كشف مسئول كبير بالإدارة الأمريكية عن استعدادات الإعلان عن تخفيض جديد لعدد القوات الأمريكية فى أفغانستان، مشيراً فى تصريحات لـ"سى إن إن"، إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار المفاوضات الدبلوماسية التي تهدف لتجديد محادثات السلام مع طالبان.
وتعتبر الخطوة ليست مفاجئة حيث أعلن ترامب سابقا انه ينوي سحب القوات المتواجدة فى افغانستان منذ عام 2001 بعدما قال إن الولايات المتحدة أنفقت حوالي 133 مليار دولار في إعادة اعمار افغانستان، وهو ما يعتبر رقم صغير مقارنة بالتكلفة التي تتطلبها العمليات العسكرية الأمريكية التي تقدر بحوالي 2 تريليون دولار.
وقال مسئول الإدارة الأمريكية، إن الولايات المتحدة تخطط لسحب حوالي 4000 جندي من أفغانستان - أي ما يقرب من ثلث القوات التي تتراوح بين 12000 و 13000 فرد الموجودة هناك.
ومع اقتراب عام 2019 من نهايته تعمل الادارة الامريكية حاليا على التوصل الى اتفاق سلام مع طالبان حيث استأنف نرامب المفاوضات في سبتمبر الماضي في زبارة مفاجئة للقوات الامريكية المتمركزة في افغانستان اثناء اجازة عيد الشكر الماضية.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن التكلفة البشرية للتواجد الامريكي في افغانستان كانت مرتفعة حيث قتل ما يقرب من 2300 جندي أمريكى، فيما قتل أكثر من 58 ألف جندي أفغاني بالإضافة إلى 38 ألف مدني ونحو 42 ألف من المتمردين.
واستعرضت سى إن إن فى تقرير لها الاثنين، عددا من الأرقام عن تطورات المجتمع الأفغانى خلال تلك السنوات، مشيرة إلى أن أكثر من 3.5 مليون فتاة افغانية التحقن بالمدارس وتم بتاء ما يقرب من 1200 ميل من الطرق، كما ظهرت في العاصمة كابول طبقة وسطى ناشئة ووسائل إعلام محلية لها درجة من الحرية الغير معهودة فى البلاد.
إلا أن التقرير قال فى الوقت نفسه إن الحكومة المركزية في كابول غير مستقرة حيث عاد تواجد حركة طالبان بقوة على الساحة السياسية مما عزز من سيطرتها على المزيد من المناطق.
وكانت صحيفة واشنطن بوست، قد ذكرت فى سلطت الضوء على الجهود الفاشلة للشرطة في تأمين افغانستان ومكافحة تجارة الأفيون وبناء دولة لها أسس عاملة معتمدة في تحقيقها على وثيقة تدعى "اوراق افغانستان".
وأصدر المفتش العام لإعادة اعمار افغانستان وثائق تحت اسم "الدروس المستفادة" وهي هيئة رقابية معتمدة من الكونجرس أنشئت لتتبع المليارات المنفقة هناك تبين أن المسؤولين الدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين يقرون بتقييمات متفائلة خلافا للواقع.
يذكر أن القوات الأمريكية في افغانستان قامت بتولي مهام خارج نطاق اهدافها الاصلية التي كانت مقتصرة على طرد طالبان والقضاء على تنظيم القاعدة، ويحذر الخبراء من أن الانسحاب الأمريكي قد يؤدي إلى انهيار الحكومة المركزية.