حادث اصطدام كلب بلدى يعبر الشارع بسيارة لم يستطع قائدها أن يتفادى الكلب قبل أن يصدمه وسط الطريق، لكن قدر هذا الكلب الذى صدمته سيارة فى منطقة "عرب سات" بمدينة شرم الشيخ، ساق إليه مجموعة من السائحات كن يعبرن الطريق أثناء وقوع الحادث، وقبل أن يتدخل أحد الشباب العاملين بالمنطقة لإزاحة الكلب المصاب إلى جانب الطريق، صرخت إحداهن وجلست بجوار الكلب فى منتصف الطريق وطلبت من رجال المرور المساعدة، واجتمع حولها رفقائها.
انشغال رجال المرور بالأمور الأمنية الخاصة بمنتدى شباب العالم لم يصرفهم عن مساعدة السائحة "إيلينا" لإنقاذ الكلب، ووضعوا الحواجز والأقماع حول موقع الحادث، مرت الدقائق الأولى وإيلينا تجلس بجوار الكلب باكية، والمارون بجوارها يستغربون ويتسائلون ماذا تريد وكيف يمكننا أن نساعدها، خاصة أن الكلب يبدو عليه أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب قوة الحادث ودمائه التى تسيل على الطريق، لكن إيلينا ظلت تطلب من الجميع المساعدة متمسكة بأمل إنقاذه.
أجرت إيلينا وزملائها عدد من المكالمات بأطباء بيطرين لسؤالهم عن طريقة التصرف الأمثل، وطلبوا من أحدهم الحضور لكنه كان بعيد عن موقع الحادث بمسافة طويلة، وكانت إيلينا ترفض مطلقا أن يتعامل أى شخص غير متخصص مع الكلب أو أن يسحبه إلى جانب الطريق خوفا أن تتضاعف إصابته.
بعد مرور مايقرب من نصف ساعة، جاءت دورية شرطة إضافية، وتحدثوا إلى السائحة وزملائها وأكدوا لها أنهم فى خدمتها، وأنهم مستعدون لحمله إلى أقرب مستشفى، لكنها رفضت وصممت على انتظار حضور طبيب بيطرى ممن تواصلت معاهم فى مدينة شرم الشيخ.
مرت ربع ساعة أخرى، وزاد عدد المتجمعين حول الكلب، وحضر بعض أصدقاء السائحة لمساعدتها، لكن حالة الإعياء والهياج التى كان فيها الكلب لم تمكنهم من حمله، وبعد أكثر من ساعة كان الجميع قد فقد الأمل فى محاولة إنقاذ الكلب، خاصة أن كافة المحاولات لغلق فمه أو سحبه أو حمله كانت تبوء بالفشل بسبب خوفه الشديد.
وكما قاد القدر إيلينا إلى الكلبن ساق إليه طبيبا بيطريا شابا شاهد الكلب ملقى على الأرض وهو يمر بسيارته، فنزل منها حاملا شطنة إسعافات بيطرية، وهنا هدأ الجميع وظلت إيلينا تشكر الله وتشكر الطبيب على اهتمامه، وبعد 3 حقن مهدئة تمكن الطبيب ومعه أحد الشباب المصريين يدعى مؤمن من السيطرة على الكلب ووضع كمامة له، وعندما قال الطبيب أن الكلب يحتاج إلى إجراء أشعة إكس سريعة، ردت "إيلينا" سريعا: "أنا سأحمله فى سيارتى إلى أقرب مستشفى بيطرى بنفسى وسأتكفل بعلاجه"، وبالفعل ساعدها الموجودين على حمل الكلب بشنطة سيارتها، واتجهت مع أصدقائها إلى المستشفى لاستكمال مهمة إنقاذ الكلب البلدى.