"صرف بلانة" كارثة بيئية وصحية تتكرر باستمرار ويعتبره أهالى النوبة بمحافظة أسوان بمثابة "الكابوس" الذى يتمنون الإفاقة منه، بعد تكرار مشهد انهيار الجسور الترابية لأحواض صرف محطة بلانة أكثر من مرة، وأدى ذلك إلى غرق الأراضى والمنازل بمياه الصرف الصحى.
"اليوم السابع" رصد هذه المشكلة التى تؤرق الأهالى سكان مركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، من خلال رواية شهود عيان الواقعة المتكررة، ورد فعل المسئولين ونواب المجلس.
عبد الرحمن محيى الدين، أحد سكان قرية الجنينة والشباك بأسوان، افتتح الحديث عن المشكلة قائلاً: "كثيراً ما تختلط مياه الصرف المتسربة من انهيار الجسور الترابية لمحطة صرف بلانة إلى ترعة النقرة والتى نروى منها الزراعات ويشرب منها المواشى والأهالى أيضا"، مشيراً إلى أن هذه المشكلة تتكرر باستمرار نتيجة عدم استيعاب الأحواض لكميات المياه الناتجة من المحطة وبالتالى تحدث المشكلة باستمرار دون وجود حل جذرى من المسئولين.
أعمال الردم
ويحكى حسن العبادى، من أهالى نجع جبران بقرية بلانة، تفاصيل حول الكارثة قائلاً: "نفاجأ بتدفق كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى داخل ترعة وادى النقرة بمركز نصر النوبة والتى تعمل على رى الأراضى الزراعية بالمنطقة، وذلك بعد انهيار جزئى لأحد السدود الترابية لمحطة صرف بلانة، وهذه الأحواض تحتوى على كميات كبيرة من مياه الصرف الصحى قبل معالجتها وتقدر بنحو 32 ألف متر مكعب من مياه الصرف".
وتابع أحمد يوسف، مزارع بمنطقة الألفى بقرية بلانة، "بأن كميات الصرف الهائلة طفحت على الأراضى الزراعية الخاصة بنا، بعد أن يتسبب اندفاع المياه وتدفقها بغزارة فى كسر الطريق على جانبى ترعة رى وادى النقرة، وإغراق الأرض الخاصة بنا وتبلغ مساحة الأرض الخاص بى نحو 35 فدانا تتعرض جميعها للغرق بهذه المياه، بجانب أراضى أخرى لمزارعين آخرين، وأتلفت جزءاً من المحاصيل الزراعية، ومنازل أخرى يستخدمها المزارعون للمبيت داخل الأراضى الزراعية.
وأضاف أحمد عبد الحميد، مدرس من أهالى نصر النوبة بأسوان، أن واقعة كسر أحواض الصرف الصحى فى قرية بلانة تتكرر باستمرار وسجلت أكثر من 5 وقائع خلال السنوات الأخيرة، وتندفع كميات هائلة من مياه الصرف الصحى وتصب فى ترعتى النقرة المخصصة للرى فى مشروع النقرة ثم على ترعة كاسل والتى توفر مياه الشرب لمحطات المياه فى قرى "بلانة وأدندان وقسطل وتوماس وعافية وتوشكى وأبوسمبل"، لافتاً إلى أن تلك المشكلة تتسبب فى قطع المياه عن المنطقة والسكان مدة تصل لنحو ثلاثة أيام متواصلة.
أهالى النوبة بعد تكرار الواقعة
المستشار محمد سليم، عضو مجلس النواب عن مركز كوم أمبو، قال إنه تقدم بطلب إحاطة لوزيرى الإسكان والبيئة حول مشروع المعالجة الثلاثية بمحطة صرف بلانة مخصص له 80 مليون جنيه، ضمن خطة الهيئة لموازنة العام الحالى، لافتاً إلى أن هذه المحطة تم إنشاؤها عام 2002م بطاقة استيعابية 35 ألف متر مكعب يومياً على مساحة 500 فدان، وأن هذه المحطة تخدم 3 مراكز إدارية وهى كوم أمبو ودراو ونصر النوبة، لاستيعاب خدمة الصرف الصحى 700 ألف نسمة، وهناك توجه لإنشاء خط انحدار بطول 8 كيلو مترات من المحطة ليدفع بالمياه المعالجة لنهر النيل.
ويناشد المستشار محمد سليم، وزيرة البيئة، متابعة الموقف نظراً لأن هذا الأمر يخالف القانون 48 لسنة 1982 فى شأن حماية نهر النيل والمجارى المائية من التلوث، لأن مجرى النيل من أسوان حتى قناطر الدلتا بطول 946 كيلو متر، وكذلك وجود 31 كيلو متر من الترع والرياحات المتصلة بالنيل، كشبكات رى، ستصبح عرضة للتلوث نتيجة هذا الأمر، مناشداً أيضاً وزير الإسكان والمرافق بسرعة الانتهاء من التوسعات والمعالجة الثلاثية، من أجل عمل المعالجة الثلاثية لاستغلال المياه الناتجة عنها وصرفها للترع لرى الزراعات بمنطقة وادى خريت ووادى النقرة، والتوسع فى الغابات الشجرية والتى كان مخصص 790 فدان للاستفادة من مياه المعالجة الثنائية، علاوة على أن أحواض التخزين والأخوار التخزينية لا تستوعب طاقة التشغيل اليومى، ولذلك لابد من استخدام مادةEM والتى ترفع من كفاءة المياه المعالجة بزيادة نسبة الترسيب للمواد العضوية الصلبة، كما أن زيادة ارتفاع منسوب مياه المعالجة أثناء التنقية يؤدى لانهيار الجسر الخرسانى لتلك الأحواض أكثر من مرة واختلاط مياه الشرب بمياه الصرف.
غرق أراضى النوبة بمياه الصرف
ومن جانبه، وفور توليه المسئولية محافظاً لأسوان، تفقد اللواء أشرف عطية، مشروع المعالجة الثلاثية بمحطة بلانة للصرف الصحى بطاقة 32 ألف م3 وبتكلفة 100 مليون جنيه، رافقه خلالها مسئولى الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحى، بالإضافة إلى رئيس مركز ومدينة نصر النوبة، واستمع محافظ أسوان لشرح من المسئولين تضمن مكونات وأسلوب ومراحل عمل المشروع، كما تفقد المحافظ منطقة الأخوار والأحواض الجبلية المخزن فيها الملايين من كميات المياه نتيجة تأخر تشغيل المحطة.
وأكد اللواء أشرف عطية على أن التأخير فى تشغيل مشروع المعالجة الثلاثية لمحطة بلانة ليس فى صالح المواطنين، خاصة أنه يعد الحل الجذرى والنموذجى للقضاء على كافة الأثار السلبية حيث أنه لولا العناية الآلهية فى عام 2013، لكانت النتائج كارثية ولتعرضت القرى المجاورة لمخاطر جسيمة فى الأرواح والممتلكات العامة والخاصة من مبانى ومساكن وزراعات والتى يمكن أن تحدث فى أى وقت نتيجة الزيادة المضردة فى كميات المياه المنصرفة على هذه الأحواض.
وطمأن المحافظ المواطنين بأنه سيتم تطبيق كافة الاشتراطات والضوابط بتنفيذ مراحل المعالجة الثلاثية، بجانب الرقابة المشددة من الجهات المختصة والرقابية التى تحقق التأمين والأمان المطلوب للمواطنين صحياً وبيئياً وخاصة أن المياه المنتجة هو مياه نقية تماماً وصالحة للشرب.
والجدير بالذكر بأنه سبق زيارة محافظ أسوان للمشروع اجتماع مع الدكتور أسامة حمدى مستشار وزير الإسكان لشئون المرافق واللواء إيهاب خضر رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، وذلك لدراسة أفضل البدائل المتاحة لصرف المياه المطابقة للمواصفات الفنية والمعتمدة عالمياً وهى صالحة تماماً لصرفها على المصارف المائية لخلوها من أى ملوثات أو بكتريا ضارة .
غرق الشوارع
.JPG "محافظ أسوان يتفقد موقع محطة صرف بلانة (1)")
محافظ أسوان يتفقد موقع محطة صرف بلانة (1)
.JPG "محافظ أسوان يتفقد موقع محطة صرف بلانة (2)")
محافظ أسوان يتفقد موقع محطة صرف بلانة (2)
.JPG "محافظ أسوان يتفقد موقع محطة صرف بلانة (3)")
محافظ أسوان يتفقد موقع محطة صرف بلانة (3)
محطة بلانة_1
مياه الصرف
