خطفت وضعية المدربين في الدوري المصري هذا الموسم الانظار، رغم مرور سبعة أسابيع فقط حتى الأن من عمر المسابقة، وباتت أشبه بشئ ثائر سلبا أو ايجابا، لدرجة أن وصل الأمر ببعضهم أن أصبحوا اشبه بفوهة بركان تحتاج من يخمدها قبل الانفجار، وعلى العكس هناك البعض الاخر اشبه بالمصابيح المضيئة في ظلام من ظهرت فى محيطهم.
وذلك علي غير العادة في الدوري المصري منذ قديم الازل، حيث ينحصر الحديث دائما أو على الأقل يكون الاهتمام الاكبر باللاعبين باعتبارهم أصحاب القول الفصل داخل الملعب.
لكننا مع بدايات الموسم الحالى أصبحنا أمام ظاهرة جديدة و مع وضعية مغايرة وبات المدربين هم أصحاب السيرة الطاغية فى إثارة الجدل على اختلاف اشكاله.
نبدأ من الحدث الشائع المرتبط بالفرنسي ديسابر مدرب بيراميدز ( حيث تثور البراكين ) صاحب السيرة الذاتية الطيبة والذي حمله الجميع وعلي رأسهم إدارة ناديه مسئولية الخسارة أمام الزمالك والتي جاءت مريرة بسبب الأخطاء الكثيرة والكبيرة التي ارتكبها في إدارة المباراة التى اعتبرها البعض بمثابة اللعب بالنار، وبات تحت المساءلة بعدما كان التوسم فيه خيرا، لزيادة قدرة الفريق على المنافسة على البطولات عما كان عليه الموسم الماضى.
وقد لا يتعجل بيراميدز فى فك الارتباط مع ديسابر، خصوصا وأن الفريق لم يبتعد بشكل كامل عن المنافسة على لقب الدورى، وهناك أيضا بطولتين آخرتين مازال ينافس عليهما بقوة (كأس مصر ــ الكونفدرالية) وبالتأكيد حال الإخفاق فى أى بطولة قد تكون فكرة الإقالة مطروحة بقوة ، خصوصا وأن طموح بيراميدز ليس عاديا فى ظل الإمكانيات الكبيرة التى يوفرها للاعبين والجهاز الفنى.
علي نفس شاكلة ديسابر يأتي البلجيكي تاكيس مدرب دجلة الذي يعد أحد الألغاز الكبيرة في دورينا .. فهو يجمع بين النقيضين يقدم أداءا طيبا بتكتيك جديد ومختلف ويقابله بالخسارة التي تاتى غريبة بعض الاحيان إزاء عدم القدرة فى الحفاظ علي التقدم ومن ثم يتعادل المنافس وأحيانا يفوز.
تجربة تاكيس في دجلة تبدو غامضة في تفاصيلها لاسيما وان الوضع الحالي متوراث من الموسم السابق ومع ذلك إدارة النادي لا حس ولا خبر وكأن ما يحدث متوقعا أوطبيعيا بالنسبة للقائمين عليها.. لكن أن يصل الامر لدرجة التهديد بالهبوط - حيث يحتل الفريق المركز الأخير- فهذا يحتاج تفسيرا منطقيا.
وينتمي للسابقين الصربي نيبوشا مدرب الجونة الذي صبرت عليه أيضا إدارة النادي كثيرا رغم سوء النتائج منذ توليه المهمة أواخر الموسم الماضي .. لكن في النهاية لم يكن هناك مفرا من فك الارتباط ازاء اليأس من الاصلاح فى وجوده خاصة وأن حالة اللاعبين واغلبهم من الاسماء اللامعة اصبحت مزرية ولابد من انقاذهم قبل فوات الآوان.
وسبق مدرب الجونة فى الرحيل عن الدوري المصري مقالا أيضا، مواطنه ميودراج يسيتش مدرب الإسماعيلى الذى لم يقدم ما يشفع له تماما مع الدروايش، بل وصل الأمر إلى ضاعت معه طبيعة الكرة الجميلة المعتادة من الدروايش.
مدربون السراج المنير
في المقابل هناك مدربين ظهروا كالسراج المنير أضاءوا ظلمات كانت متوراثة حيث قابعين الأن، قبل مجيئهم :
عماد النحاس في المقاولون يواصل الاستمرارية في التفوق علي منافسيه بأداء رائع ونتائج مبهرة وضعته في مصاف الكبار منذ الموسم الماضي الذي يجني ثماره في الموسم الحالي حيث يتصدر الذئاب قمة الدورى بشكل مؤقت.
وهناك طلعت يوسف الذي أعاد بريق زعيم الثغر ووضعه في مكانته الطبيعية محليا وعربيا بالكرة الجميلة والنتائج الجيدة بحثا عن التتويج باى بطولة، لينهي حقبة كانت الاسوأ في تاريخ الاتحاد السكندري العريق الذي تعرض لشبح الهبوط كثيرا في المواسم الماضية.
وينضم إليهم حلمى طولان الذى رغم وداعه الكأس مع إنبى أمام الترسانة، إلا أنه أحدث طفرة فى مستوى وقدرات البترولى، حيث تسلم المسئولية وسط نتائج سيئة وكان الفريق متذيلا لجدول للدوري، لكنه يتجاوز خطوات فى سبيل تصحيح الأوضاع ورسم الخريطة من جديد داخل إنبى.
كارتيرون بدأ نجمه يلمع فى الزمالك رويدا رويدا بعد الفوز المفصلي الذي تحقق أمام بيراميدز ونال الثقة من الجماهير والنقاد بعد تفوقه الواضح علي نطيره ديسابر ليحصل علي فرصة العمل في هدوء فى انتظار تكاثر حسناته مع الفريق الأبيض في القريب العاجل وهو المتوقع وفقا لما رأيناه منه في إعادة ترتيب الاوضاع داخل البيت الابيض بشرط استمرار حالة الاستقرار الإدارى الموجودة حاليا.
فايلر يبقي هو مسك الختام بالنسبة لسيرة مدربي الدوري الممتاز المتألقين .. بعد حالة الاقناع التي اجبر الجميع علي قبولها لما ساهم به في تطوير تكتيك النادي الاهلي واقترب به من العودة لزمن الامجاد والانتصارات العريضة بالخمسة والاربعة مع أداء ممتع بات علامة منيرة في الكرة المصرية .
مدربون بين وبين !
وما بين المتوهجين من المدربين فى سماء الدورى المصري، ونقيضهم الذين خفت ضوئهم قبل أن تغلق سيرتهم وصفحاتهم إلى الأبد.. يبقى مدربين آخرين ما بين السعى للتقدم إلى الإمام وبين تهديد الفشل !
فى مقدمة هؤلاء يأتى حسام حسن الذى يحاول بناء فريق جديد لسموحة مستعينا بعناصر واعدة من قطاع الناشئين فى النادى السكندري، وفى نفس الوقت يعافر لدخول المربع الذهبى ومازال أمامه الفرصة لتحقيق أهدافه حيث يحتل المركز السادس برصيد 10 نقاط.
و ضمن هذة الفئة يحضر إيهاب جلال ومختار مختار مع المصري والإنتاج الحربي على التوالى الذين تتباين نتائجهم فى الدورى هذا الموسم على عكس ما كان يتوقع منهم، إلا أن الثقة فى إمكانياتهم تمنحهم أحقية الصبر عليهم آملا فى التعديل السريع.
ومن المدربين الأقل حظوظا ولكن يبقى الأمل فيهم وستظهر قوة بعضهم على حساب الأخر فى حسم البقاء فى الدورى من عدمه أمثال، طارق العشرى الحرس، أيمن المزين طنطا، عبد الناصر محمد نادى مصر، طارق يحي طلائع الجيش، ومجدى عبد العاطى فى أسوان.. ولننتظر ربما يحسم الأمر مبكرا ويظهر هلال الهابطين مبكرا هذا الموسم!.