كلما جاءت سيرة ملف تجديد الخطاب الدينى، تزايد جماعة الإخوان الإرهابية عبر قنواتها وإعلامها، بأن هناك من يريد أن يتلاعب بالثوابت الدينية، لكن جاء حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى، حول أن تطوير الفهم والفكر الدينى ليس معناه تغيير الثوابت ليضع حدًا للأكاذيب التى روجتها الإخوان والتنظيمات الإرهابية، حول ملف تجديد الخطاب الدينى، فيما أكد خبراء ونواب ودعاة أزهريون أن السوشيال ميديا أصبحت ساحة للفوضى ونشر الأكاذيب.
كما دعوا لمجابهة الكذب بالعمل، والشائعات بالإنتاج، وألا يمنحوا أى فرصة لأهل الشر أن يتسببوا فى زعزعة الاستقرار، وفى هذا السياق أكد النائب رياض عبد الستار، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال احتفالية المولد النبوى الشريف، بأن تطوير الفهم والفكر الدينى ليس معناه تغيير الثوابت، تدحض كافة الأكاذيب التى روجتها الجماعات المغرضة وعلى رأسها الإخوان حول ملف تجديد الخطاب الدينى.
محاولات شق الصف
وقال عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن حديث الرئيس حول أن تطوير الخطاب الدينى لن يتضمن تغيير الثوابت هى حقائق ذكرها الرئيس لأن هناك المغرضين والمشككين وأصحاب الأجندات التى تريد الانشقاق تروج لمعانى أخرى ليس إطلاقًا هى المقصودة.
وأوضح النائب رياض عبد الستار، أن الرئيس السيسى قطع الشك باليقين، بأنه لا تغييرات فى ثوابت الدين، وإنما فى سعة الفكر والأفق الدينى وتطويره بما يتواكب مع مطالب العصر الحالى، والاهتمام بقضايا معاصره لحل الكثير من مشكلات العصر الحديث والظواهر التى تغيرت حاليًا.
واستطرد عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب: الرئيس السيسى قطع الطريق أمام أصحاب الأجندات والفكر المتطرف الخبيث.
الثوابت الدينية بعيدة عن التشكيك
كما أشادت الكاتبة فريدة الشوباشى، بما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، خلال احتفالية المولد النبوى الشريف، بأن كل يوم ينتشر الكذب على مواقع التواصل، وتأكيده على أن تطوير الفهم والفكر الدينى ليس معناه تغيير الثوابت.
وقالت "الشوباشى": "الثوابت الدنية لدى القرآن الكريم، الذى لا يوجد فيه مناقشة أو تشكيك فهو كلام الله، غير ذلك من أقوال البشر يمكن مناقشته، لأن البشر ليسوا معصومين من الخطأ".
وأشارت إلى أنه يوجد حالة كبيرة من الفوضى العارمة على مواقع التواصل الاجتماعى، مضيفة: "أوقات كثير بـ"أتفزع" مما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى، إذ ينسبون كلامًا ومواقف لى بقصد التشويه، وهذا يحدث مع الآخرين".
تجديد الخطاب الدينى.. مسئولية الجميع
من جانبه أكد النائب شكرى الجندى، وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن تجديد الخطاب الدينى ليس مسئولية مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف فقط، بل أيضًا تتطلب مشاركة مؤسسات عديدة سواء التعليم أو الثقافة أو الإعلام، والاعتماد على المثقفين فى تجديد الخطاب الدينى.
وقال وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن تجديد الخطاب الدينى لم يتأخر بل إن مؤسسات الدولة الدينية تحقق نجاحات فى هذا الملف على رأسها تمكن وزارة الأوقاف من السيطرة على المساجد فى جميع أنحاء الجمهورية، ومنع الإرهابيين والمتشددين من السيطرة عليها لنشر أفكارهم المتطرفة.
ولفت النائب شكرى الجندى، إلى أن اللجنة الدينية ستعقد العديد من المؤتمرات فى عدد من المحافظات ضمن جهودها لتطوير الخطاب الدينى، وستستضيف عددًا من رموز الأزهر والأوقاف.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قال خلال احتفالية ذكرى المولد النبوى الشريف: "فرصة طيبة للحديث عن الهموم والآمال والتطلعات والتحديات التى تقابلنا، والتى أيضًا نسعى دائمًا إلى مواجهتها والتغلب عليها".
وأضاف الرئيس خلال كلمته فى ذكرى المولد النبوى الشريف: "الكلام اللى قالوا النبى صلى الله عليه وسلم والقرآن والسنة كلام استراتيجيات عناوين تتحول لسياسيات وعادات وتقاليد.. تطوير فهمنا وفكرنا لديننا مش هنغير الثوابت أبدًا لكن فيه كلام كتير بيتغير.. يا ترى الدين بيقول إيه فى الكذب الذى نراه.. مواقع التواصل الاجتماعى بتنقل من غير ما نحس، كل يوم بنكذب على مواقع التواصل ومش بتكلم على الإرهاب خالص والإرهاب والحقيقة إن الإرهاب والتدمير والخراب اللى عمله أغلب ضحاياه من المسلمين، ومش هينتهى إلا لما يكون عندنا قناعة سواء أهل الدين والسياسة والإعلام والأسر وكل إنسان عنده أسرة صغيرة إزاى هيغرس فيهم المناعة ضد الفكر ده.. لغاية دلوقتى عن طريق شبكات التواصل يتم تجنيدهم وتعليمهم وتكليفهم.
مجابهة الكذب المنتشر على السوشيال ميديا بالعمل والإنتاج
بدوره دعا الدكتور وجيه أحمد فكرى حبيب مدرس العقيدة وفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، مجابهة انتشار الكذب على مواقع التواصل الاجتماعى بالعمل والإنتاج.
وعلق "فكرى" على ما طرحه الرئيس السيسى خلال كلمته باحتفالية مولد الرسول، بقوله: "لقد بعث الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء كلمته فى ذكرى ميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام بعدة رسائل، منها أن النبى الكريم قد تلقى الرسالة وبلغها لنا متحملًا فى سبيل ذلك الكثير من الأذى، الذى لم يمنعه صلى الله عليه وسلم عن أداء الأمانة التى كلفه بها الله عز وجل، وفى ذلك الكثير من الدروس الواجب تعلمها واستيعابها، وفى مقدمتها تحمل الأذى بثبات، والصبر على المكاره بأمل فى نصر الله، ومواجهة الصعاب، بعمل دؤوب لا ينقطع.
وتابع: "وبين الرئيس السيسى إن المنهج الذى يجمع بين الإيمان واليقين فى الله سبحانه وتعالى، هو المنهج الذى ينتصر فى النهاية، فالله تعالى يكافئ المجتهدين الذين يسعون للخير والسلام، وعلى ذلك فعلينا بذل أقصى الجهد لتوفير أسباب القوة والتقدم لدولتنا على جميع المستويات، ولا نلتفت إلى محاولات التعطيل والإعاقة التى يقوم بها أعداؤنا، ويكون ردنا عليها هو المزيد من العمل، والكثير من الجهد، والنظر إلى الأمام بأمل وثقة، وبين الرئيس أنه لا يتكلم ولا يعمل إلا من أجل ما يمليه عليه دينه".
وأضاف: "وشدد الرئيس على أن تجديد الدين لا يعنى تجديد الثوابت، ولكن علينا أن نسعى إلى التركيز على الثوابت فقيمة الصدق حين تركها الناس واستحلوا الكذب كالذى نراه فى البيوت والشوارع والأعمال وعلى شبكات التواصل لهو سبب أكيد من أسباب التخلف ومن أسباب انهيار المؤسسات ولحوق كثير من الشباب بالجماعات المتطرفة".
وأشار إلى أنه هناك قضية أخرى لا تقل أهمية عما قبلها وهى قضية العلاقات الأسرية لا بد من التركيز عليها، ذلك أن الممارسات التى نراها فى البيوت بشكل يومى كانت سببًا فى تشرد الكثير من الأطفال أصبحوا غير أسواء ولا يتمتعون بالصحة النفسية التى ينبغى أن يكون عليها الأسوياء.
وأضاف: "وقد بين الرئيس أن دعوته لجموع الشعب إلى تفويضه لمواجهة الإرهاب المحتمل إنما كان استقراء لأفكار تلك الجماعات التى ليس لها خيار فى الدول إلا خيارين إما أن تحكم وإما أن تقتل".