عاد شبح الجرائم التي ارتكبتها القوات المسلحة الثورية في السنوات الماضية مجددًا إلى المشهد في كولومبيا، وذلك بعد أن استخرجت السلطات الكولومبية حوالى 200 ألف جثة مجهولة الهوية، بعد العثور على مقبرة جماعية في بلدية دابيا، تحتوى على 50 جثة من ضحايا عمليات الإعدام التي تمت خارج نطاق القضاء على أيدى الجيش الكولومبي بين عامي 2005 و2007، وحسبما ذكرت صحيفة "الباييس" الإسبانية.
ولأول مرة منذ توقيع السلام وبداية تسريح القوات المسلحة الثورية لكولومبيا، يعود النقاش السياسى مجددًا على الجرائم التى ارتكبها الجيش الكولومبيى فى الماضى.
وقالت كلوديا جارثيا، مديرة معهد الطب الشرعى إن "فى السنوات الأخيرة، أجرينا دراسة استقصائية فى جميع المقابر القانونية، وعثرنا على مقابر سرية مدفون فيها جثث لعمليات إعدام تمت بشكل غير شرعى، ولذلك فلابد من مشاركة الحكومة الكولومبية فى تنفيذ تلك المهمة التى تمثل تحديًا كبيرًا لها".
وأشارت جارثيا إلى أن هؤلاء الضحايا المدنيين تم قتلهم على أيدى الجنود الذين قدموهم كمقاتلين قتلوا فى القتال مقابل الحصول على تعويضات، وتشير البيانات الرسمية التى قدمها مكتب المدعى العام إلى أنه بين عامى 1998 و2014 كان هناك أكثر من عملية إعدام من هذا النوع، والغالبية العظمى كانت خلال عهد الرئيس السابق ألفارو أوريبى.
وأوضحت الصحيفة أنه فى الوقت الحالى يركز معهد الطب الشرعى الكولومبى على المقابر السرية الكاثوليكية فى مقاطعة أنتيوكيا، وتشريح الجثث المستخرجة، ومن المقرر أن تنتهى المهمة الأولى فى تلك العملية فى الأسبوع الثالث من يناير.