قال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد اشتية إن مهد السيد المسيح لا يستحق جدارا للفصل، وأن الطريق إلى مهد السيد المسيح لا يجب أن تعيقها الحواجز، أن يأتوا ليروا كيف يزين الفلسطينيون معاً، أشجارهم، ويواصلون رسالة الإخاء والمحبة، رسالة المواطنة الواحدة".
جاء ذلك خلال كلمته فى الاحتفال بإضاءة شجرة الميلاد المجيد السبت فى مدينة بيت لحم، بحضور محافظ محافظة بيت لحم كامل حميد، ورئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان، وعدد من الوزراء والسفراء والقناصل والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف "إذا كانت المستوطنات تطوق بيت لحم، فإن الروح الوطنية الفلسطينية هى التى تطوق هذه المستوطنات، ونحن لا نخاف، لأن الذى معنا أكبر وأكثر من الذى معهم، وشعبنا البطل المؤمن بإنهاء الاحتلال، وحقنا فى الدولة وعاصمتها القدس، والعودة، سيبقى قابضا على الجمر ومتمسكا فى حقه".
واستدرك رئيس الوزراء "تعلمون جميعا حرص الرئيس محمود عباس أبو مازن على مشاركتكم الاحتفال، وقبل هذا كان الرئيس أبو عمار، الذى كان أيضا مولعا بترديده وتعليمه لنا، أسطورة طائر العنقاء، أو الفينيق، الذى ينهض من بين الرماد دائما، ولا يحترق، الذى يتجدد دائماً".
وتابع رئيس الوزراء "هذا الإيمان بالحياة والمعجزات هى التى ترتبط أيضا بمقولة السيد المسيح، التى نحن أحوج ما نكون لاستذكارها؛ "ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان"، نستذكر هذه المقولة لنستذكر أن الكلمة كانت فى البدء، وأن المبدأ والكرامة والحرية لا تتجزأ".
واستطرد اشتية "من هذه البقعة من الأرض، من فلسطين، انبثق نبع محبة، فاض للعالم، وانتشر، وإننا ونحن نستذكر الكروم والعنب فى سيرة المسيحيين الأوائل، وسيرة هذا البلد، لنتطلع ونحن نتبنى التنمية بالعناقيد، إلى أن يأتى العالم إلى هنا، إلى نبع المحبة".
وأردف "نتطلع فى العام المقبل، وفى كل عام مقبل، أن يأتى الناس من كل العالم، بأعداد أكبر وأكبر، يحتفلون معنا، يزرعون معنا، فى تعاونياتنا الزراعية، يأخذون هدايانا الخشبية من زيتون الأرض، ويجدون لدينا زيت الأراضى المقدسة، يسكنون معنا فى بيوتنا وفنادقنا، فى عنقود بيت لحم السياحي، والعنقود السياحى ليس للمدينة فقط، هو للمحافظة جميعها، هذه المدينة عندها إمكانيات هائلة أن تأتى بملايين الزوار والسواح".
واختتم اشتية كلمته "إنه لفخر لنا أنه أُسرِى بالنبى محمد - عليه الصلاة والسلام - من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى فى فلسطين، وأنه لفخر لنا ايضاً على أرض فلسطين ولد السيد المسيح، ومن هذه الأرض انبثقت الديانة المسيحية. إن عمل اليونسكو وما تقوم به من تسجيل الأماكن التاريخية والدينية فى فلسطين، وتجديد عباءة كنيسة المهد، لأمر مهم للغاية".