أفغانستان.. حرب الـ2 ترليون دولار..ماذا أنفقت واشنطن وماذا ربحت فى 18عاما؟.. 1.5 ترليون تكلفة العمليات العسكرية.. 10مليارات تفشل فى مكافحة "الأفيون".. الفساد يبدد 30 مليارا أخرى.. ومصادر: الانسحاب الكامل اقترب

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019 02:30 م
أفغانستان.. حرب الـ2 ترليون دولار..ماذا أنفقت واشنطن وماذا ربحت فى 18عاما؟.. 1.5 ترليون تكلفة العمليات العسكرية.. 10مليارات تفشل فى مكافحة "الأفيون".. الفساد يبدد 30 مليارا أخرى.. ومصادر: الانسحاب الكامل اقترب ترامب والقوات الأمريكية فى افغانستان وطالبان
كتبت: نهال طارق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

برغبات ظاهرها الثأر لضحايا هجمات 11 سبتمبر وباطنها أهداف آخرى، جاء قرار الغزو الأمريكى لأفغانستان قبل ما يقرب من 18 عاماً كاملة لتنفق الولايات المتحدة فى تلك الحرب، وبحسب تقديرات أمريكية أكثر من 2 تريليون دولار كاملة، وسط تساؤلات حول جدوى هذا الإنفاق، وما إذا كانت هذه الحرب قد حققت أهدافها أم لا.

 

ومع اقتراب الخروج الأمريكي من أفغانستان، بحسب ما أعلنته مصادر أمريكية لشبكة سى إن إن، الاثنين، تزايدت الأسئلة عن حصاد هذه الحرب وجدواها ومدى نجاحها فى تحقيق الأهداف التى وضعت لأجلها. وفي تقرير سابق نشرته صحيفة نيويورك تايمز، تكلفت تلك الحرب 2 تريليون دولار أنفقتها الولايات المتحدة على أوجه عسكرية وغير عسكرية.

 

وتعد أفغانستان أحد أكبر مصادر اللاجئين والمهاجرين في العالم وخضعت ولا تزال لسيطرة طالبان على أجزاء كبير من البلاد حيث قتل أكثر من 2400 جندي أمريكي و18 ألف مدني أفغاني، إلا أن التواجد الأمريكي داخل تلك البلاد اسهم فى تحسن نسبي بحسب الصحيفة، لترتفع معدلات التعليم خاصة بين الفتيات، وتم بناء مؤسسات ديمقراطية تصارع للبقاء داخل المشهد.

وعن أوجه الانفاق، قالت نيويورك تايمز إن الإنفاق العسكري لتلك الحرب يقدر بـ1.5 تريليون دولار، إلا أن تفاصيل جزء كبير من هذا الرقم لا تزال غير معلنة من جهات رسمية داخل الولايات المتحدة.

 

ومع رفع وزارة الدفاع الأمريكية حاجز السرية عن بعض التفاصيل، تبين أن معظم هذه الأموال أنفق على التدريب والوقود والمدرعات والمنشآت، فيما استحوذت وسائل النقل الجوي والبحري على 8% من المبلغ، ما يعادل قرابة 4 مليارات دولار سنوياً.

 

10 مليارات دولار لمكافحة المخدرات

ولا تقتصر جهات الانفاق على المجالات العسكرية، فمن بين تلك الجهات يأتى ملف إعادة الإعمار، وجهود مكافحة المخدرات، حيث تعد أفغانستان مصدراً لـ80% من الانتاج العالمي غير المشروع لمخدر الأفيون. وفي تقرير صدر العام الماضي، وصف المفتش العام لإعادة إعمار أفغانستان جهود مكافحة المخدرات بأنها "فاشلة" على الرغم 10 مليارات دولار انفقت لمكافحة زراعة الأفيون.

 

وتعتبر زراعة الأفيون مصدرا رئيسيا للدخل والوظائف في افغانستان وكذلك مورداً رئيساً لحركة طالبان. وتعد تجارة المخدرات أكبر نشاط اقتصادي في البلد.

 

 

87 مليارًا لتدريب الجيش والشرطة

وأحد الأهداف الرئيسية للجهود الأمريكية كان تدريب الآلاف من القوات الأفغانية حيث ذهب معظم الإنفاق الأمريكي على إعادة الإعمار إلى صندوق يدعم الجيش الأفغاني وقوات الشرطة من خلال المعدات والتدريب والتمويل.

 

لكن لا أحد في أفغانستان أو في الجيش الأمريكي، ولا كبار مستشاري الرئيس أشرف غني يعتقد أن القوات العسكرية الأفغانية يمكنها أن تدعم نفسها.

 

ويعاني الجيش الأفغاني على وجه الخصوص من زيادة معدلات الإصابات والوفيات، مما يعني أنه يتعين عليهم تدريب مجندين جدد يبلغ مجموعهم ثلث مجموع قواتهم على الأقل كل عام.

 

24 مليار دولار على التنمية الاقتصادية

وضاعف الإنفاق المتعلق بالحرب من حجم الاقتصاد الأفغاني منذ عام 2007، حيث أنفق 24 مليار دولار لتحقيق تنمية اقتصادية، إلا أن هذا الرقم لم يترجم إلى اقتصاد سليم فعندما بدأ التواجد العسكري في افغانستان يقل تلاشت المكاسب الاقتصادية عام 2015 وأصبح ربع الأفغان عاطلين عن العمل.

 

كما انهارت توقعات تحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع المعادن الذي طالما تفاخر البنتاجون بالتريليون دولار التي تم انفاقها في الاستثمار فيه، وبدأت بعض الشركات من الصين وأماكن أخرى في الاستثمار في مجال التعدين، ولكن سوء الأمن والبنية التحتية لم تساعدهم للاستمرار.

 

30 مليار دولار لإعادة الإعمار بددها الفساد

وفيما يخص مجالات إعادة الإعمار، فقد أنفقت الولايات المتحدة من أموال دافعي الضرائب 30 مليار دولار كاملة بهدف حفظ السلام ومساعدة اللاجئين، والمساعدة في الكوارث الطبيعية، ورفع كفاءة البنية التحتية، إلا أن الفساد والبيروقراطية قادا الدولارات الأمريكية لبناء المستشفيات التي لم تعالج أي مرضى، والمدارس التي لم تدرس أي طالب (وأحيانًا لم تكن موجودة على الإطلاق) وإلى القواعد العسكرية التي وجدها الأفغان عديمة الفائدة.

 

وقامت جهات رقابية أمريكية بتوثيق 15.5 مليار دولار من إهدار الاموال والاحتيال وإساءة الاستخدام في جهود إعادة الإعمار من عام 2008 حتى عام 2017. ولكن شهدت أفغانستان شهدت تحسينات بالفعل في مجالات الصحة والتعليم - لكنها ضئيلة مقارنة بالمعايير الدولية.

 

وكان مسئول أمريكى رفض الكشف عن هويته كشف فى تصريحات لشبكة سى إن إن، الاثنين أن الولايات المتحدة بصدد سحب 4 آلاف جندي أمريكى من أفغانستان من أصل قرابة 12 ألفا لا يزالوا يتمركزون فى هذا البلد، مشيراً إلى أن الادارة الأمريكية ومع اقتراب عام 2019 من نهايته بصدد التوصل إلى اتفاق سلام مع طالبان حيث استأنف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المفاوضات في سبتمبر الماضي في زبارة مفاجئة للقوات الامريكية المتمركزة في أفغانستان اثناء اجازة عيد الشكر الماضية.

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن التكلفة البشرية للتواجد الأمريكي في أفغانستان كانت مرتفعة حيث قتل ما يقرب من 2300 جندي أمريكى، فيما قتل أكثر من 58 ألف جندي أفغاني بالإضافة إلى 38 ألف مدني ونحو 42 ألف من المتمردين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة