تسبب إعلان زعيم حزب المحافظين الكندى، أندرو شير، استقالته من زعامة الحزب فى إثارة العديد من التساؤلات حول مستقبل الحزب، الذى فشل للمرة الثانية على التوالى فى استعادة السلطة من الليبراليين، رغم سيطرتهم على الغرب الكندى.
ولكن رغم صعوبة النقاش الحالى داخل الحزب، فإن المعركة الشخصية الأكثر صرامة والأكثر تهديدا هو الكشف عن بنية الحكم في الحزب، وخاصة بعد الفضيحة التي تم الكشف عنها بأن الحزب يدفع أموالا للمدرسة الخاصة لأبناء زعيم المحافظين.
ولأسابيع منذ انتخابات شهر أكتوبر الماضي، عانى "شير" من انتقادات حادة من قبل التقدميين في الحزب، الذين قالوا إن مواقفه غير الواضحة بشأن القضايا الاجتماعية مثل الإجهاض ساهمت بشكل كبير في هزيمة الحزب فى أكتوبر.
وطالب كثيرون باستقالته ، وأصروا على أن المحافظين لن يفوزوا في مقاطعتى أونتاريو وكيبيك إذا لم يتمكنوا من وضع زعيم جديد يصلح ما أفسده شير، لكن إحجامه ورفضه مرات عديدة لشرح موقفه من الإجهاض، لم يكن ما دفعه أخيرا للإعلان عن استقالته، بدلا من ذلك، تم الاتفاق بينه وبين المدير التنفيذى للحزب "فان فوجت" على دفع الحزب لإرسال أطفال شير إلى مدرسة أوتاوا الكاثوليكية الخاصة، وبعد أقل من 24 ساعة من تاريخ نقل المعلومات المتعلقة بالصفقة إلى بعض وسائل الإعلام، أخبر شير الهيئة البرلمانية للمحافظين بأنه سيتنحى، وأكد فان فوجت في بيان يوم الخميس أن المدفوعات قد وافق عليها الحزب.
ولكن وفقا لبعض المحافظين، كانت الأخبار مفاجأة لمديري صندوق المحافظين، وهو كيان منفصل يجمع الأموال للحزب، وتشمل قائمة مديريها رئيس الوزراء السابق ستيفن هاربر، والسناتور السابق ايرفينج جيرستين، والسناتور الحالي ليندا فروم.
وعقد مديرو الصندوق اجتماعا يوم الجمعة الماضي، في مقر الحزب في أوتاوا، قائلين إن فان فوجت لم يعد يعمل هناك، لكن بموجب دستور الحزب، لا يتمتع صندوق المحافظين بصلاحية فصل المدير التنفيذى.
وينص الدستور على أن الزعيم الذي أندرو شير يحتل منصبه، يستأجر هذا الشخص بعد موافقة المجلس الوطني وهي هيئة تنتخبها عضوية الحزب لتمثيل كل محافظة، وعادة ما يكون "فان فوجت" هو الشخص المسؤول عن تنظيم مسابقة قيادة المحافظين.
وأظهر حزب المحافظين القدرة على اختيار زعيم بشكل سريع، وفي عام 2018 ، استقال زعيم الحزب في أونتاريو باتريك براون في خضم مزاعم عن وجود مخالفات جنسية. وبعد مرور 45 يوما، تم انتخاب دوج فورد كزعيم جديد للمحافظين التقدميين في أونتاريو، وبعد ثلاثة أشهر من ذلك تم انتخابه رئيسا للوزراء في المقاطعة الرئيسية.
ولدى المحافظون اجتماعا في تورنتو فى أبريل المقبل، وهى فرصة واضحة لاختيار قائد جديد، وقال السناتور المحافظ السابق جان جي داجينيس، الذي غادر تجمع المحافظين هذا الخريف بسبب وجهات نظر شير المحافظة اجتماعيا ، إنه يتعين على شير أن يدفع المال الذي حصل عليه لإرسال أبنائه إلى مدرسة خاصة في أوتاوا.
وقال كوري تينيك، مدير اتصالات سابق لرئيس الوزراء ستيفن هاربر، يوم الخميس، إن الحصول على المال لتمويل المدارس الخاصة كان يجب أن يجبر شير على الاستقالة على الفور.
وبعد خسارة المحافظين المخيبة للآمال في الانتخابات، وشهور من الانتقاد والصراع الداخلي، أخبر شير أعضاء البرلمان المحافظين يوم الخميس، أنه سيتنحى بعد اختيار خليفته، في ختام اجتماعي تجمع طارئ الخميس الماضى، صوت نواب المحافظين بالإجماع للسماح لشير بالتمسك بمنصبه حتى يتم اختيار زعيم جديد، ولكن يبقى التساؤل مطروحا حول خليفة شير فى الحزب، وإمكانية استعادة الحزب لقواه وتنظيم صفه من جديد لمحاولة استعادة السلطة من الليبراليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة