تمثل معركة طرابلس التى يخوضها الجيش الليبى ضد المليشيات الإرهابية فى العاصمة الليبية أهمية كبرى، خاصة أن هذه المعركة تعد خطوة مهمة نحو مواجهة أذرع تركيا وقطر فى ليبيا المتمثلة فى جماعة الإخوان والمليشيات المسلحة، وضع حد لمخططات أردوغان لنهب الثروات الليبية.
فى هذا السياق أكد محمد مصطفى الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، إن الملف الليبى سيكون نهاية لأطماع أردوغان وجماعته الإخوانية، قائلاً: "ليبيا ستكون مقبرة أدوغان ونهاية تنظيم الإخوان الإرهابى".
وقال "مصطفى"، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "تبخر حلم بلطجى إسطنبول أردوغان فى ليبيا، بعدما فاجأته الأحداث المتسارعة بدخول الجيش الوطنى الليبى طرابلس، وغلق منافذها وملاحقة كتائب الإرهاب من الداخل، واستنفار البحرية الليبية على طول الساحل للحيلولة دون وصول شحنات سلاح للمتأسلمين من الإخوان وغيرها.
وأشار إلى المشير خليفة حفتر حاز على شرعية رائعة بسبب حربه ضد الإرهاب، وتصدى لما كان يرتبه السراج العميل مع تركيا من اتفاقيات، مضيفًا: "ذهبت أدراج الرياح، وصار السراج هاربًا ما بين قطر وتركيا، وفرار أتباعه من المجلس الرئاسى حكومة الوفاق، وتلك نهاية من لا يقرأ التحولات الجارية، إذ بات وشيكًا سقوط حلف الحرافيش "تركيا وإيران وقطر" وفق سنة كونية وحتمية تاريخية، فيها تكون نهاية العملاء على يد أسيادهم".
وتابع: "على أنقاض أنظمة تركيا وقطر ستكون البداية لعهد جديد فى منطقتنا، تكون فيه مصر عنوان القوة والسيطرة فى الإقليم، متزامنًا ذلك مع عصر جديد عالميًا، فيه يتخلص القراصنة الكبار الغربيون من أدواتهم القديمة فى الشرق، "تركيا وإيران وقطر"، بعد أن صارت من الماضى، ولا بد فى بداية كل عهد جديد من تقديم قرابين الذبح والتضحية، والآن على عتبة بداية هذا العهد جارى إعداد مقصلة ذبح الضحية، حلف الحرافيش تركيا وإيران وقطر، والأيام دول، بعد أن كانوا نجوما للفوضى والدمار فى الشرق، صاروا فى حالة تخبط وارتباك مما هو قادم لهم من نهاية استشروها، والله لا يصلح عمل المفسدين، ولن تضيع دماء مئات الآلاف من الأبرياء هدرًا من دون ثمن يدفعه العبيد، ودومًا ما تكون نهاية العبيد على يد أسيادهم ممن أعانوهم على الخراب، وغدًا لناظره قريب".
وفى نفس الإطار، أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذا التحرير المرتقب للعاصمة طرابلس منذ سنوات والمنتظر من أحرار العالم ومن الدول الوطنية ومن الدول العربية المستقلة حرة الإرادة هو من أهم الخطوات والانجازات الكبيرة على مستوى مكافحة الإرهاب بعد ثورة يونيو 2013م في مصر، وانهيار دولة داعش في العراق وسوريا، والقضاء على الكيانات التكفيرية المسلحة في سيناء.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن تلك المعركة هى إنجاز مهم جدًا لاستعادة الدولة الليبية وحماية استقلالها وحريتها والحفاظ على ثرواتها ليستفيد منها شعبها وقطع الطريق أمام القوى الخارجية الطامعة والغازية وفي مقدمتها تركيا التي حاولت استغلال الفوضى التي شاركت في صنعها بعد 2011م واستغلال خدمات بعض الخونة من جماعات الارهاب والتكفير، وفي مقدمتها جماعة الاخوان لفرض الهيمنة والسيطرة على الدول العربية وسرقة ونهب ثرواتها.
فيما أكد عبد الشكور عامر، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن معركة تحرير طرابلس من عصابات السراج الإرهابية والمدعومة بأموال قطرية وتركية يؤكد أن ليبيا على أبواب مرحلة جديدة من البناء والتنمية والقضاء على فلول الجماعات الإرهابية المسلحة .
وقال الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"اليوم السابع"، إن المجتمع الدولى أصبح على قناعة تامة بأن سياسة فايز السراج ودعمه للجماعات المسلحة وتحالفه مع قوى خارجية قد أصبحت تشكل خطرا كبيرا على أمن ليبيا واستقرارها ودول الجوار الليبي، والتى أصبحت شريكا فى إعادة الاستقرار لليبيا وبنائها من جديد .
وتابع: "من المتوقع أن يتم القضاء تماما على العصابات المسلحة المتحصنة بالبنايات والتى اتخذت من المدنيين الليبيين دروعا بشرية"، مؤكدا ضرورة أن يحكم الجيش الليبي سيطرته على منافذ العاصمة حتى لا يستطيع قادة الجماعات المسلحة الهروب أو اللجوء إلى أى من دول أوروبا، خاصة تلك العناصر المرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي والتى تتلقى تمويلا ودعما قطريا تركيا.
واستطرد: "من المتوقع أن يشمل عملية الاقتحام والتحرير ليس طرابلس وحدها بل ستشمل مدنا أخرى مثل بنى وليد وغريان والزاوية ومصراتة".