الموهبة تكون غالبا هى المحرك الأساسى للفنان وتجعله ينأى كثيرا عن تخصصه الذى أجبرته عليه الكلية التى التحق بها ومجموعة فى الثانوية العامة ليمارس موهبته المفضلة خاصة إذا كانت تخرج فى النهاية منتجات فنية رائعة تستحوذ على إعجاب الجميع، وهو ما حدث مع الشاب محمد مصطفى المهندس المعمارى والشابة منار السيد الطالبة الموهوبة بكلية التربية الفنية حيث أنهما كونا فريقا رائعا يبدع فى عمل الرسومات الفنية الرائعة والمميزة وتحويلها إلى هدايا ملموسة ممكن استخدامها ميداليات كما تزين بها الجدران وداخل السيارات بعدما يقومون بتغليف الرسومات بأشكال مختلفة ومميزة ويعرضانها بالمعارض الفنية ومهرجانات المنتجات والمشغولات اليدوية التى تقام بالمحافظات وقررا أن يقوما بتسويق منتجاتهم تمهيدا لتحقيق حلمها بأن يكون لهما معرضا خاص بهما خاصة مع كل ما يلاقونه من تشجيع وإقبال على منتجاتهما.
يقول محمد مصطفى فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه تخرج من كلية الهندسة قسم العمارة وعمل بمجاله فى الهندسة المعمارية والتصميم لفترة وكان يمارس الرسم بجانب عمله ولكن موهبته فى الرسم أخذته بعيدا عن مجاله قليلا وبدأ يتفرغ لها خاصة بعدما كان يبدى الجميع إعجابه برسوماته، لافتا إلى أن رسوماته ترسم بالحبر وبعدها يتم تغليفها بأشكال مختلفة وجميعها رسومات يدوية ويستوحى الأشكال من البيئة المحيطة به والأفلام الشهيرة والشخصيات العامة والمشاهد التى ارتبط بها الناس ويحبون أن يقتنوها فى ميداليات قيمة.
ولفت محمد، إلى أنه مع التفرغ لموهبته وحبه لها الذى يتزايد يوما عن الآخر قرر أن يسوق بمنتجاته بشكل أكبر ومن خلال البحث وحضوره عددا من المهرجانات الفنية خلال العام الماضى وجد أن أفضل طريق هى المشاركة بالمهرجانات التى تهتم بالمشغولات والمنتجات اليدوية لأن زوار هذه المهرجانات يعلمون قيمة هذه المنتجات ويحضرون خصيصا من مختلف محافظات مصر ومن مختلف الدول خارج مصر لاقتناء منتجات يدوية مميزة بذل فيها صاحبها الجهد والوقت الكافى وأتقنها وهم يقدرونها جيدا.
وأضاف الشاب الموهوب، إلى أنه يشارك فى المهرجانات الفنية التى تقام بالمحافظات وان يجوب بمنتجاته اليدوية المحافظات بشكل محترم يحفظ قيمة الفن ويقدره وبدأ التواصل مع منار السيد الطالبة بكلية التربية الفنية والتى تتميز أيضا فى عمل رسومات يدوية بالحبر وشرح لها فكرته وكانت هى الأخرى لديها نفس الشغف بالمهرجانات الفنية ومعارض المشغولات اليدوية وأبدت حماسها للفكرة وبدءا فى تجهيز العديد من الرسومات التى استغرقت منهما شهور تمهيدا لعرضها بمعرض بمحافظة الفيوم وكانت التجربة ناجحة ولاقت المنتجات رواجا مميزا وأبدى الحضور إعجابهم بها وحرصوا على شرائها منهم وتشجيعهم على عمل المزيد من المنتجات للمشاركة بها خلال العام القادم.
ولفت محمد الى أن الفن التشكيلى والمنتجات والمشغولات اليدوية فى مصر تحتاج إلى اهتمام أكبر والى التسويق بشكل جيد لها حيث إن العديد من المهرجانات تقام ولا يتم عمل الدعاية الكافية لها ولا يسمع عنها أحد رغم أن هناك العديد من الشباب الذين لديهم منتجات يدوية مميزة وتحفظ تراث فنى هام ولا يستطيعون التسويق لها كما أن هناك العديد من الناس الذين يحبون شراء المشغولات اليدوية والمنتجات الفنية ولكن لا يعلمون بمواعيد وأماكن إقامة هذه المهرجانات.
وقالت منار السيد الطالبة بكلية التربية الفنية أنها تحب المشغولات اليدوية وتحب فكرة الاهتمام بها والتسويق لها لذا فهى تنجذب إلى المهرجانات الفنية التى تقام بالمحافظات والجامعات لافتة إلى أن كلية التربية الفنية يقام بها مهرجانان كل عام وتتمنى لو يتم الاهتمام بإقامة عدد أكبر من المهرجانات الفنية ويتم التسويق الجيد لها مؤكدة أن الشباب الموهوبين لديهم الاستعداد الكامل لعرض منتجاتهم بأى محافظة والمشاركة بكافة المهرجانات وهو ما سيشجع على الاهتمام بالحرف والمنتجات اليدوية ويحافظ على بقائها.
ولفتت منار إلى أن منتجاتهم مقتبسة من الأفلام الشهيرة وخاصة أفلام الأبيض والأسود وبعض المسلسلات والأغانى وأفضل اللقطات والوجوه التى يحبها الناس ويحبون اقنائها فى رسومات صغيرة تستخدم ميداليات أو تعلق على الجدران أو فى المكتبات والسيارات، بالإضافة إلى بعض الرسومات الفرعونية المميزة والرسومات المعمارية للمبانى القديمة والآثار المميزة ويتم رسمها بالحبر وتغليفها بقوالب مميزة تناسب كل رسمه ولفتت إلى أنها سعيدة برد الفعل على منتجاتهما وكلمات التشجيع التى سمعتها خلال عرض منتجاتهما بمحافظة الفيوم مؤكدة أنها التجربة الأولى ولن تكون الأخيرة وسيحرصان على المشاركة فى كل المهرجانات القادمة بعدد أكبر من الرسومات المميزة.
وكانت منتجات الشابين عرضت فى باكية فى مهرجان للفنون قاموا باستجارها بمحافظة الفيوم ولاقت إعجاب الحضور وأكثر ما ميز المنتجات الحماس الذى وقف به محمد ومنار وهما شابين أنيقين يبدوا عليهم المستوى العلمى المميز، بالإضافة إلى أناقة ملابسهم ووقفوا يستعرضون منتجاتهم ويشرحوا لمن يرغب فى اقتنائها المواد التى استخدمونها فى الرسم وفكرة كل رسمة.
جدير بالذكر أن محافظة الفيوم شهدت خلال السنوات الأخيرة اهتماما بالمعارض الفنية للمنتجات اليدوية أهمها مهرجان قرية تونس السنوى للخزف والفخار والمنتجات اليدوية والذى يقام بقرية تونس بمركز يوسف الصديق على ضفاف بحيرة قارون ويضم منتجات الخزف والفخار التى تشتهر بها القرية ويصنعها أبنائها، بالإضافة إلى مختلف المنتجات اليدوية مثل السجاد اليدوى والكليم ومنتجات الخوص والمشغولات اليدوية النحاسية ومشغولات الصوف والتريكو والكروشيه بالإضافة إلى ورش تعليم الرسم وفرق الأغانى والموسيقى كما تشهد المحافظة مهرجان سنوى لمنتجات متحدى الإعاقة يقيمه قصر ثقافة الفيوم بالإضافة إلى معرض دائم يقام كل إسبوع بنادى محافظة الفيوم للمنتجات اليدوية لمتحدى الإعاقة.