كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم الأحد، أن الرجل الذى قتل شخصين فى هجوم جسر لندن، الجمعة الماضية، كان متورط فى السابق فى مؤامرة لاغتيال رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون مستوحاة من مخططات تنظيم "القاعدة" الإرهابى.
وأشارت الصحيفة، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، إلى أن منفذ هجوم جسر لندن عثمان خان (28 عاما)، كان أصغر عضو فى مجموعة من 9 إرهابيين سُجنوا فى 2012 بتهمة التخطيط لتفجير سوق البورصة المالية، والسفارة الأمريكية فى لندن، واغتيال شخصيات عامة بينهم جونسون، الذى كان آنذاك عمدة لندن.
وأوضحت الصحيفة، أن المخطط الإرهابى، وُصف بأنه أحد أخطر المؤامرات الإرهابية فى تاريخ بريطانيا، لافتة إلى أنه رغم أن خان كان يبلغ من العمر وقتها 19 عاما فقط، إلا أن القاضى اعتبره "إرهابيا أكثر خطورة" من العديد من أفراد مجموعته عندما حكم عليه بالسجن لأجل غير مسمى من أجل الحماية العامة فى فبراير 2012.
وذكرت الصحيفة، أن وثائق المحكمة تكشف أن المخابرات البريطانية وجهاز الشرطة، والنيابة العامة الملكية، كان لديهم مخاوف جدية حول براعة وقدرة خان للعمل "على مستوى أعلى من الفعالية والالتزام من الآخرين".
وأضافت الصحيفة، أن خان كان يُنظر إليه من قبل السلطات خلال مدته أنه سجين حسن التصرف، يرغب فى إعادة تأهيل نفسه، وهو ما أدى فى النهاية إلى إطلاق سراحه مبكرا، لكن الرعب الذى تسبب فيه خان الأسبوع الماضى على جسر لندن يثير آفاق إخفائه أجندة ملتوية طوال هذا الوقت.
وأبرزت "التايمز"ن قدرة خان الهائلة فى إخفاء نواياه الحقيقية، مستندة إلى وقائع عندما كان مراهق، حيث حرص على التأكيد للجميع أنه ليس فى خطر من التطرف، موضحة أن البلدة التى نشأ فيها خان كانت ضمن 5 بلدات داهمتها قوات مكافحة الإرهاب البريطانية فى 2008، لكن لم يتم اتهامه بأى شيء، بل ونفى خان بشدة حينها أى علاقة تجمعه بالإرهابيين خلال حوار تلفزيونى.
وقال خان، حسب ما نقلته الصحيفة، "لقد وُلدت وترعرعت فى إنجلترا، ببلدة ستوك أون ترينت (فى ستافوردشير)، وكل المجتمع يعرفني، وإذا سألتوهم سيعرفون أننى لست إرهابيا".
وأشارت الصحيفة، إلى أن تكشف المخاوف المتكررة النابعة من المخابرات البريطانية حيال ارتباط خان القوى بالإرهاب ستثير تساؤلات حول قرار محكمة الاستئناف بإبطال عقوبته غير محددة المدة واستبدالها بمدة 16 عاما فقط، والتى لم يكملها حيث تم إطلاق سراحه من سجن وايتمور فى نهاية العام الماضى.
