وأضاف مستشار فضيلة المفتي، أن ما تشهده الأُمة الإسلامية من تحديات ووضع مأزوم، ارتأت معه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن من واجب الوقت العمل على تحسين الأداء الدعوى لدى المتصدرين للعمل الإفتائى من المتشرعين، لذا تعتزم الأمانة افتتاح عدد من الدورات التدريبية لتكوين العقل الإفتائى والتأهيل العلمى لأئمة العالم الإسلامي، وذلك من خلال أول مركز من نوعه للتعليم عن بُعْد فى المجال الإفتائى والشرعي، بدار الإفتاء المصرية حيث تم إعداد المناهج المتخصصة فى مجال الإفتاء الشرعي، ليتم بث ذلك على موقع خاص بالتعليم عن بُعْد حتى يستطيع الطلاب الدارسون والأئمة أن يحصلوا على المعارف والمهارات الإفتائية التى تؤهلهم للقيام بدور الإفتاء بعد ذلك فى بلادهم وتدريبهم على شئون الفتوى بشكل علمى ممنهج.
وأضاف: نأمل من ذلك أن يعود هذا التحسين على هؤلاء المتشرعين بمزيد من الوعى والإدراك لواقعهم وحاجات أمتهم الحضارية، والتمهر فى التفاعل مع المستجدات المعاصرة بوعى وكفاءة؛ وذلك للوصول إلى النموذج المنشود للداعية القادر على أداء دوره فى تمثيل الديانة والعِلم والأمة فى المواقع والمواقف المختلفة خير تمثيل وحتى يؤدى دوره بفكر واعٍ ويتبنى المواقف عن دراسة ورصانة عقل.
وباعتبار منصات التواصل الاجتماعى أصبحت من أهم مفردات التواصل المباشر مع الناس شرقًا وغربًا، لفت د. نجم النظر إلى أن الاحتفال باليوم العالمى للإفتاء العام القادم سيشمل تخصيص عدد من اللقاءات المرئية على السوشيال ميديا لزيادة الوعى الإفتائي، وتوضيح أهمية الفتوى باعتبارها ركيزة داعمة للاستقرار والأمن والحياة، إذا مورست بقواعدها الشرعية وضوابطها العلمية، مشددًا على أن ذلك يأتى انطلاقًا من رؤية الأمانة بضرورة تكثيف حضورها عبر مواقع التواصل الاجتماعى لما لها من تأثير ومميزات كثيرة، منها سرعة الانتشار وانجذاب فئة الشباب لها وحضورهم بشكل مستمر، فضلًا عن كونها أسلوبًا للتواصل العصرى الجديد، فكان لا بد من التواصل من خلالها وإيصال المعلومات الدينية بشكل يستطيع الشاب تناوله والتفاعل معه.
وأوضح فضيلته أن دار الإفتاء المصرية كان لها جهود مضنية فى هذا الأمر خلال الفترة السابقة من خلال عدد من المنصات الاجتماعية من بينها (فيس بوك، تويتر، يوتيوب، انستجرام، ساوند كلود) منوهًا بضرورة استخدام هذه المنصات لمخاطبة كافة الفئات بطريقة تناسب روح العصر وتتميز بتنوع النشر، فمن ضمن ما يتم نشره عليها الفتاوى المكتوبة وفتاوى الفيديو والأحاديث النبوية والأدعية وحملات توعية سواء كانت للأسرة أو الأطفال أو الشباب، كما يمكن من خلالها استهداف فئات معينة. ويتم النشر فى هذه الحملات بما يتناسب مع سن المتلقي، فضلًا عن إمكانية التواصل المباشر مع جمهور المستفتين من خلال خاصية "البث المباشر" فى محاولة لإحداث حالة حراك الفتوى والتفاعل المباشر مع الناس.
يشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمى للإفتاء يهدف إلى ترسيخ مبادئ الأمانة العامة المقرة بأن الإفتاء المنضبط هو إحدى اللبنات الرئيسية لاستقرار الفرد والمجتمع والدولة والأمة بأسرها، وتسعى الأمانة لاعتماد هذه المناسبة من قِبل "الأمم المتحدة" حيث سيشمل بعض الأنشطة الهامة التى من شأنها تكريس الجهود لإفشاء حالة السلام والتعايش السلمي، كما يهدف أيضًا إلى تكريس ضوابط الفتوى والاستفتاء وتعزيز المؤسسات والهيئات والجهات الإفتائية فى أوساط الأمم والشعوب الإسلامية والتنسيق فيما بينها لتبادل الخبرات، وكذلك توجيه الجهود وجمع الكلمة على جدول أعمال واحد.