حوادث عدة، ارتبطت بطائرات بوينج، عملاق صناعة الطائرات الأمريكية، إلا أن حادثتى الطائرة الإندونيسية والإثيوبية واللتين وقعتا فى غضون 6 أشهر، وخلفتا 346 قتيلاً كانتا بمثابة سطر النهاية فى طراز بوينج 737 ماكس، والذى بات قريباً من التوقف بشكل نهائى.
وكشف مصدر مطلع فى تقرير نشرته شبكة سى أن إن، اليوم الاثنين، أن الشركة باتت تدرس بجدية الحد من إنتاج طائرة 737 ماكس المثار حولها جدل وقد تعلن القرار مساء الاثنين بعد إغلاق الأسواق الأمريكية، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يتم تعليق الانتاج لهذا الطراز بشكل نهائي.
ووقعت حادثة الطائرة الإندونيسية فى 29 أكتوبر 2018، حين أقلعت طائرة التابعة لخطوط lion air الجوية من مطار جاكارتا فى اندونيسيا من طراز ماكس737 وقد اعطت هذه الطائرة قراءات غير صحيحة فى الرحلة السابقة لها لكنها ظلت فى الخدمة.
وبمجرد إقلاع الطائرة، تلقى الطيارين تحذيراً من أن الطائرة كانت فى خطر ولم يستطع طاقم الطائرة التأكد من سرعتهم أو ارتفاعهم، وأخبروا مراقبى الحركة الجوية أنهم "يعانون من مشكلة فى التحكم فى الطيران" فى حين ظهرت مقدمة الطائرة وكأنها أُجبرت على الهبوط.
وبعد مرور 12 دقيقة من الرحلة، تحطمت الطائرة فى بحر جافا، مما أدى إلى مقتل جميع الأشخاص البالغ عددهم 189.
وأمرت وزارة النقل الإندونيسية بتفتيش طارئ على جميع طائرات 737 ماكس داخل البلاد التى كان من المقرر أن تكون صالحة للطيران فى غضون يومين.
بعد أيام من تحطم Lion Air، بدأ التحقيق فى التركيز على تقنية MCAS ورد فعل الطيارين على النظام.
وفى 6 نوفمبر، قال كل من ادارة الطيران الفيدرالية وبوينج أنهم سيصدرون تحذير من صلاحية الطائرات للطيران بشأن مشكلات محتملة فى التحكم. وأثناء ذلك واصلت شركات الطيران فى جميع أنحاء العالم رحلات الطائرة ماكس 737.
ولم تقف كوارث طراز بوينج 737 ماكس عن هذا الحد، فبعد أشهر، وفى 10 مارس 2019، أقلعت رحلة الخطوط الجوية الإثيوبية رقم 302 من أديس أبابا بإثيوبيا. وبعد دقيقة واحدة من اقلاعها أبلغ الطيارون عن وجود مشكلة فى السيطرة على الطائرة، وكافحوا لاستعادة السيطرة على الطائرة التى بدأت مقدمتها فى الانحدار كأنها تهبط اضطراريا وفى محاولة لإنقاذ الموقف عطل الطيارون نظام علامة القطع الكهربائى وفقًا للبروتوكول لكنهم لم يتمكنوا من تشغيل العجلة التى من شأنها تغيير القطع يدويا.
وبعد ست دقائق من الإقلاع، سقطت الطائرة بسرعة 700 ميل فى الساعة. وقتل جميع 157 شخصا كانوا على متنها.
وتم ذكر نظام التحكم MCAS مرة أخرى كسبب فى الحادث إلى جانب حقيقة أن الطيارين لم يتمكنوا من التشغيل اليدوى للعجلة على الرغم من وجود نظام إلكترونى للمساعدة فى قلب عجلة القطع، إلا أن هذا النظام تم تعطيله بواسطة نفس المفتاح الذى قام بتعطيل MCAS.
وفى نفس اليوم علقت الخطوط الجوية الإثيوبية بقية رحلات طائراتها من طراز 737 Max.
وفى اليوم التالى 11 مارس أمرت هيئة الطيران الصينية إدارة الطيران المدنى فى الصين وشركات الطيران فى البلاد بالتوقف عن تشغيل طائرات ماكس 737.
بعد الحادث الثانى، قالت بوينج إنها تعمل على إصلاح البرمجيات، والتى تتوقع تحديثها فى غضون بضعة أسابيع.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) إنها تتوقع أن يتم اعتماد البرنامج بحلول نهاية شهر مارس، لكنها أعلنت تأخيرًا فى أوائل أبريل، قائلة إنها تتوقع تلقى "الحزمة النهائية من بوينج لتحسين برمجياتها خلال الأسابيع المقبلة للحصول على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية."
ومع ذلك، استمر هذا التأخير حيث قامت شركة بوينج وإدارة الطيران الفيدرالية فى اجراء فحوصات على الطائرة، وفى النهاية قال الرئيس التنفيذى لشركة بوينج دينيس مويلنبرج انه يتوقع أن يقدم الإصلاح النهائى إلى إدارة الطيران الفيدرالية فى شهر سبتمبر واعادة تشغيل رحلات ماس 737 فر الربع الاخير من العام الجاري.
في أبريل، خفضت بوينج إنتاج الطائرة بمقدار 10 وحدات - من 52 إلى 42 شهريًا - على الرغم من أنها قالت إنها ستكون قادرة على زيادة الدعم بمجرد استئناف عمليات التسليم. وقال أيضًا إنه يمكن أن يخفض الإنتاج أو يعلقه إذا استمر التأخير في عام 2020.
وفي الوقت نفسه، لا تزال العديد من التحقيقات والدعاوى القضائية مستمرة، لمعرفة كيف سمحت شركة بوينج بأن يكون من الممكن لنظام التحكم ـMCAS أن ينشط من قراءة مستشعر خاطئة واحدة، وكيف لم يتم اكتشاف العيوب المحتملة.
وشهد الرئيس التنفيذي لشركة بوينج دينيس مويلينبرج أمام الكونجرس الامريكي في أواخر شهر أكتوبر، وقال إن بوينج قد حسنت الطائرة بطريقة من شأنها "ضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مرة أخرى". ومع ذلك، اعترف بأن شركة بوينج ارتكبت أخطاء.
في نوفمبر 2019، قالت شركة بوينج إنها أكملت المرحلة الأولى من إعادة التأهيل، وأنها تتوقع أن تبدأ تسليم الطائرات الجاهزة لعملاء شركات الطيران في الشهر التالي في ضوء الموافقة على الرحلات الجوية التجارية في يناير.
