لم تتخيل السيدة الشرقاوية ذات الأصول الريفية أن تصبح في يوم ما أشهر مدربة على قيادة السيارات للسيدات بمدينة الزقازيق، حيث اقتحمت مجال العمل بالصدفة البحتة، فقد كانت أولويتها لأسرتها وأطفالها، إلي أن شاهدت منشورا على موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك لإحدى مدارس قيادة السيارات، للتواصل مع المدرسة للعمل كمدربة إلى أن أصبحت أشهر مدربة بالشرقية.
جيهان شعلان واحدي المتدربات
"اليوم السابع" ينشر خلال السطور التالية قصتها وكيف غيرت حياتها من ربة منزل إلي مدربة قيادة.
"دخلت تدريب القيادة بالصدفة ولم أتخيل أن أصبح مدربة وأعلم العشرات من السيدات والفتيات"، بهذه الكلمات روت "جيهان شعلان" 42 سنة حاصلة علي بكالوريس تجارة، مقيمة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية ذات الأصول الريفية بمركز الحسينية، قصتها قائلة: حصلت علي بكالويوس تجارة من جامعة الزقازيق، ومثل الكثير من السيدات كان اهتمامي الأول بالأسرة والأبناء، ومع مرور الزمن تعلمت قيادة السيارات، منذ 7 سنوات وتعلمت بصعوبة كبيرة حيث كان بداخلي يقين بعدم قدرتي علي التعلم، وحصلت علي 3 كورسات مكثفة وذلك ليس لقلة خبرة منى أو من المدرب ولكن لما بداخلي من عدم القدرة علي القيادة إلي أن تخلصت من هذا وطردته من ذهني وتعلمت، فقررت أن أدرب السيدات.
اثناء تعليم القيادة
وأضافت: الصدفة لعبت دورا كبيرا معي لدخولي هذا المجال، عندما شاهدت بوست علي موقع التواصل الإجتماعي فيس بوك، لمدرسة قيادة تعلن عن بدء كورسات جديدة للمتدربين، فتوجهت إليها وطلبت مقابلة مسئول بها، وقابلت السكرتيرة وأعلنت لها رغبتي في العمل كمدربة فأجابتني بأن المدرسة لا تطلب مدربين، ولكنها طلبت ترك رقم هاتفي وعرضت الأمر علي مؤسس المدرسة، وكان نادرا ما أترك رقمي هاتفي في مكان، وكانت المرة الأولى، وبعد ساعة فؤجئت بمؤسس المدرسة يتصل ويطلب مقابلتي، وبالفعل قابلته وعملت فترة كبيرة معه مدربة، وتمكنت من تدريب عدد من الفتيات.
جيهان والمتدربات.
وتابعت: بعد فترة من الزمن قررت الاستقلال بذاتي، وعلاقتي طيبة جدا بالمدرسة حتي الأن، نتعاون كثيرا في كورسات تدريب، ودشنت جروب علي موقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك، وبدأت أنظم مسابقات للمتوفقات في القيادة من الكورس التدريبي، وأُدرب الكورس بمقابل أقل من مدارس القيادة، ولن أترك سيدة بإقناعها حيث أدرب علي سيارتي الخاصة، وهناك سيدات تعلمت القيادة من أول حصة، وتعرضت كثيرا لتلفيات من بعض المتدربات أثناء القيادة، وأتغاضي عن كل ذلك.
جيهان والمتدربات
وعن طموحاتها قالت: أنا إنسانة قدرية جدا ولم أخطط لشئ، وأحلامي كلها تتلخص في الحفاظ علي السمعة الطيبة وأن تتذكرني الناس بالخير، وليس في طموحي فتح مدرسة قيادة خاصة بي، لكوني غير متمكنة في الإدارة، ولكن أستعد حاليا لبدء كورس جديد بالتنسيق مع مدرسة قيادة بالشرقية، يعنى بالتدريب على ميكانيكا السيارات و كيفية تفادي المشكلات الطارئة أثناء القيادة.
جيهان والمتدربة ايمان
وعن المضايقات التي تتعرض لها السيدات أثناء القيادة في الطرق، والاتهام المتكرر بأن الستات ما بتعرفش تسوق قالت :"الست بحكم تكوينها بتسوق بمشاعرها ودايما تفكيرها مشغول بالخوف علي الأطفال"، مضيفة: تقود بشكل بطئ، والفكرة أن الأجواء المحيطة بأي شخص بيقود السيادة سواء رجل أو سيدة، بتكون أجواء مزعجة وفي ستات كتير بتسوق أفضل من الرجالة، الرجل بيسوق بعقله والست بتسوق بمشاعرها وأي تأثير خارجي هيأثر عليها بتحتاج وقت أكتر وبتقود ببطء، وتكون حريصة جدا أثناء القيادة، وكثير من السيدات يقدن أفضل من الرجالة، ولكن المرأة مظلومة لأنها تتعرض لمضايقات كثيرا في الشارع والتنمر لكونها سيدة".
وعن نصائحها للسيدات الراغبات في تعليم القيادة، قالت إنه لا بد من اختيار المدرب أو المدربة المناسبة مع شخصيتها لأن التدريب مثل الدراسة وعدم السرعة أو التأثر بكلام المحيطين بها.
