لم تستغرق وقتا طويلا لتتكيف مع المجتمع البديل المحيط بها، طلاقة لسانها ومعرفتها بكل ما يحدث حولها يجعلاها تبدو وكأنها فى العشرينيات من عمرها، وليست طفلة صغيرة لم يتعد سنها الثلاثة عشر عاما، إنها قصة اندماج أحد أبناء الجالية اليمنية
فى مصر.
"ملاك عبد المجيد" أو "ملاك اليمن" كما تفضل دائما أن يطلق عليها، طالبة فى الصف الثالث الإعدادى، بالمدرسة اليمنية الحديثة، وهى واحدة من ثلاث مدارس يمنية فى مصر، جاءت إلى مصر برفقة أسرتها المكونة من 6 أفراد، بخلافها، منذ 4 أشهر، ووقتها بدأت حياتها الجديدة.
بمجرد دخولك لفناء المدرسة تشعر وكأنك سافرت إلى اليمن السعيد، سواء من حيث الطلاب، المعلمين، وحتى المنهج الذى يتم تدريسه. وهناك تقضى ملاك وغيرها من الطلاب اليمنيين غالبية وقتهم بين الأنشطة المختلفة فى محاولة منهم للقضاء على أى ذكريات سيئة عن الحرب فى بلدهم، محتفظين بما بقى فى مخيلتهم من صور عن اليمن السعيد.
"حياتنا فى اليمن كانت جميلة، وهادئة، كانت كل مرة نسمع فيها صوت الطائرات نصعد إلى سطح المنزل، ونهتف: "طيارة .. طيارة" وكأننا نستقبل المسافرين، إلا فى المرة الأخيرة سمعنا فيها صوت الطائرة، فقالت عمتى إنها طائرات حرب، وبدأ صوت الرصاص والقنابل يزداد تدريجيا، وتحول المشهد فجأة".. بهذه الكلمات بدأت ملاك حديثها عن أبرز المشاهد العالقة فى ذهنها عن بدايات الحرب فى بلدها.
وتضيف: والدى كان دائم التردد على مصر، وعندما اشتدت الحرب أخبرنا بضرورة المجيء إلى هنا حفاظا على أرواحنا.. وبالفعل جئت برفقة والدتى وأشقائى والتحقنا جميعا بالمدرس اليمنية الحديثة.
على الرغم من الحنين الدائم لوطنها والذى تعبر عنه ملاك بين الحين والآخر إلا أنها لا تخفى حبها الشديد لمصر ومحاولاتها المستمرة للتكيف معه والاندماج فيه.
فى هذا التقرير المصور.. يسلط اليوم السابع الضوء على قصة ملاك كنموذج لغيرها من مئات الطلاب اليمنيين فى مصر والذين انتقلوا إليها برفقة أسرهم وسعوا جميعا لأن يحيوا بشكل جديد بعيدا عن الحرب والدمار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة