تستمر الاحتجاجات العنيفة فى العاصمة التشيلية سانتياجو، مع استمرار الاشتباكات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة، لليوم الـ58 على التوالى، والتى أسفرت حتى الآن عن مقتل 26 شخصا و3461 مصابا منهم 350 بإصابات فى العين نتيجة لاستخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع والكريات الصلبة داخل الرصاص المطاطى.
ويلجأ المتظاهرون إلى الحفلات والموسيقى الشعبية والألعاب النارية للإعراب عن غضبهم من الحكومة، فى أكبر احتجاجات اجتماعية منذ عقود فى تشيلى، وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
ومع الحفلات الموسيقية للفرق المحلية إنتى إيليمانى ، وفرقة الروك ولوس بونكرز ، التى عادت إلى المسرح بعد خمس سنوات من الصمت ، يحافظ التشيليين على نضالهم من أجل تحقيق قدر أكبر من المساواة ورفض الحكومة اليمينية برئاسة سيباستيان بينيرا، فى أكبر احتجاجات اجتماعية منذ عقود فى تشيلى، كما أعرب العديد من الفنانين التشيليين عن دعمهم للمتظاهرين، من خلال رسائل عبر شبكات التواصل الاجتماعى.
وأضرم المتظاهرون النيران فى الحواجز الأمنية بشوارع العاصمة كما نظموا عدة تجمعات موسيقية اعتراضاَ على سياسات الحكومة والتى بدأت برفع أسعار تذاكر المترو ما أشعل فتيل المظاهرات يوم 18 أكتوبر، وتستمر باحتجاجات عنيفة، وذلك رغم التقرير الذى أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن هناك "أسباباً منطقية للاعتقاد بأن عدداً كبيراً من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان قد ارتُكبت ضد المتظاهرين.
وطالبت الأمم المتحدة بمحاسبة قوات الشرطة والجيش على الانتهاكات التى تضمنت التعذيب والانتهاك الجنسى والعنف المفرط بحق المتظاهرين، وفقا لصحيفة "الديثكونسيرتو" الكولومبية.
وتعانى تشيلى من أزمة اجتماعية وسياسية بدأت بالفعل فى إظهار عواقبها الاقتصادية، وبدأت الاحتجاجات فى تشيلى فى 14 أكتوبر بسبب ارتفاع أسعار تذكر مترو الانفاق، ثم تظاهر المواطنون ضد إعلان حظر التجول الذى أصدرته حكومة بينيرا، فى إطار حالة الطوارئ المعلنة لأول مرة منذ نهاية الديكتاتورية العسكرية لأوجستو بينوشيه.
ورداً على الاحتجاجات، علقت الحكومة ارتفاع معدلات مترو الأنفاق، ورفعت حالة الطوارئ، وأجرت تغييرات فى مجلس الوزراء ووافقت على إجراء استفتاء يختار فيه المواطنون آلية لإجراء إصلاحات دستورية، ومع ذلك ، لم تتوقف المظاهرات وما زالت هناك أعمال شغب فى أنحاء مختلفة من البلاد.
ومن ناحية آخرى، قال البنك المركزى فى تشيلى، إن مؤشر النشاط الاقتصادى الشهرى (Imacec) فى تشيلى انخفض إلى بنسبة 3.4% فى أكتوبر الماضى، مقارنة بنفس الشهر فى العام الماضى، وهو يعتبر أدنى معدلاته فى آخر 10 سنوات، حسبما ذكرت صحيفة "فينانثاس" الإسبانية.
وفيما يتعلق بمستقبل المظاهرات والاحتجاجات فى تشيلى ، أشار 54٪ إلى أنه على الرغم من "اتفاق السلام ودستور جديد" ، سيتم الحفاظ على التعبئة ، وقال 24٪ آخرون أنها ستنخفض بنسبة 19٪.
وتعرض الرئيس سيباستيان بينيرا وحكومته إلى ضغط كبير لمعالجة قانون من شأنه زيادة المعاشات التقاعدية إلى حد كبير، ووافق الكونجرس التشيلى فى النهاية على مشروع قانون يزيد تدريجيا من "الحد الأدنى للمعاشات التقاعدية بنسبة 50%"، وفقا لصحيفة "لا كرونيستا" الإسبانية.