تحول عظيم فى المشهد التاريخى لكافة معالم مدينة المائة باب التاريخية بمحافظة الأقصر، إلى مشاهد عصرية حديثة تتناسب مع التطور العالمى فى 2019، حصلت عليه المدينة الأثرية الأولى فى العالم بأيادى الشباب المصري، وذلك عبر بوابة المشروع الضخم الذى أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية تبنيه فى فعاليات المؤتمر الوطنى السادس للشباب، وذلك بعد عرض تفاصيله وخطوات العمل فيه داخل مختلف أنحاء محافظة الأقصر.
وعقب تبنى رئيس الجمهورية لمشروع "الهوية البصرية" ووجه تعليماته لوزير الدفاع الفريق أول محمد زكى، ببدء الإجراءات لتبنى مشروع الشابتين المصريتين، تحركت الأقصر بقيادة المستشار مصطفى ألهم محافظة الأقصر، فى اتخاذ خطوات جادة مع اقتراب بدء الموسم السياحى الشتوي، وذلك لتطبيق كافة جوانب مشروع "الهوية البصرية"، والذى يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الهوية والترويج السياحى لمصر، حيث تقوم فكرة المشروع "الهوية البصرية لمصر" على تصميمات تناسب كل محافظة، وكل حرفة أو قطاع داخل مصر، على أن يكون هدفه الدعاية لمصر والترويج السياحى لها، ويكون ضمن المستهدف له عمل دليل زيارة متكامل لمصر لمدة 48 ساعة ترانزيت.
وما أن انطلقت محافظة الأقصر خلال الأسابيع الماضية فى تطبيق "الهوية البصرية" حتى تحولت مدينة المائة باب التاريخية إلى مشاهد عصرية عالمية تليق بها أمام ضيوفها من مختلف أنحاء العالم، حيث يقول محمد عبد القادر خيرى نائب محافظ الأقصر ومسئول الملف السياحى بمدينة الأقصر: "عندما يصل السائحون إلى محافظة الأقصر حالياً سيلمسون تغيير فعلى وجذرى حيث يشاهدون الميادين التى تحولت لمشاهد بديعة بأيادى شباب الأقصر من كلية الفنون الجميلة بتصميمات مبتكرة، ثم يجدون التجميل المميز فى كافة الشوارع حتى يصلوا إلى كورنيش النيل الذى أصبح ممشى ساحر عالمى حقيقى بمشروع تطويره الضخم برعاية رئاسة مجلس الوزراء، وتجميل المراسى النيلية للمراكب والفنادق العائمة، وكذلك المراكب التى تزينت فى نهر النيل وهى تحمل ألوان الهوية البصرية فى لوحة فنية فريدة، فضلًا عن سيارات التاكسى وعربات الحنطور التى أصبحت جذابة بشعار وهوية الأقصر العصرية، ثم يذهب السائح إلى ساحة وميدان أبو الحجاج فيجد استكمال بديع لتلك اللوحة الفنية رائعة الجمال والتى شاهدها بكورنيش النيل".
ويؤكد نائب محافظ الأقصر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ذلك التنوع البصرى العصرى أدى لخلق حملات دعاية وترويج سياحى مبتكرة لكافة المعالم السياحية والأثرية بالأقصر بالخارج بشكل مختلف هذا العام، وذلك أدى لتكون حجوزات الموسم السياحى الشتوى مبشرة للغاية وتتخطى أرقام السنوات الماضية بصورة كبيرة، حيث إنه تم تجهيز كافة المتطلبات لخدمة الأفواج السياحية بصورة مميزة خلال تواجدهم بالأقصر، موضحاً أنه يتم حالياً استكمال كافة تفاصيل مشروع "الهوية البصرية" حيث تم الانتهاء من تطوير محطة سكك حديد الأقصر لخدمة القطارات السياحية القادمة من العاصمة، كما تم إنهاء تطوير مطار الأقصر الدولي، ويجرى انتهاء تجديدات كورنيش النيل، موضحاً أنه تم عمل دراسة وتصور لجميع وسائل النقل الجماعى على مستوى المحافظة بما يتماشى مع "الهوية البصرية"، وإحلال وتجديد عربات التاكسى والحنطور والفلوكات بما يتماشى مع المنظومة الخاصة بالمشروع الخاص بالاتصالات "LUXOR GO"، كما تم التأكيد على سرعة الانتهاء من شكل وحجم وتكلفة كود الـ"QR" التى سيتم وضعها على جانب التاكسى أسفل الرقم وخلفية عربة الحنطور.
ويؤكد محمد عبد القادر خيري، أن مشروع "الهوية البصرية" شمل أيضاً العمل على تطوير بعض المناطق الأثرية والمناطق الحيوية بالمحافظة، كما يجرى التعاون مع جامعة الأقصر حالياً لتحويل الفكر الأكاديمى المتميز إلى مشروعات تنفذ على أرض الواقع الأمر الذى يعمل على تنمية مهارات طلاب الجامعات والاستفادة من الفكر الجديد لهم، وتم أيضاً التنسيق مع الشركة المصرية للاتصالات بخصوص العلامات الإرشادية الخاصة بخدمة الـ"واى فاي" التى يتم وضعها فى المناطق الأثرية، موضحاً أن مدينة المائة باب كما أطلق عليها قديماً أو مدينة الأقصر كما يعرفها الجميع حالياً تحتفظ بكل الذكريات الجميلة، كما أنها شاهدة على الزمان وتحمل حكايات وأحداث مضت لتبوح بالأسرار كل حين لتؤكد عبقريتها كمعين لا ينضب من المعرفة والكنوز والحكايات التى علمت العالم الكثير من العلوم، وتنفيذ فكرة مشروع "الهوية البصرية" داخلها أصبح واقعاً ملموساً يعتمد على ترسيخ شعارات ولوجوهات تميز هذه المدينة، بحيث تضفى عليها طوال الوقت طابعها وخصوصيتها المميزة، واضعة بصماتها كما الماركات العالمية الخاصة بالأزياء أو المؤسسات ذات الشهرة العالمية، حيث أن فكرة التصميم للشعار الجديد للأقصر تقوم على استخدام خط ولون وطريقة تصميم معينة، فى كتابة كلمة "الأقصر"، بحيث يكون لكل حرف معنى يعبر عن المدينة وخصوصيتها، مع استخدام خط مختلف يوحى باللغة الهيروغليفية الفرعونية، وذلك لترسيخ هذه الهوية والترويج السياحى لمصر، مع تقديم الأقصر بشكل شبابى معاصر وعالمى جديد معًا.
أما المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، فقد أكد أن هذا المشروع "الهوية البصرية" وتطبيقه بالشكل الأمثل بالأقصر يؤكد أن المصريين قادرون على تغيير السلوك والعقل المجتمعى للأفضل، وهو ما يعنى أن الشباب مستعد للعمل والمشاركة والانتماء حينما يلمس أفكار جادة قابلة للتنفيذ بل يحدوه الأمل لتحقيقها، مؤكداً أن فكرة الهوية البصرية تتزامن مع جهد كبير لكى تستعيد الأقصر مكانتها الأثرية والسياحية التى تستحقها، مشدداً على أنه تم البدء فى أولى خطوات مشروع "الهوية البصرية" بتصميم خلال الفترة الماضية "لوجو" جديد بشكل شبابى مميز خاص بالأقصر، وهو لوجو حال ظهوره فى أى مكان فى العالم يعرف الجميع أنه خاص بالأقصر، موضحاً أنه تم وضع هذا اللوجو على عدد كبير من المبانى والمنشآت الحكومية وفى المواقع الآثرية والسياحية والفنادق وخلافه، بجانب وضعه على وسائل التنقل الداخلية التى تخدم الأفواج السياحية، فتم وضع اللوجو على 200 فلوكة من أصل 270 مركب شراعى، وعلى 250 عربة حنطور من أصل 350 متواجدة بشوارع المحافظة، بجانب عدد كبير من سيارات التاكسى المرخصة، كما يجرى حالياً تجهيز النصب التذكارى للمحافظة وتجميل الميادين الكبرى و5 ميادين صغرى، مشيراً إلى أن كافة تلك الأعمال الجمالية تشرف عليها كلية الفنون الجميلة وعدد من مؤسسات المجتمع المدنى، كما تم وضع اللوجو على برجولات كورنيش النيل وأعمدة الإنارة الجديدة التى يتم وضعها وتركيبها فى مواقعها خلال تلك الأيام.
ويضيف محافظ الأقصر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه من أبرز أعمال خدمة السياحة وتطبيق مشروع الهوية البصرية، العمل على بالتعاون مع جامعة الأقصر كلية الفنون الجميلة فى تطوير ميدان مكتبة مصر العامة بالكرنك، حيث تم تصميم الميدان بشكل بسيط بحيث يرمز الى العلم والثقافة، يبدأ العمل من أسفل بقاعدة مربعة ذات لون أسود لضمان استقرار الكتلة و المساعدة على إتزان العمل ثم يعلوه قاعدة لشكل هرمى غير مكتمل، حيث يعتبر الشكل الهرمى من أبسط الأشكال الهندسية التى حرّكت مُخيلة البشر منذ فجر الحضارة حتى الآن، كما تم توظيف الهوية البصرية الجديدة أو شعار المحافظة الجديد والذى جاء فى تصميم معاصر بأربعة ألوان وهى الأحمر والبرتقالى والتركواز والأزرق، فى الأربع أوجه بشكل بارز ومُضيء ليلاً.
وقال إنه جاء تقاطع شكل مستطيلى فى بناء رأسى يتلاقى مع نهاية القاعدة الهرمية الأفقية للتأكيد على العلّو والشموخ والوقار والقوة، حيث تتبع حركة العين دائماً تجاه الخط الرأسى فى حركة صاعدة إلى أعلى وذلك بطبيعة إحساسنا بالجاذبية الأرضية والحركة الطبيعية للأشياء. حيث تتبع العين إلى أعلى نحو عنصر الكتاب المفتوح الذى يتربع التصميم من أعلى فى وضع مستقر فارداً صفحاته نحو الأفق، كما حاول المصمم استخدام خطوط منحنية تأخذ منحنى خفيف لتكسر رتابة التصميم وتهدئ من صلابته الزائدة، حيث تدل الخطوط المنحنية فى حال توظيفها مع الخطوط الحادة الرأسية على المرونة والاحتواء، مما يتماشى مع طبيعة الأقصر المختلفة والتى تحتضن ثقافات متعددة سواء قبطية أو إسلامية أو مصرية قديمة، وكذلك تم العمل فى التطوير الشامل لمراسى المراكب الشراعية واللنشات السياحية، والتى كانت تمثل عقبة كبيرة فى صعود وهبوط السائحين من أعلى كورنيش النيل حتى الوصول إلى اللانشات والمراكب الشراعية، موضحاً أنه تم الانتهاء من 4 أرصفة لرسو المراكب الشراعية بامتداد كورنيش النيل، وذلك بالتنسيق مع هيئة التنمية السياحية بوزارة السياحة.
وأكد المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، على أهمية تطبيق مشروع الهوية البصرية للأقصر باعتباره مشروع هام للتسويق السياحى للأقصر وخلق هوية وعلامة مميزة للمحافظة، مشيرا إلى أن المشروع تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسى وكانت الأقصر محطة الانطلاق لمشروع الهوية البصرية أثناء انعقاد المؤتمر الوطنى السادس للشباب بجامعة القاهرة فى يوليو 2018، وطلب بتعميم مبادرة الجامعة للهوية البصرية لمحافظة الأقصر بجميع محافظات مصر، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لافتا إلى أن حركة السياحة بدأت تستعيد عافيتها فى المحافظة، وأن الأقصر تستعد لتكون أكبر متحف مفتوح فى العالم بعد الانتهاء من مشروع طريق الكباش الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك، مؤكدا أن الهوية البصرية أصبحت عاملا مهما فى الترويج السياحى للأقصر، حيث إن الأقصر كمقصد سياحى عالمى يجب أن تكون له عناصره المميزة للتسويق وجذب السياحة، وشدد على أن التعاون مستمر مع الجامعة الألمانية، فى إطار تطبيق مشروع الهوية البصرية، وعدد من المجالات التنموية الأخرى، ومن بينها تدريب وتأهيل عدد من الكوادر بالمحافظة لتطوير مجالات العمل بالديوان، وذلك من خلال نخبة من الأساتذة والأكاديميين وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة الألمانية.
ومن جانبه أوضح العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر والذى له دور بارز فى تنفيذ تطبيق مشروع الهوية البصرية بمدينة الأقصر، أن أيادى التطوير التى تمتد فى كل محافظات مصر عبر خطط وجداول زمنية محددة تؤكد أن مصر انطلقت ولن تعود إلى الوراء، مشدداً على أنه تسعد مدينة الأقصر بهويتها لتكون شهادةً ورسالة للعالم أجمع بقدرة المصريين على الإبداع والتميز.
وأكد العميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أن مصر حقاً تستطيع مادامت الإرادة والهدف والانتماء هى أساس أى عمل سواء فرديًّا أو جماعيًّا من أجل رفعة مصرنا الغالية، مؤكداً على أنه تم خلال الفترة الماضية رفع مستوى الجمال والعصرية فى مختلف الشوارع والميادين الرئيسية وإنهاء تجميل كورنيش النيل، ومحطة السكة الحديد وغيرها من المواقع المميزة لخدمة السائحين ضمن مشروع "الهوية البصرية"