«كل شىء ينقص بالعطاء إلا العلم» هذه المقولة دائما ما كان يرددها المخرج الكبير سمير سيف لطلابه بالمعهد العالى للسينما، لذلك كان كثير العطاء من علمه، ويشهد له تخرجه فى المعهد العالى للسينما، بتقدير امتياز ثم تعيينه معيدا بالمعهد.
وعن علاقته بطلابه كان المخرج سمير سيف دائما ما يفتح لهم صندوق ذكرياته حتى يتعلموا من تجاربه، إذا هم أرادوا أن يكونوا مخرجين متميزين هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يستحثهم على تحصيل العلم بطريقة غير مباشرة فعلى سبيل المثال كان يقول سيف «ممكن أسمع لكم فيلم رصيف نمرة خمسة مشهد مشهد وكدر كدر» كما كان يبدى إعجابه الشديد بفيلم صراع فى الوادى للمخرج يوسف شاهين الذى عمل معه كمساعد فى عديد من الأفلام.
وعلى مستوى الثقافة كان سيف قارئا نهما ليس للثقافة العربية فقط بل الثقافات الأخرى مثل الأدب الإنجليزى والأدب الفرنسى وساعده على ذلك إجادته اللغتين الإنجليزية والفرنسية اللتين تعلمهما فى دراسته منذ الصغر، حتى إنه كان يحلو له أن يتحدث ببعض الجمل الفرنسية من قبيل الفكاهة أثناء تدريسه لطلابه، وعن أهم الكتب فى حياته قال سيف «قرأت كتابين هما «تاريخ السينما فى العالم»، والآخر «كيف تصنع الأفلام»، وما زلت محتفظاً بهما حتى الآن، وهما الأسباب الرئيسية فى دخولى مجال الإخراج.
اتهمه البعض باستعمال العنف فى أفلامه لمغازلة شباك التذاكر فرد عليهم بهدوئه المعتاد بأن العنف دائما يكون فى أفلامه عنفا مبررا بمعنى أنه يكون للضرورة الدرامية وأعطى لطلبته مثال الصفعة التى كانت فى فيلم المشبوه من النجم عادل إمام لسندريلا الشاشة سعاد حسنى.
فهذه الصفعة مبررة لأن رد فعل البطل عندما يعلم أن زوجته تعمل كراقصة فى كبارية رد طبيعى للشخصية أن يقوم بذلك بدليل فى دور العرض كان الجمهور يصفق لمعايشته الموقف وتأييده لموقف البطل كما أضاف سيف أن العنف لو كان المقصود منه مغازلة شباك التذاكر سوف يكون عنفا مفتعلا، وأول من يحس به الجمهور لأن الجمهور المصرى جمهور ذكى جدا وفاهم سينما زى أحسن مخرج.
يذكر أن المخرج الكبير سمير سيف رحل عن دنيانا مساء أمس الاثنين عن عمر ناهز 72 عاما، وتم تشييع جثمانه ظهر أمس الثلاثاء من كنيسة العذراء مريم بمنطقة مصر الجديدة فى الثانية ظهرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة