أنهى عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء السودانى، زيارته إلى العاصمة التشادية إنجمينا، والتى استغرقت يومين، ببيان مشترك أكدا فيه ضرورة تعزيز دور القوة المشتركة بين البلدين لتأمين الحدود وتنظيم حركة الأفراد، مشددا على ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة فيما يتعلق بقضية مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وصول حمدوك تشاد
وكانت العلاقات بين الخرطوم وإنجمينا رغم الترابط الجغرافى والتداخل الاجتماعى على الشريط الحدودى، لم تخلُ خلال السنوات الماضية التي سبقت سقوط نظام المعزول عمر البشير، من التوتر وتبادل الاتهامات، إذ إن العلاقة بين الدولتين ومنذ اندلاع حرب دارفور في عام 2003م مرت بمحطات، كان أبرزها اتفاق العاصمة السنغالية دكار بين ديبي والبشير في مارس من العام 2008م و الذي نص على ضبط الحدود بين البلدين وعدم دعم حركات التمرد في كليهما .
زيارة حمدوك لتشاد
وفي السنوات الأخيرة قبل عزل عمر البشير شهدت العلاقة بين الخرطوم وإنجمينا تطوراً إيجابياً في الجانب الامني لا سيما ضبط الحدود بين البلدين اللذين عادت بينما المياه إلى مجاريها، وقبل أسبوع من إعلان الجيش في الخرطوم عزل البشير كان إدريس ديبي الرئيس التشادي في الخرطوم بحث خلالها مع البشير سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين.
ومع تغير نظام الحكم في الخرطوم الآن، وبالنسبة للكثير من المراقبين تبدو الأجواء مناسبة أكثر مما كانت عليه في السابق، لتعزيز العلاقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وحدودياً، ففي يونيو الماضي زار الفريق أول ركن عبدالفتاح برهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي إنجمينا، وفي مطلع ديسمبر الجاري زار الفريق أول محمد حمدان دقلو العاصمة إنجمينا، وكلاها في إطار دعم عملية السلام بالبلاد ومسيرة التفاوض مع حركات الكفاح المسلح وصولاً إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في الإقليم.
حمدوك ورئيس تشاد
وفى بيان لمجلس الوزراء السودانى، أكد حمدوك أهمية الدور الذى تقوم به تشاد وسعيها الدؤوب لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام بالسودان خاصة، والمحيط الإقليمى بصورة عامة.
وتهدف الزيارة التى يقوم بها حمدوك لأول مرة بعد توليه مهام منصبه الحالى فى الحادى والعشرين من أغسطس الماضى، إلى توطيد العلاقة بين البلدين والتباحث حول السبل الكفيلة بتطويرها بعد التغيير الذى تشهده البلاد حاليًا.
وصول حمدوك تشاد
ورافق الزيارة وفد رفيع المستوى ضم كلٍ من وزير شؤون مجلس الوزراء السفير عمر بشير مانيس ووزير الصناعة والتجارة مدنى عباس مدنى، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أبوبكر دمبلاب و رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين.
وقال البيان، إن علاقات البلدين تعتبر إستراتيجية خاصة وأن دولة تشاد تتجه لأن تكون 75٪ من وارداتها تأتي عبر ميناء بورتسودان، و أن السودان خصص مساحات واسعة لدولة تشاد بميناء بورتسودان، والميناء الجاف ليكون منطقة حرة خاصه بها تستغلها لتخزين وارداتها بالميناء.
وفيما يختص بالجانب الاقتصادى والتجارى بين الدولتين، قال السفير عمر مانيس وزير شؤون مجلس الوزراء، إن الطرفين أكدا ضرورة تنشيط التبادلات التجارية بينهما خاصة تلك التى تتم عبر ميناء بورتسودان، آخذين في الاعتبار اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية، موضحاً أن الجانبين شددا على أهمية تنفيذ مشروعات البنى التحتية والسكة حديد التى تربط بين البلدين وذلك لأهميتها فى تعزيز التبادل التجارى.
وأضاف: أن الطرفين أمنا على ضرورة تحقيق سلام حقيقي ومستدام في السودان، مشيراً إلى أن الطرفين وجها نداءً لحركات الكفاح المسلحة لإعطاء أولوية للحوار والمصالحة الوطنية، موضحًا أن الجانبين اتفقا على توحيد جهودهما لتسهيل الحوار بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلحة، وأوضح مانيس أن دولة تشاد أكدت دعمها الكامل للمفاوضات التي تجري بجنوب السودان.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء، عمر منيس، في تصريح صحفي إن الزيارة تأتي في إطار التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجالات المختلفة. وأشار إلى الأدوار الكبيرة والإيجابية التي لعبتها ولا زالت تلعبها دولة تشاد والرئيس إدريس ديبي في عملية السلام خصوصاً وإن تحقيق السلام هو أولوية الحكومة الانتقالية في السودان.
حمدوك وديبى
كما وجه الطرفان نداءً لحركات الكفاح المسلحة لإعطاء اولوية للحوار والمصالحة الوطنية، موضحًا أن الجانبان اتفقا على توحيد جهودهما لتسهيل الحوار بين حكومة السودان وحركات الكفاح المسلحة، كما أن دولة تشاد اكدت دعمها الكامل للمفاوضات التي تجري بجنوب السودان.
وأبان وزير شؤون مجلس الوزراء أن الجانبان وجها بضرورة تكثيف ورفع مستوى الاجتماعات بين البلدين على ان تقوم الوزارات الفنية في البلدين بمتابعة تنفيذ مخرجات هذه المباحاثات المهمة .