سوق الأحد بشبين القناطر فى محافظة القليوبية،أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه "سوق الموت"، حيث يعقد أسبوعيا على شريط السكة الحديد "القاهرة – المرج"، ويشهد المئات من الباعة والمشترين بالسوق، وهو ما قد يعرض العشرات منهم للخطر إذا ما حدث شيئا، فمنذ ما يقرب من 4 سنوات بدأ هذا السوق فى الظهور تدريجيا، إلى أن أصبح واقعا ملموسا تعرض الأجهزة التنفيذية والأمنية على رفعه إلا أنه حتى الآن لا جديد.
مشاهد مختلفة ومتنوعة فى هذا السوق فالباعة لا يهابون قدوم القطار فى أى وقت من اليوم، وعندما يظهر القطار يهرعون بجمع بضاعتهم من أمام الديزل، ولكن خوفهم يتبدد مرة بعد أخرى لأنهم يعلمون مواعيد القطارات حتى إنهم أغلقوا مزلقان المحطة الذى يعد سبيل الأهالى للعبور للناحية الأخرى، حيث مواقف السيارات، أما المتسوقين "المواطنين" أصبح هذا المشهد مألوفا لديهم، حتى وإن تسبب القطار فى موت أحدهم وكان أخرها منذ أسبوعين بوفاة عامل صناعة المفاتيح.
وعلى الرغم من هذا لم تقف الأجهزة التنفيذية والأمنية بمدينة شبين القناطر والقليوبية مكتوفة الأيدى أمم تكرار هذا المشهد يوميا، بل تعمل يوميا على رفع هؤلاء الباعة ونقلهم إلى سوق خارج الكتلة السكنية، إلا أن هذه المحاولات لم تؤتى ثمارها حتى اليوم ويتكرر المشهد يوميا دون أى جديد، وكأن الباعة بالسوق يرفعون راية التحدى لهم والتأكيد على أنهك لن ينتقلوا من هذا السوق حتى وإن زعقت أرواحهم.
ويضم السوق الكثير والكثير من الباعة الجائلين لعرض كل شئ من الملابس والخضراوات والفاكهة والطيور والحمام وجميع المستلزمات المنزلية، وكل تلك المعروضات تكون على شريط السكة الحديدية "القاهرة – المرج"، حيث يقوم الباعة بفرش بضاعتهم على جانبى الشريط وأثناء قدوم القطار يسرعون بجمعها ثم يعودون مرة أخرى لاحتلال الشريط بعد مروره.
وحرص "اليوم السابع" على معايشة الباعة بالسوق والمواطنين واستعراض آرائهم حول نقل السوق إلى مكان آخر خارج الكتلة السكنية، إلى جانب التعرف على آراء مجلس مدينة شبين القناطر وسبل حل تلك الأزمة منعا لوقوع كارثة قد ينجم عنها إزهاق العديد من الأرواح نتيجة هذا الإهمال.
فى البداية قال عفاف محمدي، بائعة حمام وطيور بالسوق، إنها تعرض طيورها أسبوعيا للبيع فى هذا السوق منذ ما يقرب من 4 سنوات حتى الآن، موضحة أن جميع الباعة بالسوق يعلمون تمام مواعيد القطارات التى تمر بخط السكة الحديد الموجود عليه السوق، وقبل قدومه يقوم الجميع برفع بضاعته على جانب شريط السكة الحديد وفور مرور القطار يعودون مرة أخرى إلى أماكنهم.
وتابعت "عفاف"، أن عمال السكة الحديد بمحطة شبين القناطر وعامل المزلقان يقومون بالتنبيه على الباعة والمواطنين الموجودين بالسوق من خلال إعلان موعد قدوم القطار قبلها بوقت كاف، إلى جانب المرور بالسوق وعلامهم بموعد المرور حتى لا يتعرض أى من الموجودين بالسوق لخطر القطار.
ومن ناحيته قال حمدى عبد الله، بائع ملابس بالسوق، إنه على الرغم من إنشاء باكيات بمنطقة عزبة "موسى الشقري" بجوار السوق الحالى إلا أن إيجار هذه الباكيات مغالى بها، ولابد من إعادة النظر فيه مرة أخرى وتحديد سعر أقل حتى يستطيع الباعة اللجوء لها بدلا من شريط السكة الحديد، مشيرا إلى أنه حصل على هذا المكان على خط السكة الحديد بصعوبة عن طريق أحد الأشخاص فى مجلس المدينة ويتم سداد أرضية له.
وأضاف "عبد الله"، أن القطار عادة لا يأتى مسرعا على هذا الخط وإنما يأتى ببطء ولذلك يستطيع الباعة جمع بضاعتهم فور قدومه ونقلها على جانب شريط السكة الحديد حتى يمر وبعدها يعود كل شئ كما كان، موضحا "مواعيد القطارات مرتين فى اليوم تقريبا يعنى خط السكة الحديد لا يمر عليه أى قطارات إلا مرتين فى اليوم".
ومن ناحيته أكد على محمد أحد أهالى مدينة شبين القناطر، أن السوق تمثل مشكلة ومصدراً للإزعاج والتلوث البيئى الناتج عن البائعين والتجار الوافدين من شتى المحافظات فبسببه أصبحت القمامة تملأ شوارع المدينة، مقترحا نقل السوق بعيداً عن مدخل المزلقان الرئيسى بالمدينة لضمان انسيابية حركة المرور وتخفيف الزحام حتى لا تتضاعف الكارثة.
ومن ناحيته قال غريب أحمد غريب على رئيس مدينة ومركز شبين القناطر، أن سوق الأحد بمدينة شبين القناطر يمثل الصداع الأكبر فى رأس رئيس المدينة والأجهزة التنفيذية والأمنية، مشيرا إلى أن السوق يمثل كارثة بكل المقاييس وتسعى الدولة فى إيجاد بدائل له عن طريق نقله إلى مكان آمن وهو ما تم بالفعل من خلال إنشاء مكان جديد للسوق بعزبة "موسى الشقري" من خلال إنشاء باكيات، وهى لا تبعد أمتار معدودة عن مكان السوق الحالى لكن الباعة يرفضون الانتقال لها.
وأضاف رئيس مدينة شبين القناطر لـ "اليوم السابع"، أنه تم إعداد مذكرة فى عهد الدكتور علاء عبد الحليم المحافظ السابق للإقليم لرفعها لوزارة النقل وهيئة السكك الحديدية تفيد مماطلة المقاول المسؤول عن تطوير منطقة السكة الحديد والمزلقان بالمدينة، حيث أن المقاول طالب بعمل حملة مكبرة لرفع الباعة الجائلين وبالفعل تم ذلك وعند مطالبته ببدء العمل ماطل ولم يبدأ بعد، مشيرا إلى أن التطوير بالمنطقة يستهدف إنشاء سور للسكة الحديد بالجانبين إلى جانب تطوير المزلقان بالمدينة.
وتابع "غريب"، أن الدكتورة إيمان ريان نائب محافظ القليوبية أيدت بالفعل هذا المطلب وأنه هو الحل الأمثل لهذه الأزمة التى قد تتسبب فى وقوع الكارثة، مشيرا إلى أن محافظ القليوبية أمر رؤساء المدن بشن الحملات المستمرة لوقف هذه الأسواق ونقلها لأماكن آمنة، موضحا "أنا مسؤول عن أرواح هؤلاء المواطنين ويجب أن نحميهم بإزالة هذه السوق وغلق المعابر العشوائية".
ومن ناحيته قال اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، أن المحافظة تضم 36 مزلقاناً ما بين رئيسى وفرعى، تقع على خط القاهرة- الإسكندرية "الطوالى" بطول الطريق الزراعى، وخطوط "القاهرة- شبين القناطر- الزقازيق"، و"القاهرة- القناطر الخيرية- المنوفية" المار بقليوب "الشرق" تحولت نسبة كبيرة لأسواق عشوائية احتلها الباعة الجائلون، معرضين حياتهم وحياة المواطنين للخطر وأخطر هذه الأسواق سوق الأحد بشبين "سوق الموت".
وتابع المحافظ، أنه سيتم العمل على قم وساق وإعداد لجنة لفحص موقف هذه المزلقانات من التطوير، وسبل حل هذه الظاهرة التى أصبحت صداعا فى رأس المسؤولين، ولن يتم التراجع إلا بعد الانتهاء من تطويرها وتأمينها بالكامل حفاظا على المواطنين بالمحافظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة