بعد أشهر من الانتقادات العنيفة وجلسات حامية فى الكونجرس وملاحقات من جهات الادعاء والمنظمين الامريكيين، قررت شركة بوينج تعليق إنتاج طراز ماكس 737، بعد حادثى تصادم طائرتين خلال الأشهر الإثنى عشر الماضية، لكن القرار أثار مخاوف بشأن آثاره على الاقتصاد الأمريكى.
حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن قرار شركة بوينج لوقف إنتاج ماكس 737 بشكل مؤقت سيضر على الأرجح بموردى أجزاء الطائرة ويمكن أن يكون له تأثير أكبر على الاقتصاد الأمريكى.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار الشركة هو نتاج أسوأ أزمة تتعرض لها الشركة فى تاريخها المستمر منذ 103 أعوام، ويأتى بعد حادثى تحطم طائرتين أدى إلى مقتل 346 شخصا. وكانت بوينج قد أشارت مرارا إلى أن الطائرة سعود إلى التحليق فى السماء قبل نهاية العام.
وأوضحت الصحيفة أن قرار بوينج قد يلقى بآثاره على الاقتصاد الأمريكى، حيث تعد الشركة أكبر مصدر فى التصنيع وترى أن طائرتها ماكس 737 مهمة لمستقبلها. وكان هذا النموذج الجديد لطائرتها 737 قد بدأ فى ظل ضغوط فى عام 2011، حيث سعت الشركة للخروج من المنافسة مع غريمتها التقليدية الأوروبية إيرباص. لكن بعد حادثى التصادم، قام منظمون وجهات إدعاء ولجان فى الكونجرس بالتحقيق فيما إذا كانت بوينج قد تجاهلت مخاطر السلامة وقللت من الحاجة إلى تدريب طيارين فى سعيها لتصميم وإنتاج وإخراج الطائرة للنور بأسرع وقت ممكن.
وتلفت نيويورك تايمز إلى أن الشركة نادرا ما أوقفت إنتاج إحدى طائراتها، وكان آخرها عام 2008. لكنها لم تواجه أبدا موقفا مثل الذى تواجهه الآن. فقد باعت الشركة نحو 5 آلاف طائرة، وحققت أفضل كمبيعات فى تاريخها، وصنعت نحو 400 طائرة ماكس لم تسلمها أبدا.
وتقول سوزان هاوسمان، مدير الأبحاث فى معهد أبجون لأبحاث التوظيف، إن هذا الإعلان سيكون له أثار كبيرة، وتأثيرات حقيقية على حياة الكثيرين وليس من الجيد على الإطلاق أن يحدث هذا قبل فترة الأعياد.
وقالت بوينج إنها تنوى إعادة نشر ما يقرب من 12 ألف عامل كانوا يقومون بتصنيع الطائرة ماكس فى مصنعها فى رينتون بواشنطن إلى مشروعات أخرى، لتجنب التسريح فى الوقت الراهن.
وكانت أسهم بوينج قد تراجعت قبل الإعلان مباشرة أكثر من 4%، بينما تراجعت أسهم شركة سبريت أيرو سيستمز، التى تقوم بتصنيع أجزاء من الماكس حوالى 2% يوم الإثنين.
ونظرا لأن بوينج لا تخطط لتسريح عدد من موظفيها، كما أن مورديها موزعون فى جميع أنحاء البلاد، فإن التأثير الكلى على الاقتصاد الأوسع سيعتمد على المدة التى سيستغرقها التوقف.
وحتى الأسبوع الماضى، كانت بوينج تأمل أن تحصل على شهادة للطائرة للتحليق مجددا قبل نهاية العام، إلا أن هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية قالت إنه ليس هناك فرصة لإتمام عملية التوثيق خلال الأيام القليلة المتبقية من عام 2019.
وكانت بوينج تصنع 42 طائرة طراز ماكس 737 فى الشهر منذ توقف تحليقها حتى لا تسبب مصاعب للموردين أو تضطر لتسريح العاملين الذين يحتاجهم لاحقا. إلا أن الشركة لم تستطع أن تقوم بتسليم الطائرات.
من ناحية أخرى، قال جيه بى مورجان إن بوينج ستظل تحرق أكثر من مليار دولار شهريا حتى بعد وقف إنتاج الطائرة. وكتب محلل الشركة سيث سيفمان للعملاء يقول إن قرار بوينج بتعليق إنتاج ماكس جاء بعد أشهر من عدم تحليق الطائرة، مما أدى إلى خسائر، لكن نفقات العمال ستظل مستمرة وستزيد. وكتب يقول: نقدر أن بوينج تحرق قرابة مليارى دولار شهريا على ماكس، لكن هذا الرقم لن يتراجع إلى الصفر خلال التوقف. وتوقع أن تقوم بوينج بدعم الموردين والذين يمثلون 65% من قاعدة تكلفة الطائرة، وذلك من أجل الحفاظ على الحمالة وقدرات الإنتاج.