يجرى مركز بحوث الصحراء، التابع لوزارة الزراعة، الإعداد للبدء فى تنفيذ أكبر مشروع تنموي، تشهده محافظة مطروح، لتعزيز المواءمة بالبيئة بصحراء مطروح، بتكلفة 61.8 مليون دولار بتمويل الصندوق الدولى للتنمية الزراعية "الإيفاد"، والذى تدشينه يوم الخميس الماضى بحضور وزير الزراعة وممثلى "الإيفاد".
وكشف الدكتور نعيم مصيلحى رئيس مركز بحوث الصحراء، أن المشروع يتضمن إنشاء 6000 بئر نشو لحصاد وتخزين مياه الأمطار لغرض الشرب والاستخدام المنزلى لتوفير 720 ألف متر مكعب من المياه كل موسم، وإنشاء 500 خزان بسعة إجمالية 150 ألف متر مكعب، بغرض الرى التكميلى لزراعات الخضر فى مساحة 500 فدان.
وتنمية 100 وادى واستصلاح 1900 فدان فى بطون الوديان، وإعادة تأهيل 100 بئر رومانى قديم لحصاد وتخزين 100 متر مكعب من مياه الأمطار كل موسم، بغرض الرى التكميلي، وإنشاء 700 خزان جديد لحصاد وتخزين مياه الأمطار بسعة 10 آلاف و500 متر مكعب لسقى الحيوانات فى المراعى الطبيعية.
ويهدف المشروع لإنشاء معاصر للزيتون بمطروح وسيوة، وتقديم نماذج إرشادية لتحسين الممارسات الزراعية فى مساحة 500 فدان للمحاصيل البستانية، وإنشاء مجموعة من المشاتل لإنتاج شتلات الزيتون والتين واللوز والعنب والشجيرات الرعوية والخضر والنباتات الطبية والعطرية، وتحسين زراعات الشعير والشجيرات الرعوية بنظم التحميل فى مساحة 1500 فدان، وإنشاء نماذج رعوية للتدريب وجمع البذور فى مساحة 5000 فدان وتنمية المراعى الطبيعية فى مساحة 90 ألف فدان بالمنطقة المطرية، وتحسين الأصناف والأنواع النباتية الملائمة للزراعة المطرية والمتحملة للجفاف والملوحة، بالإضافة إلى تدريب 5000 مزارع على الزراعة العضوية والمكافحة الحيوية، وإنتاج كباش محسنة وتداولها بين المربين لحوالى 120 كبش أو تيس محسن سنويا.
وتستهدف مشروعات الرعاية البيطرية، من خلال مشروع المواءمة فى البيئات الصحراوية بمطروح، تحسين الثروة الحيوانية لحوالى 500 ألف رأس من الأغنام والماعز والإبل.
ويهدف المشروع فى قطاع الطرق تمهيد ورصف 250 كيلومتر طرق، للربط بين المجتمعات فى مطروح وسيوة، وإنشاء 3 وحدات صحية ثابتة فى مطروح وسيوة وتحسين الحالة الصحية والغذائية لحوالى 6500 سيدة بدوية، ورفع المهارات لتحسين جودة الغذاء والحالة الصحية بوجه عام.
كما سيتضمن المشروع إنشاء 15 مدرسة تعليم أساسي، من بينها مدرستين بسيوة، لتوفير فرصة التعليم لحوالى 1000 تلميذ وفتاة كل عام، وإنشاء 3 مدارس ثانوية بمطروح، وإنشاء مركز خدمات ودعم إرشادى وبحثى فى الأراضى المستصلحة.
وفى قطاع مياه الشرب، سيتم إنشاء محطة تحلية للمياه، بجنوب العلمين، بغرض توفير مياه الشرب، ورفع المهارات لتحسين جودة مياه الشرب وترشيد المياه.
ويهدف المشروع لدعم المرأة، بإنشاء 3000 دورة مياه للمرأة المعيلة، ومحو أمية 10 آلاف سيدة وفتاة وتنفيذ مشروعات صغيرة لصالح المرأة، مثل أبراج الحمام وتربية الدواجن والماعز والحرف اليدوية، يستفيد منها 3000 سيدة.
كما سيتم تنفيذ مشروعات صغيرة، لإنتاج النباتات الطبية والعطرية وإنتاج نحل العسل، وأعمال الخياطة والمنسوجات الصوفية، يستفيد منها 400 سيدة.
وأعلن مركز بحوث الصحراء، بأن مشروع المواءمة فى البيئات الصحراوية بمطروح يستهدف إجراء دراسة علمية متعمقة، لمشكلة الصرف الزراعى فى واحة سيوة خلال العام الأول للمشروع.
وتمتد منطقة عمل المشروع من غرب مدينة الضبعة عند قرية الجفيرة وحتى مدينة السلوم بطول حوالى 300 كيلومتر، وبعمق من 40 إلى 70 كيلومتر جنوبا، ومنطقة جنوب العلمين وواحة سيوة، وينفذ المشروع خلال 7 سنوات تبدأ من العام الجاري، من خلال تمويل الصندوق الدولى للتنمية الزراعية "إيفاد".
وعقدت يوم الخميس الماضي، ورشة عمل إطلاق مشروع تعزيز الموائمة فى البيئات الصحراوية بمطروح، بحضور الدكتور عز الدين ابو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، والمحاسب محمد ابو غنيمة سكرتير عام محافظة مطروح، نائبا عن اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، والدكتورة دينا صالح مدير المكتب الإقليمى لمنظمة الإيفاد، والدكتور خالد رشاد مدير عام التعاون الإقليمى بوزارة التعاون الدولى والدكتور نعيم مصيلحى رئيس مركز بحوث الصحراء وأعضاء الهيئة البرلمانية بمطروح والعمدة حمدى الدربالى رئيس مجلس عمد ومشايخ مطروح ورؤساء المدن وجميع الأجهزة المعنية.
وأعلن وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، مع بداية ورشة العمل، البدء الرسمى لمشروع "برايد"، مشيرا إلى ما تتمتع به مطروح من مساحة كبيرة يجعلها تحظى باهتمام القيادة السياسية، والسعى لتطور ونمو هذه المحافظة مع ما تشهده من مشروعات عملاقة لتغيير شكل الحياة بها، بداية من العلمين الجديدة والمحطة النووية وغيرها لتحقق نمو اقتصادى وسياحى غير مسبوق.
وأضاف أنه بالنسبة للثروة الزراعية والحيوانية والاعتماد على مياه الأمطار وتأثيرها بقلة المياه، فإن مشروع برايد تتوجه أنشطته وتمويله من "إيفاد" للاستثمار والاهتمام بالبشر وتحسين أحوالهم، وبكيفية تنمية الثروة الحيوانية وزراعة الأعلاف بما يوفر استيرادها مع توافر العديد من النباتات الطبيعية البيئية بمطروح، وكذلك تنمية قدرات المزارعين وتعريفهم بزيادة الإنتاجية للمحاصيل والنباتات المختلفة باستخدام أساليب الرى الحديث وتخزين المياه.
وأوضح بأن هدف البرنامج، هو دعم التنمية الزراعية والثروة الحيوانية وصنع فرص للعمل والحفاظ على التركيب والنشاط الاقتصادى مع الحفاظ على تقاليد وعادات مطروح.
وأشار إلى إطلاق المشروع بالتعاون مع عدد من الوزارات والجهات يتطلب دور شعبىى للمشاركة فى تنفيذ أنشطته المختلفة، وحسن إدارة الموارد المتاحة والتى تصل إلى حوالى 62مليون دولار، على مدار 7 سنوات، والعمل على اتساع رقعة المشاركة المجتمعية لحسن استخدام التمويل والاستفادة المثلى لتحقيق العائد الاقتصادى المرجو منه لخدمة أبناء مطروح.