكنها تختلف فى الجرعة، بمعنى أنه فى حال كان تركيز الدواء للإنسان 500 أو 1000، لدى الحيوانات تصل إلى 3000، لكن نفس المادة الفعالة، مشيرا إلى أن المضاد الحيوى يُستخدم عادة لقتل الميكروب وليس له علاقة بالكائن الذى يتناوله.
وأضاف عطا لله، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": فى المناطق الشعبية يلجأ بعض الأشخاص من غير الأطباء البيطريين، للحصول على حقن المضاد الحيوى من الصيدليات وحقن الحيوانات بها، مع تعديل الجرعات وفقًا لوزن الحيوان.
هذا ما أكده أيضا الدكتور أحمد الدمرداش، عضو مجلس نقابة الصيادلة الفرعية بالقاهرة، والذى أوضح أن الأطباء البيطريين أحيانا يعتمدون على المسكنات والمضادات الحيوية من الصيدليات البشرية، مع تغيير الجرعات، إلا أن ذلك غالبا ما يكون فى حالة عدم توافر الدواء البيطرى لديهم، مشيرا إلى أن استخدام الدواء البيطرى فى أغراض العلاج البشرى صعب، نظرا لاختلاف معايير التصنيع والتعقيم من البيطرى للبشرى.
وأكد الدمرداش، أن الاستخدام العشوائى للأدوية فى القطاع البيطرى يؤثر على الحيوان وبالتالى على الإنسان، خاصة فى حال عدم ضبط الجرعات.
لم يختلف كثيرا الرأي البيطرى، حيث قال الدكتور محمد شفيق، الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء البيطريين: أغلب الأدوية التى يتم وصفها للإنسان يتم استخدامها نفسها بأشكال دوائية مختلفة للحيوان، إلا أن ممانعة الاستخدام تأتى لأمرين: لو الأدوية ذات فعالية قوية فى الإنسان، ويخشى من تأثرها أو تكوين مقاومة لها من الميكروبات، وقتها يفضل استخدامه للإنسان فقط، حتى نحافظ على فعاليته، كما أنه لا يمكن استخدام الدواء البيطرى فى كل شئ مع الإنسان، خاصة أنه يختلف استخدامه من فصيلة لأخرى فى الحيوانات، فمثلا الفصيلة الخيلية والأبقار والقطط والكلاب، لأن التركيب الفسيولوجى والتشريحى للحيوانات مختلف.
وأضاف شفيق: هناك صيدليات بشرية، ندون لها أدوية بشرية لاستخدامها للحيوانات، ويتم تحديد الجرعات وطرق الحقن من خلال الطبيب البيطرى، وهناك أدوية جديدة الإنسان كفصيلة يحتفظ بها لنفسه.
فيما قال الدكتور سيد قاسم، طبيب بيطرى، إن هناك أدوية للحيوانات من الممكن أن تستخدم للإنسان ويُصنع مثيل لها للبيطرى، من بينها المضادات الحيوية، والحساسية، والالتهابات، بجانب مضادات الطفيليات أو الديدان، مشيرا إلى وجود بعض الأدوية يُصنع منها للبشر بنفس المادة الفعالة للاستخدام البيطرى، مضيفا: ومن الممكن أن يتم استخدام الأدوية البشرية فى علاج الحيوانات، خاصة الأليفة منها، مثل القطط، فى الأمراض البكتيرية والفيروسية، وخافض الحرارة، ومضادات التقلصات.
وأضاف قاسم، لليوم السابع: أما الدواء البيطرى، فقد كان هناك دواء واحد فقط تم استخدامه للإنسان، وهو خاص بعلاج الدودة الكبدية "الفاشيولا"، ولم يكن لها مثيل فى البشرى، وتم وقفه وسحبه من السوق، موضحا أنه حتى وإن كانت المادة الفعالة واحدة للبيطرى والبشرى، فأن الشكل الدوائى لكل استخدام يختلف عن الأخر، حيث يُفضل للحيوانات الحقن، لكن الإنسان أحيانا يُفضل الحقن أو الأقراص أو الشراب، لافتا إلى وجود منشور من إدارة الصيدلة بوزارة الصحة، خلال تلك الفترة حظر استخدام بعض الأدوية البيطرية لثبوت انتقالها للإنسان عن طريق المنتجات الغذائية ذات الأصل الحيوانى، وأثرت على فعالية الأدوية الخاصة بعلاج أمراض الإنسان.
فيما أكد الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، مقرر لجنة الأدوية والشركات بالنقابة، أن صحة الإنسان وسلامته فى الأساس هى سبب استخدام الدواء سواء البيطرى أو البشرى، وبالتالى أى أدوية دائما يتم تجربتها على الحيوان "فئران التجارب"، حتى أن عمليات الحقن المجهرى ونقل الأجنة، كانت تتم على الحيوانات، لاختبار تأثيراتها الجانبية، لافتا إلى أن بعض الأنواع من المضادات الحيوية تم حظرها من التداول بيطريا، لثبوت وجود تأثيرات على الإنسان.
وأوضح العبد، لـ "اليوم السابع"، أن كثرة استخدام المضادات الحيوية مع الحيوانات، قد تؤدى إلى عمل مقاومة مناعية كبيرة جدا لدى الإنسان، نتيجة تناول الغذاء ذات الأصل الحيوانى بمتبقيات الأدوية، ذلك الأمر الذى دفع الكثير إلى استخدام البدائل الطبيعية، والتى تمنح نفس تأثير المضادات الحيوية على الحيوانات، مثل زيت الثوم والقرنفل والنعاع ذات التأثير البكتيرى والمناعى، ويتم استخدامها مع الإنسان أيضا، بالإضافة إلى محاولات السيطرة على الاستخدام المفرط للأدوية البيطرية.