موجة من العداء لليهود أو ما يسمى العداء للسامية تتخذ اتجاها متصاعدا داخل الولايات المتحدة، إذ جاء الهجوم العنيف على متجر ليهود فى ولاية نيوجيرسى الأمريكية، هذا الأسبوع، ومقتل 4 أشخاص بينهم ضابط شرطة كأحد مثال على الهجمات القاتلة التى تستهدف المواطنين اليهود، وبينما اعتاد المجتمع الأمريكى أن يوجه الاتهام للقوميين البيض فى مثل هذه الحوادث فإن المفاجأة أن مرتكبى الهجوم هم قوميين سود من حركة إسرائيل العبرية السوداء وقد نشر أحد المهاجمين ويدعى ديفيد أندرسون، 47 عاما، عبارات معادية للسامية على الإنترنت قبيل الهجوم.
حركة اليهودية السوداء لها تاريخ معقد داخل الولايات المتحدة، حيث تشتهر بطوائف وفروع تجمعها الخلافات الدينية والقيادية، كما أنها تشتهر بالوعظ فى الشوارع فى المناطق الحضرية.
أما ما يوحد معظم الإسرائيليين السود فهو الاعتقاد بأن السود هم المنحدرون الحقيقيون من يهود الكتاب المقدس، كما أن بعض الطوائف داخل الحركة تصف اليهودية الحديثة بأنها ديانة زائفة.
اندرسون مرتكب الهجوم على المتجر اليهودى
وتتألف حركة إسرائيل العبرية السوداء، التى تشكلت فى نهاية القرن الـ19 ومطلع القرن العشرين، من بعض الجماعات أو الأعضاء الذين عبروا عن مشاعر معادية للسامية، لكن مركز قانون الفقر الجنوبي لا يعترف بالحركة الكلية كمجموعة كراهية، ذلك على الرغم من رصده أفكارها المتطرفة والتى تؤمن بتفوق السود وترى أن البيض يستحقون الموت أو العبودية.
وبحسب أورين سيجال، مدير مركز دراسات التطرف لدى جمعية مناهضة التشهير، الذى تحدث لصحيفة نيوجيرسى، فإن أعضاء هذه الحركة يرفضون المسيحية واليهودية والإسلام، إذ يزعمون أن اليهود الحقيقون هم السود وأن اليهود الحاليين كاذبون وسرقوا الدين من اليهود الحقيقيين.
وهناك العديد من الطوائف المختلفة التي تشير إلى نفسها باسم " إسرائيل العبرية السوداء إذ أنها ليست مجموعة متجانسة. ويضيف "ليس كلهم متطرفون أو معادون للسامية أو عنصريون صريحون".
ويتابع الخبير الأمريكى أن الحركة ليست عنيفة بالمعنى الحرفى، لكنها ترتكب حوادث منفصلة.
ويضيف: "أى حركة معادية للسامية أو كراهية أو اى نوع من العقائد التأسيسية دائما تحمل خطر أن يقوم أتباعها بالعنف ضد من يعتبرونهم أعداء".
وبحسب مركز قانون الفقر الجنوبى فإن أكثر من نصف 18 جماعة كراهية تم رصدهم فى نيوجيرسى عام 2018 هم من جماعات فوقيين سود متطرفة مثل حركة إسرائيل العبرية.