قرار غريب من نوعه من شأنه أن يحسم الجدل فى مسألة التمييز والعنصرية بين الرجل والمرأة والتى أشعلت أزمة بين الناشطات والحركات النسوية وهيئة السكك الحديد الفرنسية، لما تفرضه من رسوم إجبارية على دخول المراحيض بينما تعتبر المبولة وسيلة مجانية للرجال.
وفى استجابة سريعة من الهيئة الفرنسية لسكك الحديد فقد تقرر إزالة "المباول" بالموجودة بالمراحيض الخاصة بالمحطات، وذلك بعض المطالبات من الجمعيات النسوية، التى تشعر بالتمييز، إذ أن المراحيض لابد من دفع مقابل الدخول وهو 20 سنتا، بينما المبولة للرجال مجانية تماما.
ووفقاً لصحيفة 20 مينوت الفرنسية كان هذا القرار نتيجة حملات شنتها الناشطات والجمعيات الفرنسية خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث أصبحت المراحيض فى محطات السكك الحديد موضع خلاف، انتهى على الفور بعد اتخاذ قرار لإزالة "المبولة المجانية".
وقالت ناشطة نسوية على حسابها بـ"تويتر"، "كتلة صلبة للتمييز الجنسى فى محطة بريست، المبولة المجانية للرجال ودورات المياه المدفوعة للنساء، من الواضح أنه فى كل مرة تضطر فيها المرأة إلى التبول، يتعين عليها دفع 20 سنتا، فى حين أن الرجل يمكن أن يذهب دون أن يدفع له عشرة سنتات."
ومن جانبها، أكدت شركة السكك الحديدية، أن تلك المباول لا فائدة أو مكاسب منها تعود على المحطات بالنفع، فهو سبب واقعى لإلغاء وجودها، وقال مسئولى الهيئة ذاتها إن "موضوع الأسهم مهم جدا، بل إنه أمر أساسى بالنسبة إلى الصندوق الوطنى للسكك الحديدية"، موضحًا أنه قرر إزالة المبولة لعدم قدرتها على القيام بمزيد من العمل الجوهري لدفع كامل الأجور، أو زيادة وسائل الأمان أو تطوير المنظومة، هذا بالإضافة إلى موجة الغضب والإحياء الشعور بالعنصرية بين الجنسين واعتبارها ميزة لطرف على حساب الأخر.
ومن ناحية أخرى، أثار القرار الجدل وغضب البعض، معتقدين أن إزالة المباول ستقود الرجال إلى التبول فى كل مكان، وقال أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعى: " قرار غبى، أن هذا القرار سيدفع الرجال لقضاء حاجتهم فى أنسب مكان لهم ربما يكون موقف سيارات أو اماكن قريبة من أرصفة القطار، وهو ما سيكون بمثابة الجحيم بالنسبة لعمال النظافة فى المقام الأول ثم المسافرين".
يذكر أن العام الماضى لاقت فكرة "مباول عامة صديقة للبيئة" دشنتها باريس انتقادات عارمة أيضا، إذ ابتكرت شركة صغيرة في شمال غرب فرنسا "أرصفة التبول" التى يؤكد القائمون عليها أنها "صديقة للبيئة"، حيث يتم تخزين البول مع مواد جافة قبل استخدامه فى التحول إلى سماد عضوى.
وبعد نشر باريس لثلاث من هذه المباول فى ربيع عام 2018، تعالت انتقادات مع وصول مبولة رابعة إلى حي هادئ فى منطقة إيل سان لوى السياحية فى العاصمة.