تعد السينما المصرية هى أقدم وأعرق السينمات فى منطقة الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم أيضا، فهى أول بلد انطلقت منها السينما، ورغم تاريخ السينما المصرية إلا أن الكثير لا يعرف ما هى أقدم دور عرض سينما شيدت فى مختلف محافظات مصر، البعض منها ما زال موجودا ولكنها منتهية، وبعضها أغلقت ولا يعلم أحد البصمة التاريخية التى تركتها، ومن خلال هذا التقرير نرصد لكم أقدم السينمات التى بنيت فى مصر.
سينما بورصة طوسون باشا بالإسكندرية
تعتبر الإسكندرية المحافظة الأولى التى انطلقت منها شرارة السينما، والتى شهد أول دور عرض سينمائى من خلال "بورصة طوسون"، عام 1896 ومقرها شارع فؤاد، وتكونت من عدة طوابق وبها عدة قاعات لأنها كانت تستخدم فى إقامة الاحتفالات للجاليات الأجنبية.
شهدت "بورصة طوسون" عرض العديد من الأفلام القصيرة منها "المصارعون"، و"المتجرد من ثيابه" و"أهالى مدغشقر"، و"غابة بولونيا"، والتى كانت تعرض كل نصف ساعة، حيث كان العمل بالسينما من الساعة الخامسة عصرا حتى الحادية عشرة مساء.
بورصة طوسون
سينما أوليمبيا بالقاهرة
يرجع تاريخ سينما أوليمبيا لأكثر من 100 عام والكائنة بميدان العتبة، وكانت الأرض التى تقام عليها ملكا لشريف باشا رئيس وزراء مصر خلال عهد الخديوى توفيق ولعشقه للفن أهداها للشيخ سلامة حجازى لتكون أول مسرح فنى، وتحول المسرح إلى سينما فى عام 1911، وقرر صاحبها فى ذاك الوقت "المسيو باردى" إلى دار سينما وإطلاق اسم "أوليمبيا".
وتعتبر سينما أوليمبيا أول من أدخلت الترجمة العربية على الشاشة باستخدام ألواح زجاجية يظهرها الفانوس السحري، وتحدث نجيب محفوظ عنها قائلا إنه عرف الطريق إلى دور السينما القاهرية وأهمها سينما "أوليمبيا"، وقال إنه دخلها لأول مرة بصحبة أبيه، وعندما ظهر القطار على الشاشة آتيا بسرعة رهيبة صرخ فزعا.
سينما أوليمبيا
سينما فريال وفاروق بمحافظة قنا
أنشئت سينما فريال وفاروق بمحافظة قنا فى ثلاثينيات القرن الماضى على يد لوقا بسطا وإخوته، الذى كان يديرها فى بعض السنوات والد الفنانة فاتن حمامة، إلا أنها توقفت عن العرض فى فترة السبعينيات وتم هدمها عن طريق ملاكها منذ خمس أعوام تقريبا وتحولت لمعرض كبير، بعد فشل اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق، فى إقناع ملاكها بتجديدها وبناء أدوار علوية فوقها كمحلات.
سينما فريال وفاروق
سينما "ربع لبة" ثم "ميراندا" ثم "فاتن حمامة" بالجيزة
تعتبر سينما فاتن حمامة هى الأشهر والأقدم فى محافظة الجيزة، كان أسمها الأصلى "ربع لبة" وسميت بعدها سينما ميراندا، وبلغت تكاليف إعادة بنائها 600 ألف جنيه وكانت تحتوى على 1100 مقعد، وكان بها أحدث ماكينة للعرض السينمائي مستوردة من ألمانيا.
حضر فيها الرئيس السادات فيلم وقت اندلاع ثورة 52، ليخفى الأنظار عنه، خصوصاً أنه كان تحت المراقبة مع عدد كبير من الضباط الأحرار، وعرض بها فيلم "عندما يبكى الراجل" بطولة فريد شوقى، وأغلقت يوم 31 يناير عام 2015، ولصق عليها إعلان يفيد بعرضها للبيع، وتحولت الى مخزن للأغراض القديمة ومكان لـ"ركن" الدراجات البخارية، بالإضافة إلى تحويلها إلى "غية" لتربية الحمام داخل مدخل السينما، حتى قرر مالكها هدمها واستغلال الأرض فى بناء عقار.
سينما فاتن حمامة
سينما "جومير" بالإسماعيلية
تعد سينما "جومير" هى أولى دور العرض التى أقيمت بمحافظة الإسماعيلية والتى أنشئت عام 1913، وقامت بتأسيسها شركة القنال الفرنسية بمنطقة نمرة 6، واقتصرت هذه السينما على الجالية الفرنسية، وكانت لا تعرض سوى الأفلام الأجنبية، وتعد "جومير" سينما صيفية، وأصبحت الآن سينما "جومير" كافتيريا النجوم التابعة للقوات المسلحة، والتى تطل على بحيرة التمساح مع قناة السويس، وخصصتها القوات المسلحة للمواطنين المدنيين أيضا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة