قال منير أديب، الخبير فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى أن جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" هى أكثر التنظيمات الإسلامية خطرًا باعتبارها أمّ التنظيمات المتطرفة كافة ومن بينها القاعدة، والتكفير والهجرة، وتنظيم الجهاد الإسلامى، والجماعة الإسلامية المسلحة، وكذلك داعش وغيرها، وهو ما يفرض وضع تصور عام لمواجهة هذا الخطر تُشارك فيه كل العواصم العربية، ويكون منطلقه الأساسى مواجهة شاملة لكل تنظيمات الإسلام السياسى، من أجل قطع الطريق على الدعم المتواصل والمتبادل بين هذه التنظيمات.
كما أشاد الخبير فى شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولى فى محاضرة عقدت الاثنين، بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ومقره أبوظبى تحت عنوان "خطر الجماعات الإسلامية على الأمن الفكرى والعسكرى والقومى للأوطان"، بحضور الدكتور جمال سند السويدى، مدير عام المركز أشاد بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة فى مواجهة التنظيمات المتطرفة وفى مقدمتها جماعة "الإخوان".
وطالب المجتمع الدولى بالاستفادة من هذه التجربة المميزة والبناء عليها ومحاولة تعميمها بما يُناسب بقية المجتمعات، وإدراك ماهية التنظيمات الإسلامية ومواجهتها عبر مواجهة الجماعة الأم وهى جماعة "الإخوان المسلمين".
كما ركز أديب فى محاضرته على المخاطر التى تمثلها جماعات العنف والتطرف الإسلامية الموجودة فى منطقتنا العربية على أوطاننا؛ وما تمثله من تهديد حقيقى للأمن القومى، بوصفها مخاطر تتجاوز مجرد رؤية هذه التنظيمات للوطن، محذرًا من أن خطرها لا يقتصر على فكر وأمن الأوطان سواء العسكرى أو القومى فقط، بل يتعدّى ذلك إلى العقيدة الإسلامية التى أساءت إليها هذه التنظيمات، حيث أن الإسلام لم يتعرض لحملة تشويه منذ البعثة النبويّة قبل أربعة عشر قرنًا كما تعرض له على يد هذه التنظيمات.
ولفت إلى أن من بين أهم الأخطاء التى وقعت فيها بعض الأنظمة العربية وغير العربية أنها وثقت بأن كثيرًا من التنظيمات الإسلامية قد آمنت بالمراجعات الفكرية والفقهية التى طرحتها وتعاملت معها على هذا الأساس، فى حين تؤكد الحقيقة أن هذه التنظيمات لم تراجع أفكارها وإنما تراجعت فقط خطوتين إلى الوراء، وقبلت بهذه المراجعات، لأنها أدمنت فكرة الانقلاب على أفكارها والانقلاب على الأوطان أيضًا، مستشهدًا على ذلك بما أثارته جماعة الإخوان المسلمين من فوضى فى مصر عندما نجحت فى الوصول إلى السلطة، وعلى مدار عام كامل حيث عملت على نشر الفوضى فى مختلف أركان المجتمع؛ مدللًا على ذلك بأحداث فتح بعض السجون وتهريب عناصرها؛ وهو ما أثبتته تحقيقات النيابة العامة فى مصر وأدانت به قيادات تابعة للجماعة.
ودعا أديب إلى مضاعفة الجهود لمواجهة التنظيمات الإسلامية، ووضع التصورات الأولى لهذه المواجهة بحيث تكون شاملة لها جميعًا بلا استثناء، وتجريم استخدام واستغلال التنظيمات الإسلامية بفرض عقوبات قانونية واقتصادية على الدول التى توفر ملاذات آمنة لها، بحيث تتم محاصرتها أمنيًا وفكريًا، ومن ثم تفكيك أفكارها التى تُشكل تهديدًا لأمن العالم لما تنشره من أفكار متطرفة وممارسات إرهابية تضر بالأمن والاستقرار والسلم المجتمعي.