دعم فى السر وتصدير للأزمات فى العلن، بهذه العبارة يمكن إيجاز علاقة النظام التركى برئاسة رجب طيب أردوغان، مع تنظيم داعش الإرهابي، فرغم الدعم المفتوح الذى تقدمه أنقرة لعناصر وقادة التنظيم الإرهابي وتوفير الخدمات اللوجستية والتمويلات المالية وغيرها، إلا أن أردوغان بدأ مؤخراً ابتزاز الدول الأوروبية بورقة الدواعش الأجانب.
وأعلنت وزارة الداخلية التركية الاثنين ترحيلها مقاتلين أجانب منتمين للتنظيم الإرهابي، ويحملون الجنسية الفرنسية إلى بلادهم.
وأوضحت الوزارة في بيان لها نشرته وكالات الأنباء، أن عمليات ترحيل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى بلدانهم مستمرة.
الموقف التركي جاء بعد أقل من أسبوعين على تصعيد متبادل بين الدكتاتور العثمانى رجب طيب أردوغان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بسبب العدوان التركي على سوريا.
وتطاول أردوغان على نظيره الفرنسى ، وذلك عقب لقاء ماكرون وينس ستولنبيرج الأمين العام لحلف الناتو والتى أوضح خلالها ان تركيا العضو فى الناتو تجاوزت بضربها لسوريا دون اتفاق أو مشاورات مع الحلف، رغم أن سوريا بها مصالح لدول أعضاء بالفعل فى الحلف.
وبلهجة حادة وجه الرئيس التركى رجب طيب إردوغان انتقادات شديدة لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل نحو أسبوعين، معتبرا أنه "في حالة موت دماغي"، فى تصعيد للتوتر بينهما قبل أسبوع من قمة حاسمة للحلف الأطلسي من المقرر إقامتها فى لندن.
واقتبس أردوغان توصيف ماكرون نفسه للحلف الأطلسي معلنا:"أتوجه من تركيا إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسأكررها له في الحلف الناتو، عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك".
وأضاف في كلمة ألقاها في اسطنبول: "تصريحاتك لا تليق سوى لأمثالك الذين هم في حالة موت دماغى"، وذلك ردا على انتقادات فرنسا لهجوم تركيا، العضو في الحلف الأطلسي، على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
وقال إردوغان موجها كلامه لماكرون "لا أحد يعيرك اهتماما، ما زال لديك طابع مبتدىء، ابدأ بمعالجة ذلك" مضيفا "حين يتعلق الأمر بالتباهي، أنت تتقن ذلك. لكن حين يكون المطلوب تسديد المبالغ المترتبة عليك للحلف الأطلسي، يختلف الأمر".
وكان وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو قد قال فى البرلمان "إن ماكرون بالفعل الراعى للمنظمة الإرهابية ويستضيفهم باستمرار فى قصر الإليزيه، وإن حليفه هو المنظمات الإرهابية."
وكان ماكرون قد أكد "على تركيا أن لا تتوقع من حلف الناتو أي نوع من التضامن معها بعد أن شن عدوانها على شمال وشرق سوريا."
وأوضح ماكرون ان تصريحه المثير للجدل والذى وصف الناتو بإنه فى حالة "موت دماغى"، ليست على سبيل الإهانة، وإنما لمحاولة إيقاظ الدول الأعضاء.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع على هامش القمة بين إردوغان وماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون لبحث ملف سوريا.
وتنتقد العديد من الدول الغربية العدوان التركي على شمال سوريا، وقال ماكرون فى وقت سابق عن تلك العملية فى حوار مع مجلة "ذي إيكونوميست" "نشهد عدواناً من شريك في الحلف، تركيا، في منطقة مصالحنا فيها على المحك، من دون تنسيق"، معتبرا ذلك من مؤشرات "الموت الدماغي" الذي شخصه للحلف الأطلسي