يختلف شكل المجرات فى الفضاء من مجرة لأخرى، ولعل مجرتنا درب التبانة تتخذ شكل حلزونى بأذرع طويلة، ولكن من أين حصلت على هذا الشكل ولماذا لم تشبه أى من الأشكال المختلفة للمجرات الأخرى؟
وفقا لما ذكره موقع "phys" أثار هذا السؤال حيرة العلماء منذ فترة طويلة، وأعلنت حاليا جمعية أبحاث الفضاء التابعة للجامعات الأمريكية، أن عمليات رصد جديدة لمجرة أخرى قد ألقت الضوء على كيفية حصول المجرات ذات الشكل الحلزوني مثل مجرتنا على شكلها الأيقوني.
تبين من خلال بحث لمرصد الستراتوسفير لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء (SOFIA)، أن الحقول المغناطيسية تلعب دورًا قويًا في تشكيل هذه المجرات.
وقال الدكتور إنريك لوبيز رودريجيز، وهو عالم في جمعية أبحاث الفضاء بالجامعات في مركز SOFIA للعلوم بمركز أميس للأبحاث التابع لناسا في وادي السيليكون في كاليفورنيا: "الحقول المغناطيسية غير مرئية، ولكنها قد تؤثر على تطور المجرة".
وأضاف: "لدينا فهم جيد لكيفية تأثير الجاذبية على الهياكل المجرية، لكننا بدأنا في معرفة الدور الذي تلعبه الحقول المغناطيسية"، فتتم محاذاة الحقول المغناطيسية في المجرة الحلزونية مع الأذرع الحلزونية عبر المجرة بأكملها، والتى تمثل أكثر من 24000 سنة ضوئية.
وقام العلماء بقياس الحقول المغناطيسية على طول الأذرع الحلزونية للمجرة التي تسمى NGC 1068 أو M77، وتظهر الحقول على شكل خطوط تتبع عن كثب للأذرع الدائرة.
وتقع مجرة M77 على بعد 47 مليون سنة ضوئية في كوكبة Cetus، وتحتوي على ثقب أسود نشط فائق الكتلة في مركزها وهو ضعف الكتلة مثل الثقب الأسود في قلب مجرة درب التبانة، وتمتلئ الأذرع الدوارة بالأتربة والغاز ومناطق التكوين النجمية الشديدة التي تسمى انفجار النجوم.
وتكشف عمليات الرصد التي تقوم بها SOFIA عما لا تستطيع عيون البشر رؤيته من الحقول المغناطيسية التي تتبع الأذرع الحلزونية المليئة بالنجوم.
وهذا يدعم النظرية الرائدة حول كيفية فرض هذه الأذرع في شكلها الأيقوني المعروف باسم "نظرية موجة الكثافة"، والتى تنص على أنه لا يتم تثبيت الغبار والغاز والنجوم في الذراعين في مكانها مثل الشفرات على المروحة، بدلاً من ذلك، تتحرك المادة على طول الذراعين بينما تضغطها الجاذبية، مثل العناصر الموجودة على حزام ناقل.
وتمتد محاذاة المجال المغنطيسي عبر كامل طول الذراعين الهائلين، وهذا يعني أن قوى الجاذبية التي أوجدت الشكل الحلزوني للمجرة تعمل أيضًا على ضغط مجالها المغناطيسي، مما يدعم نظرية موجة الكثافة.
وقال لوبيز رودريكيز: "هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها حقولاً مغناطيسية متحاذية في مثل هذه المقاييس الكبيرة مع ولادة نجمية حالية في الذراعين الحلزونيين".