ظهر نوع جديد من شركات التكنولوجيا التى تهدف لمساعدة الأشخاص على تحسين سمعتهم السيئة عبر الإنترنت، إذ تقوم ما تسمى بشركات إدارة السمعة بتنفيذ خطط لضمان حذف الخلافات السابقة والدعاية السيئة لأى شخص من نتائج بحث جوجل.
وتعد Status Labs واحدة من أكبر الشركات فى هذه الصناعة فى أوستن، والتى تم إدراجها فى قائمة Inc. التى تضم 5000 شركة من الشركات الأسرع نمواً فى أمريكا فى عام 2019.
وألقى تقرير بصحيفة "وول ستريت جورنال" الضوء على كيفية عمل Status Labs وغيرها من هذه الشركات، التى تستغل المواقع الإخبارية المزيفة، لنشر قصصًا إيجابية عن عملائها.
عملت الشركة مع مجموعة متنوعة من العملاء، بما فى ذلك عضو سابق فى موقع الخيانة الزوجية آشلى ماديسون، وأستاذ بجامعة ميسورى الذى أصبح هدفًا لوسائل الإعلام المحافظة بعد أن انتهى به المطاف فى شريط فيديو احتجاجى.
وقال ريان ستونروك، وهو محام فى شركة Harder LLP، التى تمثل Status Labs، إن اتهامًا كاذبًا واحدًا يمكن أن يتسبب فى ضرر دائم لشخص أو سمعة شركة اكتسبتها بصعوبة، كما أن الخلل فى القوة يجعل الصفحة الأولى من جوجل، هى الانطباع الأول وأحيانًا الأخير للأفراد والشركات.
ورصدت صحيفة وول ستريت جورنال قصة أحد عملاء الشركة الحاليين، والذى يدعى يعقوب جوتليب، لشرح كيفية عمل الشركة، إذ كان جوتليب، مدير صناديق التحوط فى نيويورك، قلقًا من أن العديد من الخلافات المحيطة بشركة Visium Asset Management LP التى كان يعمل بها سابقا، ستجعل من الصعب عليه إيجاد مستثمرين لشركة جديدة، ففى عام 2017، أدين زميل سابق فى شركة Visium بتهمة الاحتيال فى الأوراق المالية، وقبل عام واحد انتحر موظف آخر بعد اتهامه بالاحتيال.
وفى نفس العام، مر جوتليب بأزمة الطلاق الذى تمت تغطيتها بشكل غير مناسب بصحيفة نيويورك بوست، حيث حصلت زوجته السابقة على تسوية بقيمة 1.4 مليون دولار وفقًا لاتفاق ما قبل الزواج، وهو مبلغ وصفه القاضى الذى كان يرأس الجلسة ديفيد ساكس بأنه "صفقة صعبة" بالنسبة لصافى ثورة جوتليب البالغة 188 مليون دولار.
وقال جوتليب إن التغطية الصحفية كانت غير عادلة، لذا لجأ إلى شركة Status Labs لمساعدته فى تحويل نتائج بحث جوجل لصالحه.
وفقًا لتقرير وول ستريت جورنال، أنشأت الشركة مجموعة كبيرة من القصص والعناصر الإخبارية لتوجيه خوارزميات بحث جوجل لصالحه، ونُشرت إحدى هذه المقالات على موقع يُدعى Medical Daily Times ، والذى استشهد بـ جوتليب كمتبرع بارز لبرنامج المنح الدراسية، الذى يساعد طلاب جامعة نيويورك على دفع تكاليف الدراسة فى كلية الطب.
للوهلة الأولى يبدو الموقع وكأنه مدونة صغيرة، ولكن عند الفحص الدقيق، هناك فترات زمنية غير منتظمة لنشر القصص فى كثير من الأحيان، وعند طلب رقم هاتف هذه المدونة المكتوب بمعلومات الاتصال، يتبين أن الرقم تابع لمطعم بيتزا فى تورونتو.
للمساعدة فى تحسين سمعته عبر الإنترنت من خلال نشر عدد من القصص الإيجابية المماثلة التى لا يمكن تعقبها، قيل إن جوتليب دفع لشركة Status labs بين 4000 و5000 دولار شهريًا، ورغم ذلك يؤكد جوتليب أن الشركة لم يكن لها أى تأثير على تعاملاته التجارية، بل ساعدته فى حياته الاجتماعية فقط.
وقال للصحيفة فى بيان: "من الواضح أن لا أحد يستثمر فى صندوق تحوط، بناءً على مقال فى مدونة على الإنترنت بلا اسم، ومع ذلك فقد حسن استقبالى على موقع تيندر للمواعدة".
وقامت جوجل فى النهاية بإزالة العديد من المواقع التى نشرت قصصًا إيجابية عن جوتليب بعد أن اتصلت بها صحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت جوجل فى بيان: "أى جهود ترمى إلى تعزيز وجود شخص ما على الإنترنت لا ينبغى أن تنطوى على تكتيكات مضللة تهدف إلى التأثير على تصنيفات جوجل للبحث".