تستعد بلد المليون شهيد غدًا لموعدها مع الانتخابات الرئاسية كمحطة تاريخية من عمرها السياسى، وسط تعالى الأصوات الرافضة لها، والمخونة للمشاركين، وفتاوى منددة ضد إحداث فتنة، وبيانات تطالب بعدم منع مسيرة الديمقراطية.
المرشحون للرئاسة فى المتاظرة
ويتنافس على منصب رئيس الجزائر القادم، كل من عز الدين ميهوبى وعبد القادر بن قرينة وعبد المجيد تبون وعلى بن فليس وعبد العزيز بلعيد، وكلهم شاركوا فى دعم الرئيس السابق بوتفليقة خلال حكمه للبلاد، أو تقلدوا مناصب رسمية، وهو ما جعل جزءا من الشارع الجزائرى يرفضهم ويطالب بتأجيل الانتخابات.
وقبل ساعات من تنظيم عملية الانتخابات الرئاسية، ودعم واحد من بين الخمسة المرشحين إلى قصر المرادية، أعلنت السلطات الجزائرية، عن إقرار سلسلة تدابير استثنائية لتأمين انتخابات الرئاسة المقررة غدًا الخميس.
المسيرة المؤيدة للانتخابات
وأشار نور الدين يزيد زرهونى، وزير الداخلية الجزائرى أن الأجهزة الأمنية ستركز بشكل خاص على ضمان أمن مكاتب الاقتراع والمرشحين والناخبين، موضحا أنّ التشديدات الأمنية ستشمل كافة الولايات الـ48 سيما المناطق الحساسة.
وشدد على أنه سيتم التصدى، بقوة القانون، لكل من يحاول تعكير صفو هذا الموعد الانتخابي الهام أو التشويش عليه.
وشهدت العاصمة الجزائرية، صباح اليوم، مسيرة حاشدة أمام المحكمة العليا للمطالبة بالمسار الانتخابى، مطالبين الهيئات الدستورية العليا للبلاد حماية الانتخابات، بعد التجاوزات التي سجلت ضد بعض الناخبين فى الخارج، رافعين شعارات "لا للتدخل الأجنبي ، "سيادة الشعب في تقرير مصيره"، "عندما تكون الجزائر في خطر، يصبح الانتخاب فرض".
مسيرة أمام المحكمة
فيما أصدرت شخصيات من أحزاب سياسية ونقابات عمالية مستقلة ورابطة حقوق الإنسان وشخصيات وطنية وجمعيات ونشطاء من المجتمع المدني بيانًا دعت فيه إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في الجزائر، ووصفوها بـالمهزلة التي يقودها نفس النظام بمحاولة استغلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بعبد العزيز بوتفليقة لصالحه، مطالبين بالإفراج عن السجناء السياسيين.
وفى الساعات الأخيرة، قبل بدء العملية الانتخابية، أعلن الحزب الحاكم في الجزائر، حزب جبهة التحرير الوطني "الأفلان"، الذي كان يرأسه عبد العزيز بوتفليقة الرئيس السابق بالبلاد، دعم المرشح الرئاسي عز الدين ميهوبى فى الانتخابات الرئاسية، في مؤشر قد يرفع كثيرا من حظوظ ميهوبي للفوز بكرسي الرئاسة والدخول لقصر المرادية، ذلك بعد أن ظل هذا الحزب الأكبر فى الجزائر متردداً في الإفصاح عن موقفه من المرشحين الخمسة للرئاسة.
ودعا حزب جبهة التحرير الوطنى، أمناء المحافظات ورؤساء اللجان الانتقالية، إلى تعبئة المناضلين والمواطنين والتصويت بكثافة لضمان فوز المرشح عزالدين ميهوبى.
كما أصدر شيوخ السلفية فى الجزائر بيانا حول المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، مشيرين إلى أنها تأتى للمحافظة على نعمة الأمن والإستقرار.
وحذر شيوخ السلفية فى بيانهم من دعوات الدول الغربية المخططة لإثارة الشعب ضد الجيش بأيادي الجزائريين أنفسهم، كما حذروا، الشعب ممن يسعون لإثارة الفتن والتدخل الأجنبي في سياسة البلد.
من جانبه، أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الاثنين، أن الجزائر تشق طريقها بخطى ثابتة نحو وجهتها الصحيحة والسليمة، وذلك بفضل وعي الشعب الجزائري وتكاتفه مع جيشه، الذي يعرف في الأوقات الحاسمة كيف يحافظ على أمن واستقرار الوطن.
وقال صالح إن الانتخابات الرئاسية المقبلة تعد محطة بالغة الأهمية في مسار بناء دولة الحق والقانون، والمرور ببلادنا إلى مرحلة جديدة مشرقة وواعدة، وهي التي سترسم معالم الدولة الجزائرية الجديدة التي طالما تطلعت إليها أجيال الاستقلال، جزائر بقيم نوفمبرية راسخة تجعل من مصلحة الوطن أسمى الغايات ومن طموحات الشعب الجزائري للعيش الكريم في كنف التطور والأمن والاستقرار أنبل الأهداف، استشهد من أجلها الشهداء الأبرار وضحى في سبيلها المجاهدون الأخيار".
وأشار إلى أن تأمين الانتخابات يأتى بالتنسيق مع وحدات الجيش الوطنى الشعبى ومختلف الأسلاك الأمنية الأخرى، ويستلزم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بالتأمين التام والشامل لمراكز ومكاتب الانتخاب عبر مختلف مناطق الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة